مشروعات محور تنمية قناة السويس، موانى بورسعيد، أنفاق قناة السويس، العاصمة الإدارية الجديدة، محور روض الفرج، ومشروع الصوامع، جميعها مشروعات قومية ضخمة، تنجزها وتعمل فيها أياد مصرية من عمال وفنيين ومهندسين بشركة «المقاولون العرب». «الأهرام» حاولت الوقوف على ملامح وحجم هذه المشروعات والمعوقات التى تعترض مسار العمل بها ومواعيد الانتهاء منها، من خلال حوارها مع المهندس محسن صلاح رئيس شركة المقاولون العرب.. فماذا قال؟. كيف ترى أهمية المشروعات الكبرى التى تشارك «المقاولون العرب» فى تنفيذها حاليا؟ أعتبر هذه المشروعات هى السبيل الوحيد لرفع قدرة وكفاءة الاستثمار وجذب كبار المستثمرين وانتعاش الحالة الاقتصادية ونهضة البلد، كان لابد من تأهيل الدولة لذلك لجذب المستثمرين، الذين لن يقبلوا على العمل فى أراضينا وينفقو أموالهم دون أن يكون لدينا طرق ممهدة أو بنية تحتية فى المناطق الجديدة، أو موان مجهزة لاستقبال الحاويات وتسيير حركة الملاحة والنقل البحري، بحيث تمكن هذه الآليات المستثمر من إدارة مصانعه واستثماراته تصديرا واستيرادا، وهذه المرحلة التى تمر بها البلاد من أصعب المراحل التى تمر بها الدول من أجل تأهيل بلادهم لاستقبال الاستثمارات. وما المدى الزمنى لإنجاز هذه المشروعات؟ كل جهدنا ينصب على تقصير هذه الفترة العسيرة قدر الإمكان، من خلال ضغط مدة انجاز هذه المشروعات والانتهاء منها خلال عام بدلا من ثلاث سنوات. ما أهم المشروعات التى تقوم الشركة بتنفيذها فى الفترة الراهنة؟ الدولة فى الفترة الأخيرة تعمل فى كم هائل من المشروعات القومية التى طرحها الرئيس والحكومة، وهذه المشروعات إذا لم نكن نحن القائمين بتولي كافة مهام العمل فى معظمها، فإننا نشارك فيها، لاسيما أن الشركة لها تاريخ عريق فى السوقين المصرية والخارجية منذ 60 عاما، وهى شركة حكومية تتبع وزارة الإسكان. وتعمل الشركة فى عديد من المشروعات القومية العملاقة والتي لا تتمكن شركة واحدة من انجازها، كمشروع العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة وأنفاق قناة السويس وموانى بورسعيد، وتوشكى الجديدة، بالإضافة إلى مشروع المليون ونصف المليون فدان، كلها مشروعات ضخمة جدا تحتاج الى تعاون وتحالف أكثر من شركة للقيام بها، وهذا مطبق بالفعل، فمشروع محور قناة السويس نعمل فيه بالتحالف مع شركة أوراسكوم، وكذلك الحال فى تنفيذ الثلاثة أنفاق فى بورسعيد أسفل قناة السويس 6 كيلو لتوصيل الشرق بالغرب وربط سيناء بالوطن العربي، وفى المقابل بالإسماعيلية 3 أنفاق أيضا تقوم بها شركات بتروجت بالتحالف مع شركة كونرو. وبالإضافة لذلك تعمل الشركة أيضا فى الموانى فى منطقة شرق بورسعيد فى التفريعة وهى أرض يجرى تجهيزها للاستثمارات الجديدة وإقامة المصانع، وهذا يحتاج كما ضخما من الموانى لاستقبال الحاويات وتصدير المنتجات، لأن المستثمر لن يقبل أبدا على العمل فى منطقة بها صعوبة فى حركه السفن، ولاسيما إذا كان سيقوم باستيراد قطع غيار او مواد خام ليصنعها ثم يعيد تصديرها، وهذا لن يتمكن من تحقيقه إلا إذا كانت هناك سلاسة ويسر فى وصول المراكب وتفريغها وإعادة تحميلها، وحاليا نعمل فى حوالى 6.5 كم موانى مرة واحدة على رصيف واحد مقسم على ضفتى شرق التفريعة، وتصل تكلفة ال 500 متر حوالى نصف مليار جنيه، والعمل فى هذه المنطقة مقسم على 6 شركات تتولى كل منها العمل فى قطاع طوله 500 متر فقط ، بينما تتولى شركة المقاولون العرب النصيب الأكبر و تعمل فى قطاعين 1000 متر، والعمل يسير بشكل جيد وقطعنا شوطا كبيرا، ويصل معدل الانجاز فى الرصيف الواحد ل 40%، وفى المحور أيضا مشروعات طرق ومزارع سمكية واستصلاح أراضى المليون ونصف المليون فدان من خلال المشاركة فى حفر الآبار حيث نتولى حفر حوالى 300 بئر على مساحات مختلفة وسوف ينتهى العمل فيها خلال عام، أنجزنا منها 50% وتم استخراج المياه منها لبداية زراعة المليون ونصف المليون فدان والتى تنال اهتماما وجهدا كبيرا من اجل استزراعها والتى ستؤدى إلى طفرة فى مجال الزراعة، كما نشارك فى العمل بطريق شرق القناة بطول40كم، سينتهى العمل منه عام 2017. وماذا عن مشروعات الصوامع؟ إنشاء الصوامع أحد المشروعات القومية التى نشارك فى العمل فيها، بإنشاء 15 صومعة على مستوى الجمهورية كلها، انتهينا من العمل فى صومعة بالقنطرة بتكلفة 70 مليون جنيه وتم تسليمها، وهى جاهزة لاستقبال القمح، كما اقتربنا من إنهاء 12صومعة بحيث لا يتبقى سوى 3 صوامع فى شرق العوينات والصعيد ونحن على وشك الانتهاء منها فى خلال الشهرين القادمين. وما حجم أعمال الشركة فى مشروع الإسماعيلية الجديدة والعاصمة الإدارية؟ الشركة لم تعمل فى الإنشاءات بمدينة الإسماعيلية الجديدة واقتصر عملنا فيها على العمل بالمرافق، وأما بالنسبة لحجم أعمال «المقاولون العرب» بالعاصمة الإدارية الجديدة، فنحن نتولي أعمال الإنشاءات ل 160 عمارة من خلال وزارة الإسكان، لاسيما أن العمل بمواقع الإنشاءات بالعاصمة تم تقسيمه على حوالى 8 شركات من القطاعين العام والخاص، وذلك مرجعه أن حجم العمل بالعاصمة الإدارية ضخم، وفيها عدد كبير من العمارات السكنية، كما تضم أيضا المبانى الحكومية، وكذلك الطرق. والعمل فى مشروع العاصمة يجرى على مراحل، وبداية العمل فى هذه المرحلة على مساحة 20 ألف فدان لإنشاء منطقة الإسكان وكل الشركات تشارك فى العمل بهذه المنطقة لانجازها، وبالتوازى نعمل فى تمهيد وإعداد الطرق بها، وتوصيل المرافق لها، ومن المقرر بعد انتهاء العمل بهذه المنطقة، أن ننتقل إلى منطقة أخري، هذا بالإضافة إلى العمل الجارى حاليا فى منطقة أخرى سواء بحى الوزارات والجهات الإدارية يتم العمل فى الطرق وخط المياه المسئول عن تغذية العاصمة الإدارية، فمساحة وحجم العمل بالعاصمة الإدارية ضخم جدا، وتضم أعمالا كثيرة وبها مخططات عديدة مقسم العمل فيها بين الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارة الإسكان بالإضافة إلى عدة أطراف تساعد فى انجاز هذا المشروع. وماذا عن العمل بمدينة العلمين الجديدة؟ العمل حاليا يتركز فى منطقة البحيرات والكورنيش، بمساحة تصل ل 1كم لتحويل الطريق الرئيسى الساحلى ليتجه جنوبا بحيث يمر تحت العلمين ويصل للسلوم ويمر تحت العلمين، كما نعمل أيضا فى الطرق الفرعية، أما عن المخطط العام للعلمين الجديدة فهو عبارة عن مخطط لمدينة متكاملة وليس مجرد مدينة للاصطياف، بل مدينة تعد لاستخدامها على مدى العام وتشمل كافة الخدمات والمرافق من جامعات ومدارس ومساكن للمعيشة بالإضافة إلى مناطق اصطياف تضم شاليهات وبحيرات وكورنيش مدينة بالكامل، وأعمال هذه الإنشاءات تتولى تنفيذها كل من شركة »المقاولون العرب« والهيئة الهندسية، ومن المخطط أن يتم الانتهاء منها خلال عامين، ويتابع مراحل العمل وزير الإسكان باهتمام بالغ، ويقوم بزيارة مواقع العمل فى العلمين بصفة منتظمة كل أسبوع، وبمجرد الانتهاء من أعمال التخطيط للمدينة سنبدأ فى أعمال الإنشاء، والتى نتوقع أن تكون خلال شهور قليلة. وماذا عن العمل بمشروع جبل الجلالة؟ الرئيس عبد الفتاح السيسى قام بزيارتها، ويحلم أن تكون منطقة عالمية، ولاسيما أنها تنفرد بموقع متميز على طريق العين السخنة، بارتفاع 700 متر عن سطح الأرض، ويجرى حاليا الانتهاء من إنشاء مبانى جامعة الملك عبد الله كواحدة من الجامعات المميزة، وانشاء مناطق سكنية تشمل جميع أنماط الإسكان لجميع المستويات ، بالإضافة لعملنا فى المنتجع السياحى والذى يشمل انشاء فندق عالمى ومجموعة شاليهات تطل على شاطئ البحر فى منطقة متميزة وساحرة تتوسط منطقتى العين السخنة والزعفرانة، وسيتم الانتهاء من أعمال الفندق خلال سنة من الآن. حدثنا عن حجم أعمال شركة «المقاولون العرب»؟ منها منطقة محور روض الفرج الذى يربط شمال القاهرة بداية من منطقة شبرا الخيمة بالطريق الدائرى وطريق الإسكندرية الصحراوي، وسيساعد على تخفيف التكدسات داخل وسط القاهرة من خلال نقل حركة السيارات إلى المحور من السويس وعبر الطريق الدائري، وتبلغ تكلفة القطاع الذى تعمل فيه الشركة والذى يتعدي 6 كم حوالى 4 مليارات جنيه، بينما يبلغ طول المحور بالكامل حوالى 30 كم، وحاليا نحن بصدد العمل فى كبارى النيل وهذه طبيعة عمل تستغرق بعض الوقت، ولاسيما إنها تضم كوبرى معلقا يعبر النيل بأكبر فتحة ملاحية وهو من الأعمال الكبرى والجديدة فى مصر، وينفذ بأياد مصرية، ولا يوجد نظير له إلا كوبرى السلام والذى تولت تنفيذه شركة يابانية. وهناك أيضا مدينة توشكى الجديدة وبها 60 عمارة ومحطة مياه والعمل يتم بتحالف بين شركتنا ومختار إبراهيم وشركة أجيبكو، وقد تم انجاز المرحلة الأولى من العمل، أما المرحلة الثانية فأعتقد أنه ستبدأ فور عرض الإنشاءات التى تم تنفيذها، وهى عبارة عن إسكان اجتماعى للعاملين فى المنطقة والذين تحتاجهم المدينة لتنميتها. وماذا عن المشروعات التى تنفذها الشركة خارج مصر؟ إننا نوجد فى 27 دولة إفريقية وعربية بتوسع فى الفترة الأخيرة، رغم انها تقلصت فى السنة الأخيرة لانخفاض أسعار البترول والذى أثر على دول كثيرة ومنها دول الخليج، ونحن موجودون فى الدول العربية فى آسيا كلها والعراق وقطر وعمان والإمارات، وفى السعودية نقوم بإنشاء كبارى فى مكةوالمدينةوجدة والرياض، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات الطرق والبنية التحتية والمياه والصرف الصحي، أما الكويت فتعتبر اكبر سوق لنا ونعمل حاليا فى إنشاء مستشفى ضخم جدا، ويعد سادس مستشفى على مستوى العالم من حيث الحجم فى الكويت ويضم 1200 سرير بتكلفة 300 مليون دينار كويتي، كما نقوم بإنشاء محور ضخم مكون من عدة كبارى فى طريق الجاهرة فى الكويت، هذا بالإضافة إلى محور آخر سنوقع عقد إنشائه قريبا. أما عن المشروعات التى ننفذها فى الدول الافريقية فمعظمها فى البنية التحتية والطرق، ولا سيما أن الدول الافريقية تعتمد فى تقدمها على البنية التحتية نظرا لأن معظم أراضيها غابات ولذا تقوم دوما بشق الغابات وتوصيل المدن ببعضها، هذا بالإضافة إلى أعمال الإنشاءات كتنفيذ مبني وزارة الداخلية والبنك المركزى بدولة تشاد، وتقريبا نحن على وشك الانتهاء منهما، أما فى رواندا فقمنا بتشييد وزارة الدفاع وأنجزناها، وكذلك قمنا بتنفيذ مشروعات طرق كثيرة فى غينيا الاستوائية ونيجيريا، وفى توجو شيدنا كوبرى عملاقا بمدينة جاك فيل، وفى كوت ديفوار، وكرمنا رئيس الدولة بوسام، وعن مشروعاتنا فى غينيا حصلنا على ثلاثة أوسمة من الرئيس الغيني، وفى كوت ديفوار مٌنح المهندس إبراهيم محلب وساما أثناء افتتاح الكوبري. وعن سبل تولى العمل بالمشاريع فى الدول الافريقية أو العربية فإننا نسير فى اتجاه المشاركة فى جميع الدول وفى افريقيا منذ عام 1964 بدأ فى ليبيا ثم انتقلنا فى السعودية والكويت وفى أوائل الثمانينيات بدأنا العمل فى إفريقيا وكانت أولى الدول نيجيريا وبعدها عملنا فى الغرب الافريقي، ثم توجهنا للانتشار بالقارة عن طريق فتح مكاتب فى كل بلد نرى فيه سوقا واعدة، ولديه المقدرة المادية لإقامة مشروعات فى بلادهم، فى ظل سعى حثيث بإجراء اتصالات مع قادة هذه الدول والمهندس إبراهيم محلب كان له دور فعال جدا نظرا لعلاقته الوطيدة مع زعماء افريقيا كلها. ما مدى القدرة على المنافسة مع الشركات الأجنبية؟ المنافسة موجودة من قبل الشركات الصينية والتركية والإسرائيلية فى كل الدول، خاصة فى افريقيا بمنافسة ضخمة جدا، والفيصل دائما يتمثل فى جودة الأعمال وسمعة الشركة وحجمها وقدرتها المالية والسعر، فأى بلد من الطبيعى أن يسعى لأنسب الأسعار التى يمكن ان يعمل بها بغض النظر عن جنسية الشركة. وماذا عن أهم الآليات التى تدعم الشركات فى القدرة على المنافسة والفوز بالعمل بالمشروعات العملاقة؟ هذا يعود فى الأساس لمدى توافر التمويل للشركات، فعلى سبيل المثال معظم الشركات الصينية تتوجه للعمل بالدول الافريقية ومعها التمويل من البنوك الصينية مما يزيد من قدرتها على التفاهم مع الحكومات الافريقية والحصول على معظم المشروعات، مما يزيد حجم الأعمال والمشروعات التى تتولى تنفيذها، بينما نحن لا تتوافر لنا هذه الآلية المهمة، فلا يوجد بنك من البنوك المصرية التى تعتبر حكومية فى هذه البلاد الافريقية وكل تعاملنا مع البنوك الأجنبية.