جفاف بحيرة « إدكو» يهدد 5 آلاف صياد

أعرب نحو 5 آلاف صياد ببحيرة «إدكو» عن غضبهم ونظموا وقفة احتجاجية بمراكب الصيد أمام مزرعة كوم بلاج بسبب استكمال مشروع «مجرور إدكو» الذى بدأ العمل فيه بتنفيذ مساحة 5 كيلو مترات من إجمالى 14 كيلو، مما يؤدى الى جفاف البحيرة وانحدار مياهها وتهديد المصدر الوحيد لدخل 20 ألف صياد .
وقال حمادة أبوبكر شيخ الصيادين ببحيرة إدكو إن هذا المجرور يمثل خطرا شديدا على مستقبل الصيادين ويهدد البحيرة بالجفاف لأنه سوف يضع عمقا بوسط البحيرة يصل إلى متر ونصف المتر، فى حين أن عمق البحيرة لا يتخطى 80 سم وبالتالى سوف يتم سحب مياه البحيرة إلى البحر المتوسط بما فيها من أسماك ، مؤكدا أن قرار استكمال هذا المجرور يهدد آلاف الصيادين ويشكل منعطفا خطيرا على مستقبل الثروة السمكية فى البحيرة.
ويشير محمد عراقى نقيب الصاين بالبحيرة إلى أن المشروع يعد كارثة تهدد الصيادين الذين يعيشون فى قلق شديد بسبب المعركة الشرسة التى يخوضونها لوقف العمل به وأن تصريحات المسئولين بالرى حول استحالة جفاف البحيرة غير صحيحة , كما طالب بضرورة البحث عن بدائل أخرى لمشروع مجرور البحيرة حتى تعمل محطات الصرف بكامل طاقتها بعد أن تعطلت معظم وحداتها بسبب غياب أعمال الصيانة , مشيرا إلى أن مشاكل البحيرة لا تقف عن هذا الحد بل تمتد إلى التعديات والاهمال الجسيم فى تطهير البحيرة من الحشائش والبوص وورد النيل وتراكم الرواسب بها وارتفاع معدلات التلوث والصيد الجائر للزريعة، مطالبا بسرعة وضع خطة للنهوض بها والعمل على تنميتها وزيادة انتاجها السمكي ودراسة مشكلاتها وتحليلها على أرض الواقع .
ويؤكد ياسر البنا مسئول الاعلام ببحيرة إدكو أن الصراع الدائر بين الصيادين والمسئولين سيؤدى حتما إلى نتائج ستنعكس سلبا على إنتاج البحيرة حيث سادت حالة من الغضب والغليان وسط صفوف الصيادين اعتراضا على تجاهل الجرائم التى ترتكب بحق البحيرة بعد أن غرقت فى الاهمال وتدهورت أوضاعها تماما، مطالبا بإزالة التعديات والمزارع السمكية المخالفة التى قام أصحابها من الحيتان ذوى النفوذ بالاستيلاء على أكثر من 5 آلاف فدان من المسطح المائى الحر وحراستها بالبلطجة بالمخالفة للقانون مع ضرورة تزويد البحيرة بالحفارات والكراكات البرمائية لإزالة المخلفات ومراجعة جميع أوضاع المزارع السمكية وإقامة جسر يحيط بها لمنع تجدد التعديات على السطح المائى للبحيرة .
وشدد أحمد السد سكرتير جمعية الصيادين خلال الوقفة على ضرورة الاستجابة لمطالبهم بالتصدى لمافيا الصيد المخالف للزريعة السمكية عند البوغاز ومنع أعمال الصيد المخالف داخل البحيرة حيث يستخدم البعض الشبك ذا الفتحات الضيقة والتى تقضى على ما فى البحيرة من أسماك مما يؤدى لتدهور انتاجية البحيرة جنبا إلى جنب مع وقف تآكل مساحة البحيرة بسبب التعديات وتجفيفها لصالح كبار رجال الأعمال وكذلك وقف المزارع السمكية التى زحفت بطول الشاطئ لصالح الكبار حيث وصل عددها إلى 750 مزرعة سمكية مع أهمية وقف نزيف كارثة نفوق الأسماك التى تصل لعشرات الأطنان شهريا.
من ناحيتها أكدت المهندسة ناديه عبده نائب محافظ البحيرة بأنه يجرى حاليا بحث اقتراحات وبدائل حقيقية جديدة من خلال الاجتماعات الموسعة التى تعقد حاليا بين المسئولين بالرى والزراعة والثروة السمكية والمحافظة للوصول إلى حلول لتعميق مجرى البحيرة لتكون مخزونا استراتيجيا تحافظ على مواردها المائية وفى نفس الوقت تتم دراسة إنشاء بوابات على البوغاز بمساحات متباعدة للحفاظ على منسوب البحيرة من الجفاف , مؤكدة أن المحافظة تواصل برنامجها فى إزالة التعديات على البحيرة بواقع 200 فدان بصفة سنوية باستثمارات تصل إلى 15 مليون جنيه حفاظا على مساحة الصيد الحر .