5 كل الدول المتقدمة والناهضة بنت تقدمها وصنعت نهضتها بثلاثية الجدية والدقة والانضباط ولقد ثبت بالدليل العملى فى العديد من دول العالم المتقدمة أن نقطة البداية تبدأ بتحقيق الهيبة المطلوبة لقمة الجهاز الإدارى فى أى موقع ومنحه الصلاحيات المطلقة التى تمكنه من إدارة دولاب العمل بالكفاءة المطلوبة. ولعل هذا ما يدعونى إلى القول بأن أى انطلاق اقتصادى ينبغى أن يواكبه فى التو واللحظة تحديث إدارى وأن أى تنمية إنتاجية شاملة يصعب تحقيقها فى غيبة من تنمية إدارية واعية وحديثة.. وسواء كان الأمر يتعلق بمؤسسات خدمية أو مؤسسات إنتاجية فإن أسس تحقيق الإدارة السليمة تكاد تكون واحدة دون أى اختلافات جوهرية. وعلى سبيل المثال فإن كل مؤسسات الدولة تحتاج فى المرحلة المقبلة إلى تحديث فى أساليب عملها سواء ما يتعلق بنظم المعلومات أو أساليب اتخاذ القرارات أو إعادة توزيع العمالة بعد تدريبها تدريبا عمليا وفعليا وبما يمكنها من تحمل أعبائها. أيضا فإن مرحلة الانطلاق الديمقراطى والتحول الاقتصادى تحتاج إلى تبسيط النظم وإجراءات التعامل وتوزيع السلطات والصلاحيات على مختلف مستويات الإدارة ضمانا لسهولة دورة العمل من ناحية وإتاحة الفرصة لبروز قيادات جديدة من ناحية أخري. لقد آن الأوان لكى نضع هدف تحديث إدارة الدولة على مختلف مستوياتها موضع التنفيذ الفعلى والصارم وإذا كنا مطالبين وملزمين بالتركيز على إعادة بناء البنية الأساسية وتجديد المنشآت الإنتاجية وتطوير القوانين والتشريعات بما يخدم هدف الانطلاق الاقتصادى الشامل فإن المهم الآن هو الإدارة السليمة التى تستطيع أن تحول الأهداف والطموحات من خطط على الورق إلى واقع ملموس ينعكس بشكل مباشر على الحياة اليومية للناس! وليس أمامنا من سبيل آخر إذا كنا نريد أن نقف على قدم المساواة مع الآخرين من أرضية القدرة والتكافؤ وفى مواجهة عالم تتلاحق متغيراته وتتبدل حساباته وتتغير تحالفاته بسرعة مذهلة! .. فهل نحن فاعلون.. هذا هو السؤال.. وهذا هو التحدى الحقيقي! وغدا نواصل الحديث خير الكلام: قمة الحكمة فى إمساك اللسان وضبط الأعصاب ولجم الشهوات ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله