التقي ثلاثمائة من رموز وشيوخ قبائل سيناء أمس الأول بالفريق أحمد شفيق, المرشح الرئاسي بمقره الانتخابي, واتفق الحضور علي ضرورة تمتع المواطن السيناوي بكامل حقوق المواطنة باعتباره مواطن من الدرجة الأولي له الحق في تملك الأراضي بسيناء, ويجب أن يكون له مشاركة فعالة في تنمية سيناء. وأكد مصدر مسئول بحملة الفريق أحمد شفيق, أن سيناء تعد العمق الاستراتيجي لمصر من جهة الشرق, وأن الأجيال التي حاربت لأجل تحرير سيناء عقد من الزمن يجب المحافظة علي جهودهم وتضحياتهم في مرحلة السلام. وفي قنا من الواضح أن حرارة الجو التي تسكن قنا صيفا لن تكون وحدها هذا الصيف فسخونة الانتخابات الرئاسية وعمليات الحشد إكتسبت ذات السخونة أيضا لكن ما يطفيء ربما تلك النيران هو توحد القبائل وما كان مستحيلا بالأمس من التقاء مثلث القبائل العرب والهوارة والأشراف الذي يزيد تعدادهما عن المليون بقنا وحدها في الجلوس متجاورين في مكان واحد تعتبر قنبلة موقوتة جاهزة للإنفجار في أي وقت لكن انتخابات الرئاسة تنزع هذا الفتيل الساخن من تلك القنبلة. ولم يقتصر الأمر علي التلاصق أو الجلوس بين زعامات تلك القبائل معا بل وصل إلي الحشد الجماعي لتلك القبائل والدعوة الواحدة للتوحد وتنحية الخلافات جانبا وتبادل المؤتمرات ليصبحوا درعا للمرشح شفيق في قلب الصعيد بعدما توحدت قبائل قنا الثلاث تقريبا من خلال زعاماتها وإن كان غالبيتهم قد ارتدي وشاح الوطني المنحل لسنوات وعقود وحسبوا من الفلول إلا أن قوتهم القبلية حالت أن تسقط أوراقهم من داخل قبائلهم, هذا التوحد أفرز حتي اللحظة مؤتمرات حمتها القبائل بالسلاح مكشرة عن أنيابها في بعض الأحيان لدعم شفيق وبحسب مراقبين فإن حالة التوحد التي سادت بين الهوارة والعرب والأشراف من متناحرين إلي متوحدين ربما ترجع إلي خشيتهم من ضياع مقاعدهم البرلمانية إلي الأبد والتي نجح التيار الإسلامي في أن يزيحهم عنها بالضربة القاضية في الانتخابات البرلمانية الماضية أو لم تستطع قبائل الخاسرين أن تحافظ علي تلك المقاعد إلا ما ندر وأفلت من تسونامي الإسلاميين. ومن ثم فإن دعمهم الحاشد لشفيق وتعهدهم لحماية الأقباط في عملية التصويت والذي ركزت عليه زعامات القبائل في مؤتمر الهمامية بنجع حمادي حيث تمركز قبائل الهوارة التي استقبلت ربما للمرة الأولي زعامات قبيلة العرب ليتحدثوا في مؤتمر واحد للتصدي للمرشح محمد مرسي ودعم شفيق بشكل مطلق إلي مؤتمر قنا الذي لم تتواني القبائل أن تطلق النار لحماية زعاماتها وفلول الوطني المنحل التي احتشدت تحت ردائها القبلي الذي يحميها بشكل كبير. ومن تلك الجبهة إلي الجبهة المضادة لها التي رأت أن التحالف بين التيار الإسلامي بأجنحته سواء السلفي أو الإخوان أو الجماعة الإسلامية مع القوي الثورية وشباب الثورة أصبح واقعا وسبيلا وحيدا ولم يخلوا الأمر من شباب القبائل الذي يري أن إسقاط نظام يعني اقتلاع رموز الوطني حتي وإن كانوا من قبائلهم وتلك أصبحت شريحة رافضة لا يستهان بها إلا أن ما يعرقل تلك الجبهة في شريحة المقاطعين للانتخابات الذين اعلنوا ذلك صراحة عبر صفحات الفيس بوك رغم محاولات الاستقطاب.