كتبت - هدير الزهار: لم تكن مفاجأة فوز فرنسوا أولاند بالرئاسة هي الأولي في تاريخ فرنسا, فقد سبقه الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي لقب ب' أكثر رؤساء فرنسا حظا' لمحالفة الحظ له مرتين.. الأولي حينما فاز في الانتخابات الرئاسية عام1995 والثانية حينما حصل علي فترة رئاسة ثانية عام 2002. فعند دخوله جولة الانتخابات الرئاسية الأولي عام1995 كانت أغلبية استطلاعات الرأي تشير إلي أنه في طريقه لهزيمة مؤكدة وكانت نسبة التوقع بفوزه لا تتعدي ال12% مقابل توقع فوز منافسه ادوار بلادور الصديق المقرب لشيراك ورفيق الكفاح في العمل السياسي علي مدي30 عاما. وجاءت نهاية تلك الصداقة مع الانتخابات الرئاسية بعد أن خلف بلادور وعده لشيراك بأنه لن يدخل الانتخابات. واستطاع شيراك أن ينتهز هذا الأمر لصالحه بعد أن ظهر بدور المخدوع والمطعون من صديق عمره وبالفعل لم يستطع بلادور الصعود لجولة الإعادة بل أنها شملت اليميني شيراك والاشتراكي ليونيل جوسبان, ثم كانت نتيجتها فوز شيراك ب53% من الأصوات مقابل حصول جوسبان علي47% فقط. وفي انتخابات عام2002 كاد السيناريو أن يتكرر مرة أخري إلا أن مفاجأة مدوية جاءت لتقلب كل الموازين فقد دخل الانتخابات كلا من شيراك وجوسبان واللذين كانوا أقرب للرئاسة والتنافس في جولة الإعادة, وكما أظهرت أغلبية استطلاعات الرأي فقد كان من المتوقع فوز جوسبان في الانتخابات حتي جاءت المفاجأة بعدم صعوده لجولة الإعادة حيث هزم هزيمة ساحقة ليمهد الطريق لمرشح حزب اليمين المتطرف جان ماري لوبن الذي صعد للإعادة أمام شيراك. وبسبب خوف الشعب الفرنسي من انزلاق فرنسا في بئر العنصرية والتطرف التفت كافة القوي السياسية حول شيراك الذي أستغل الفرصة وتقدم ببرنامج انتخابي كان الفرنسيون في حاجة إليه, مما أسفر عن فوز شيراك فوزا كاسحا بحصوله علي83% من الأصوات مقابل حصول لوبن علي17% فقط. لا شك أن شيراك كان محظوظا لحد كبير أو أنه كان يتمتع بقدر كاف من الذكاء أهله للحصول علي ولاية ثانية, بالرغم من الدعاوي القضائية التي كانت مرفوعة ضده بسبب تجاوزاته المالية وفضائح الفساد التي كانت تلاحقه. وقد استطاع أن ينسي شعبه ما يدور حوله من لغط في غمار أحداث11 سبتمبر التي أستغلها شيراك بشكل جيد لاستعادة مكانته لدي الشعب من خلال إبراز دور فرنسا خارجيا وسعيه لحصول بلاده علي مركز مرموق عالميا.