نشرت كثيرا من قصص الأطفال فيالصحف المصرية قبل التحاقها بمجلة( سمير), التي عملت بها وهي طالبة بكلية الآداب قسم الفلسفة وعلم النفس, فبدأت كسكرتير للتحرير. ثم تدرجت في المناصب إلي ان صارت رئيسا لتحريرها بعد رحيل نادية نشأت حفيدة زيدان, أول رئيس تحرير لمجلة( سمير) إلي لبنان إثر تأميم المؤسسات الصحفية. ولأنها تكتب للطفل فقد آثرت السهولة, لهذا اتخذت من اسم ابنتها الكبري( لبني) لقبا لها, فعرفت باسم( ماما لبني) بدلا من( نتيلة) اسمها الحقيقي, الذي تكتنفه الصعوبة.. ونتيلة ابراهيم راشد من رواد أدب الطفل,فقد رأست تحرير مجلة( سمير) لفترة تزيد علي40 عاما, فتوثقت بينهما عري الترابط, لدرجة أنها كانت تعتبر المجلة بيتها الأساسي الذي لاتقوي علي فراقه, وإن حدث علي غير رغبتها هذا الفراق لاتفتأ تتلمس سبل عودتها إليه وهذا ما حدث بالفعل عندما كلفها الكاتب أحمد بهاء الدين بعد توليه رئاسة مجلس إدارة دار الهلال بإدارة سلسة( أولادنا) وترك المجلة فجاهدت حتي عادت اليها وظلت رئيسا لتحريرها حتي عام..2002 وإلي جانب هذا فقد أثرت(نتيلة) مكتبة الطفل بالعديد من المؤلفات مثل( تحيا الحياة, الجزيرة الخضراء يوميات عائلة ياسر, وأبو قير وأبو صير), ولم تكتف ماما لبني بالتأليف وحسب, بل ترجمت العديد من الاعمال مثل( مذكرات حصان) عن الإنجليزية, وملابس الإمبراطور,والأمير السعيد, وعصفور الجنة.. وعبر أثير صوت العرب, انطلق صوت ماما لبني الرخيم يدغدغ مشاعر الاطفال وهي تقدم فقرة بعنوان( أولادي حبايب قلبي), وهو نفس العنوان الذي كانت تفتتح به المجلة وترد به علي القراء.. وتقديرا لعطاء( نتيلة) المتميز, حازت العديد من الأوسمة كجائزة الدولة التشجيعية في الادب, ووسام العلوم والفنون من الطبقة الاولي. وكما كانت متميزة في إبداعها, تميزت أيضا كزوجة مخلصة للأديب الكبير عبدالتواب يوسف صاحب سلسلة الألف كتاب, وقصة( عقلة الإصبع) الشهيرة, وكأم حانية علي ولديها عصام ولبني, وبرغم مرضها الاخير الا انه لم يحل بينها وبين التأليف يوما وظلت كذلك حتي جاء فجر السبت قبل الماضي فأصغت لنداء( الفراق المحتوم) فرحمها الله رحمة واسعة.