الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
النمنم ل«ياسر جلال»: الدفاع عن الداخل المصري كان دائماً مهمة وطنية 100%
القومي للمرأة يكرم خريجات أكاديمية أخبار اليوم المشاركات في لجنة رصد دراما رمضان 2025
قداسة البابا يشهد احتفالية اللجنة المجمعية للطفولة بمرور 17 قرنًا على مجمع نيقية
نجل عبدالناصر: رواية إنزال قوات صاعقة جزائرية في التحرير غير صحيحة
متى يتم صرف الشريحتين الخامسة والسادسة من قرض صندوق النقد؟ وزير المالية يجيب
جمال شقرة: تهديد القاهرة بعد 1967 رواية لا أساس لها من الصحة
زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ: اتفاق محتمل لإنهاء إغلاق الحكومة
خارجية باكستان تبدي استعدادها للتحاور مع أفغانستان بعد فشل المفاوضات الأخيرة في إسطنبول
طائرة تابعة لإير فرانس تحول وجهتها إلى ميونخ بسبب رائحة حريق بقمرة القيادة
السوبر المصري | بن شرقي: الأهلي مع توروب قادر على تحقيق الكثير من البطولات
رسميا.. رينارد يستبعد نجم الهلال من معسكر السعودية
قناة الزمالك بعد الخسارة من الأهلي: معًا في السراء والضراء
عمرو أديب بعد هزيمة الزمالك: بنلاعب فرقة فيها 10 مهاجمين وحارس.. أقل لاعب غلبان اسمه تريزيجيه
مرتجي: توروب يعمل 20 ساعة يوميا لتطوير أداء الأهلي
محافظ الدقهلية: ضبط 4 طن دجاج وكبدة دواجن غير صالحة للاستهلاك
السجن المشدد 10 سنوات للمتهم بحيازة أقراص ترامادول وحشيش في الزيتون
الست موناليزا.. مي عمر تخوض سباق دراما رمضان 2026
محمد المنشاوى ل كلمة أخيرة: هليوبوليس يملك ناديين من الأفضل فى الشرق الأوسط
ختام منتدى إعلام مصر بصورة تذكارية للمشاركين فى نسخته الثالثة
مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي يكرم ياسر صادق عن عطائه للمسرح المصري
فوائد زيادة العضلات بالجسم بعد الأربعين
وزير الرياضة: مليار مشاهدة لنهائي السوبر تعكس مكانة الكرة المصرية
بينسحبوا في المواقف الصعبة.. رجال 3 أبراج شخصيتهم ضعيفة
بيطري القليوبية تطلق حملة لتحصين الماشية للوقاية من الأمراض
دايت من غير حرمان.. سر غير متوقع لخسارة الوزن بطريقة طبيعية
خيانة تنتهي بجريمة.. 3 قصص دامية تكشف الوجه المظلم للعلاقات المحرمة
الاتحاد الأوروبي يرفض استخدام واشنطن القوة ضد قوارب في الكاريبي
لو زوجتك مش على بطاقتك التموينية.. الحل فى 3 دقائق
«المرشدين السياحيين»: المتحف المصرى الكبير سيحدث دفعة قوية للسياحة
محافظ الغربية يتفقد مستشفى قطور المركزي وعيادة التأمين الصحي
هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب
هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب
أهالي «علم الروم»: لا نرفض مخطط التطوير شرط التعويض العادل
برنامج مطروح للنقاش يستعرض الانتخابات العراقية وسط أزمات الشرق الأوسط
زينة تقدم واجب العزاء لوالد محمد رمضان بمسجد الشرطة
هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب
قتل وهو ساجد.. التصريح بدفن جثة معلم أزهرى قتله شخص داخل مسجد بقنا
غدًا.. وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة فى لقاء خاص على القاهرة الإخبارية
خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله
استعدادات أمنية مكثفة لتأمين انتخابات مجلس النواب 2025
أخبار السعودية اليوم.. إعدام مواطنين لانضمامهما إلى جماعة إرهابية
توقيع مذكرة تفاهم لدمج مستشفى «شفاء الأورمان» بالأقصر ضمن منظومة المستشفيات الجامعية
العربى الناصرى: المصريين بالخارج قدموا مشهد وطنى مشرف فى انتخابات مجلس النواب
المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود
زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي
علاج مجانى ل1382 مواطنا من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية
أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور
رئيس البورصة: 5 شركات جديدة تستعد للقيد خلال 2026
رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم
ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان
امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات
"القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" يطلق ماراثون "حقهم يفرحوا.. واجبنا نحميهم"
زيادة فى الهجمات ضد مساجد بريطانيا.. تقرير: استهداف 25 مسجدا فى 4 أشهر
انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)
الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا
التشكيل المتوقع للزمالك أمام الأهلي في نهائي السوبر
معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون
تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
مراسل الأهرام فى نظامين مختلفين.. بريطانيا وأمريكا دبلوماسى.. فى بلاد«شكسبير» و«الكاوبوى»
عاطف الغمرى
نشر في
الأهرام اليومي
يوم 06 - 08 - 2016
كان رئيس مصر الأسبق مبارك، في زيارة رسمية للولايات المتحدة، وحسب ما هو متبع فإن الصحف الأمريكية لم تنشر أي خبر عن الزيارة، إلا بعد بدء مباحثات الرئيسين، وأيضا لم يصدر عن البيت الأبيض أي تصريح، بينما الرئيس الزائر يصل غدا.
كان من الصعب علي مراسل الأهرام، أن تصدر صحيفته في يوم وصول رئيس بلاده، وليس بها أي كلمة تخص مصر.
ولما كنت علي معرفة بالمتحدث بالبيت الأبيض، من خلال حضوري المؤتمر الصحفي اليومي، والذي يحضره المراسلون أمريكيين وأجانب فقد بادرت بالاتصال به وسألته، لماذا هذا التعتيم علي الزيارة، فأجابني بأن هذه تقاليد متبعة عندهم، وأن أي بيان يصدر بعد بدء مباحثات الرئيسين.
ورغبة مني في أن أحفز تفكيره، قلت له، لو أن صحيفتنا صدرت غدا، ولم يجد القارئ بها أي كلمة عن الزيارة، فسيحدث لديه انطباع باحتمال وجود مشكلة بين البلدين، واقترحت عليه للخروج من هذا المأذق كما وصفته بأن يرسل الي مكتب الأهرام في واشنطن بيانا باسم البيت الأبيض، ولو بكلمات عامة عن المباحثات. أجابني: انتظرني نصف ساعة، وبعد مرور الفترة التي حددها، وصلني منه بيان باسم البيت الأبيض، يتحدث عن الزيارة، والعلاقات الجيدة بين البلدين، وموضوعات المباحثات.
وفي الحال أرسلت البيان للأهرام في القاهرة، والذي نشر »مانشيت« للجريدة.
في هذا الموقف تصرفت باعتبارى أقوم بعمل «دبلوماسى» وليس مراسل فقط في واشنطن، وهذا التصرف كان لابد أن يكون مختلفا لو كنت مراسلا في لندن، وهما المحطتان اللتان عملت فيهما مراسلا.
فالمراسل وهو يضع أجندة عمله، فهو يحددها وفق هوية المجتمع الذي يعمل فيه.
ففي أمريكا، ماكينة السياسة تدور يوميا بلا توقف، والمؤسسات صانعة السياسة الخارجية، هي محور العمل اليومي للمراسل.
وفي بريطانيا فإن محيط الحركة السياسية أقل نشاطا بالنسبة للمراسل، بالمقارنة بأمريكا، فالهوية الحضارية والثقافية لبريطانيا ضاربة في عمق التاريخ، ولهذا تحتل الثقافة قمة التفكير، والفكر السياسي.
في أمريكا.. بطلهم القومي الكاو بوي جون وين، وفي بريطانيا، رمزهم القومي الأهم هو شكسبير ذائع الصيت والتأثير عالميا حتي إن رؤساء أمريكا وساستها، يتخذون من كلمات للزعيم البريطاني ونستون تشرشل، مرجعيات، وحكم مأثورة للفكر السياسي.
السياسة في أمريكا عملية شديدة التعقيد
في أمريكا كان الزميل الكبير الراحل حمدي فؤاد هو الذي أسس أول مكاتب للأهرام في أمريكا، ومهد بخبرته الواسعة الطريق لمن جاء بعده.
وبسبب التركيبة المعقدة للنظام السياسي في الولايات المتحدة، لم يكن ممكنا للمراسل أن يكتفي بنقل ما يصدر عن البيت الأبيض أو وزارة الخارجية، أو غيرها، من بيانات رسمية، وكفاه هذا، وإلا انعدم سبب ارسال صحيفته له الي واشنطن، لا تتوقع منه أن يكتفي بارسال أخبار، وروايات صحفية، فهو أولا وأخيرا يخاطب من مقاله، مواطنيه في بلده الذي ينتظر منه أن يلم بكل أبعاد السياسة الخارجية للبلد الموفد إليه.
وقد حدث قبل أيام من سفري الي الولايات المتحدة لبدء عملي هناك، ان جلست مع الراحل العظيم الدكتور أسامة الباز (وكان هو الذي اقترح اختياري مراسلا في واشنطن)، يومها قال لي بالنص: أمريكا الآن تمر بتحولات مهمة في سياستها الخارجية، بعد انتهاء الحرب الباردة، وتستطيع من خلال مقالك بالأهرام أن تفسر لمن يقرأ حقيقة ما يجري هناك.
إن السياسة في أمريكا عملية بالغة التعقيد، وتخضع لضغوط سبع قوي، يسمح لها النظام السياسي، بأن تكون معا، شريكة في قرار السياسة الخارجية، وهناك، ليس كل ما يقال هو كل شيء، لأن في الكواليس ما لا يعلن.
والمراسل في بلد كأمريكا عليه أن ينقب، ويبحث كما يمكنه من أن يبعث الي بلده عبر صحيفته بالصورة الأكثر وضوحا، لما يجري هناك ما هو معلن، وما يكون قد حجب.
نقطة أخري وهي، أن في أمريكا أحداثا هامة، أحيانا ما تفرض عليه الصحف الأمريكية تعتيما، ولا تنشر عنها شيئا، والمراسل ملزم هناك بأن يفلت من هذه الحلقة الضيقة من حوله، بالسعي الدءوب وراء سبل تزيح الغطاء عما يكون قد تم حجبه، فالصحيفة حين اختارت المراسل، وأوفدته الي واشنطن، وتكبدت أموالا، من أجل وجوده هناك، فهي تتوقع منه، ألا يكون مجرد ناقل للرسائل!
في أمريكا.. تعتبر مراكز الفكر السياسي، أو ما اعتاد البعض ان يطلق عليها اسم مراكز البحوث thik tankes منبرا، لا ينبغي للمراسل أن يتغيب عنه، فهي مصادر حيوية للمعلومات، وفيها ما يقال قد يكون مختلفا أحيانا مع سياسة الإدارة الأمريكية، وكثير مما يقال فيها قد لا تنشره الصحف الأمريكية.
وفي أمريكا أكثر من 1500 مركز بحوث، يوجد في واشنطن وحدها مائة مركز، وهي تدير لقاءات، وندوات شبه يومية.
وكنت في بداية تعييني هناك، قد أرسلت لها جميعا خطابات أعلمها باسم، وموقعي، وعنواني، طالبا منهم أن يبعثوا الي مكتب الأهرام، ببرامج أنشطتهم، وكنت أتلقي برامجهم ومواعيد الندوات، وأختار منها ما يتصل بقضايانا في مصر، والعالم العربي، والشرق الأوسط عامة، ثم أغادر مكتبي قبل موعد الندوة، أحمل في يدي مفكرة، أسجل فيها ما يقال.
والمتحدثون في الندوات، من أعضاء هذه المراكز منهم مستشار سابق للأمن القومي بالبيت الأبيض، ووزراء خارجية، ودفاع سابقون، وبعض المتخصصين الأكاديميين في القضية محل النقاش، بالاضافة الي مسئولين في الحكومة، يدخل معهم المتحدثون في مناظرات، ويخرج منها المراسل بمعلومات وأفكار، تلقي ضوءا كاشفا عما هو مخفي في سياسة أمريكا.
إعلان بالسياسة الخارجية الهجومية قبل سنة من تطبيقها
علي سبيل المثال ففي اخر التسعينيات حضرت مناظرة بين مجموعتين من الحزب الجمهوري، احداهما تضم أقطاب حركة المحافظين الجدد، وكانوا أقلية نسبتهم حسب الاحصاءات 20% من أعضاء الحزب، والمجموعة الأخري، رافضة لهم، من القيادات المعقولة في الحزب، والذين اتهموا المحافظين الجدد بالتطرف، والغلو في تفكيرهم.
المهم، طرح المحافظون الجدد في المناظرة أفكارهم عن السياسة الخارجية التي ينبغي من وجهة نظرهم أن تتبعها أمريكا، وانهم لو قدر لهم الوصول للحكم، لطبقوها، وهو ما حدث بالفعل عندما جاءوا الي السلطة مع جورج بوش عام 2001، وهم الذين وضعوا، في استراتيجية بوش للسياسة الخارجية عام 2002، نفس ما قالوه في المناظرة المشار اليها.
وكانت استراتيجيتهم تلك، هي التي أطلق عليها محللون أمريكيون، وصف السياسة الخارجية الهجومية، والتي تضمنت مبادئ الضربة الاستباقية علي عدو محتمل، والقوة قبل الدبلوماسية، وغيرها.
في نهاية هذه المناظرة، كتبت رسالة بعثت بها الي الأهرام، وبناء علي معرفتي بالمبدأ القائل عندهم: بأن السياسة الخارجية، بها من عناصر الاستمرارية أكثر مما بها من عناصر التغيير، فكان من المهم أن يتضمن مقالي، كل ما قالوه، حتي ولو كان في عداد الاحتمالات، وهو ما حدث بالفعل، فلم يكن قد مضي عام علي مما أعلنوه نظريا، حتي كانوا هم القوة المسيطرة في البيت الأبيض، ووزارتي الدفاع والخارجية.
ما لا يعلن عما دار في مؤتمر الإيباك
يعقد سنويا في واشنطن، المؤتمر العام لمنظمة الإيباك (قوي الضغط اليهودية)، يحضره رئيس وزراء إسرائيل، وقيادات من حكومته، ومن أمريكا يحضر أحيانا نائب الرئيس الأمريكي، وبعض الوزراء، وقيادات الكونجرس.
وفي أول مؤتمر أحضره للايباك عام 1996، كان نتنياهو هو رئيس الوزراء، وفي هذا المؤتمر نستمع الي خطب، وتصريحات من المتحدثين إسرائيليين وأمريكيين تكشف أحيانا عن توجهات سياسية، يكون بعضها في عداد التجهيز للأخذ بها لاحقا.
ولم تكن الصحف الأمريكية، تنشر كل ما يدور في مؤتمرات الايباك، لهذا كان حرصي علي حضورها في كل سنة، واعتبرها جزءا هاما من عملي كمراسل بعد أن أطلب من منظمي المؤتمر بطاقة دخولي المؤتمر.
وفي قاعات هذه المؤتمرات يستطيع المراسل أن يرصد ملامح لتوجهات تكون قد غرست بذورها، وعلي سبيل المثال كان قد أعلن تيار مؤتمر الإيباك، مشروع القانون الذي قدم للكونجرس، بمبادرة من زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ السناتور بوب دول، والذي وافق عليه الكونجرس بعد ذلك، وصدر بمقتضاه قانون نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الي القدس، لكن القانون لم يوضع موضع التطبيق، حين استخدم الرئيس بيل كلينتون، سلطته التي خولها له الدستور، بتعليق القانون، وهو القانون »المعلق« حتي الآن.
نحن ننشر ما ترفض الصحف الأمريكية نشره
قد توجد أمام المراسل، منافذ أخري، تتراءي لعينيه منها، معلومات هامة، تكون الصحف الأمريكية ممتنعة عن نشرها، منها علي سبيل المثال، ضابط سابق بالمخابرات المركزية، يبعث بمقال لاحدي الصحف، يكشف فيه في لحظة مراجعة للنفس عن »مؤامرة« من أمريكا ضد دولة أجنبية، وترفض الصحيفة نشرها.
ولتفادي هذا الجدار المانع للنشر، عملت اشتراكا لمكتب الأهرام مع صحيفة اسمها »كونتر بانش«، شعارها المعلن اعلاها »نحن ننشر ما ترفض الصحف الأمريكية نشره«.
مثل هذه المطبوعات تتيح للمراسل أن يعرف مالا يراد للقارئ أن يعرفه.
كما توجد أيضا في الولايات المتحدة منظمتان يهوديتان، لهما فروع وأنشطة في عدد من الولايات المتحدة الأمريكية، وهما إسرائيل »بوليسي فوروم«، و»أمريكيون من أجل السلام الآن«.
والمنظمتان ترفضان بقوة سياسات حكومة إسرائيل، خاصة بناء المستوطنات، وإساءة معاملة الفلسطينيين، وتدعمان فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة، وكنت حريصا علي اجراء لقاءات مع مديري المنظمتين، فمنهما تعرف ما يدبر في إسرائيل، مما لا يذاع، وهو ما يسمح لي كمراسل، الاطلاع علي مؤشرات لإجراءات يفرضون عليها ستار السرية، وتعد بالنسبة لنا معلومات هامة، حتي نعرف ونفهم.
لأول مرة يعترفون بهزيمة إسرائيل في 73
إن حضور المؤتمرات العديدة التي تناقش فيها قضايا الشرق الأوسط، هو دور ينبغي علي المراسل ألا يتغيب عنها. فمثلا دعيت لحضور مؤتمر بجامعة ميريلاند في الولاية التي تحمل هذا الاسم، وكان أحد المتحدثين فايتسمان الرئيس السابق لإسرائيل، ووزير الدفاع الأسبق، ولحق بهذا المؤتمر حضور فايتسمان الي نادي الصحافة القومي في واشنطن، والذي نعتبر نحن المراسلين الأجانب أعضاء فيه، يومها أطلق فايتسمان كلاما يناقض ما اعتاد نتنياهو أن يردده في خطبه كلما زار أمريكا، من إدعاء بأن إسرائيل هي التي انتصرت في حرب 1973.
فايتسمان قال: إننا وجهنا في حرب 1967 ضربة موجعة لمصر، لكن السادات وجه لإسرائيل في حرب 1973، ضربة موجعة.
نفس المعني، ولكن بالتفصيل، والبيانات الموثقة، تكشف في مؤتمر نظمه في عام 1998 »معهد واشنطن« بمناسبة مرور 25 سنة علي حرب اكتوبر، شارك فيه تقريبا جميع المسئولين في الحكومة الأمريكية أثناء حرب 73، ومنهم جيمس شليزنجر وزير الدفاع وقتها، وجنرالات سابقون من إسرائيل، وسفير إسرائيل في واشنطن أثناء الحرب، وجنرال من المخابرات السوفيتية، وشخصيات من مصر من بينهم السفير أشرف غربال، وسفير مصر في واشنطن وقتها أحمد ماهر، واعتذر عن عدم تذكري أسماء أخري.
ومن باب حرصي علي ألا أتغيب عن حدث كهذا، يشارك فيه من هم مراجع تاريخية، فقد طلبت من معهد واشنطن، دعوتي للحضور، وجائتني الموافقة علي الحضور كمراقب.
كانت خلاصة ما دار في هذا المؤتمر علي لسان كل من شارك فيه إن مصر انتصرت في حرب 73، وأن الجسر العسكري الذي أقامته أمريكا الي إسرائيل، هو الذي أنقذها من الهزيمة، وعدل ميزان المعارك، وهو ما أقر به تحديدا وزير الدفاع شليزنجر.
مصادر رفيعة المستوى للمعلومات بالغة الأهمية
بعض من لا يعرفون تركيبة النظام السياسي الأمريكي، يتعجبون عندما يسمعون عن مؤامرة، تكشف عنها مصادر أمريكية، ويقول أحدهم: هل يمكن لدولة تتآمر أن تعترف بهذا؟، مشكلة هؤلاء أنهم لا يعرفون الطبيعة المعقدة للنظام السياسي الأمريكي.
المراسل الذي لا يجلس حبيس مكتبه، يسهل عليه الحصول علي مثل هذه المعلومات من عدة طرق، لو اعتبرنا أن أولها ما يصدر من كتب لسياسيين، وعسكريين، ورجال مخابرات سابقين، ويسجلون فيها بالوثائق كل ما كانوا شركاء فيه، داخل مطبخ هذه العمليات، إلا أن قدرة المراسل علي الإلمام مباشرة بأدق المعلومات، تتوقف علي ما يقيمه من علاقات وثيقة ومنتظمة مع شخصيات سياسية، كانت وقت تقلدها مناصب رفيعة المستوي، متواجدة داخل غرف صناعة القرار، مطلعة علي ما يجري فيها ووراء جدرانها.
كان هذا دافعي نحو لقاءات مع مستشاريين سابقين للأمن القومي، ووزراء خارجية سابقين، ومسئولين سابقين بالبيت الأبيض، ممن كنت ألجأ اليهم لعمل حوارات للأهرام، وسؤالهم عن تعليقات أو تفسيرات حول سياسة خارجية أعلنت وقتها من الحكومة الأمريكية.
هؤلاء كنا نجد أسماءهم في الصحف الأمريكية الكبري، كمراجع سياسية لها.
وهؤلاء مصادر معلومات شديدة الأهمية للمراسل، الذي لا يشبعه بيان رسمي من الإدارة الأمريكية، يقول أشياء، لكن تظل تنقصه أشياء أهم ترسم معا صورة كاملة للحقيقة.
الأهرام والمراسل في لندن الحال مختلف
والمراسل هناك له أجندة عمل مختلفة، وحين ذهبت الي لندن مراسلا للأهرام، كانت البيئة الصحفية والسياسية هناك لها طابع مميز، ولكي تكون علي تواصل معها يلزم عليك أن تعمل وفق قوانينها.
.. الثقافة، والحضارة، والقيم، والمواطن الواعي هناك بالسياسة ودهاليزها، هو ابن تجارب عميقة في الديمقراطية، والنظام الحزبي، والثقافي، هذا المواطن لا تجده جالسا في سيارة الأتوبيس، أو في المترو، إلا وفي يده كتاب، فهو قارئ لما هو نافع ومفيد، والثقافة بكل أبعادها تحتويه حتي في اختياراته السياسية.
واليك علي سبيل المثال في قمة المجتمع، نموذج الأمير تشارلز ولي العهد، والذي تتنوع اهتماماته، ومن بينها الاهتمام بالحضارة الإنسانية، والحرص النشط علي الطابع المعماري للمباني في بريطانيا، والمشاركة في مؤتمرات سياسية وثقافية، منها مؤتمر حضرته عام 1995 في شاتهام هاوس، يناقش مستقبل السياسات الخارجية، وتغيرها في القرن الحادي والعشرين في العالم، ودعي للمؤتمر مفكرون وأصحاب رؤية ابداعية من دول متعددة.
في هذا المناخ حرصت علي أن تتسع دائرة نشاطي كمراسل، فإلي جانب التغطية الصحفية، ركزت علي النشاط الثقافي لمكتب الأهرام.
ولما كانت النماذج الانسانية، والأحداث في بريطانيا بلا حصر، فسوف أذكر هنا ما كنت قريبا منه، أو طرفا فيه كمراسل.
في بريطانيا يغلب علي نشاط قطاع كبير من العرب الذين استوطنوها، النشاط الاقتصادي والتجاري. لهذا يحظي باهتمام الدولة هناك من يباشر نشاطا ثقافيا، يدعم فكرة التعاون الثقافي المشترك.
وبعد سبعة شهور من بداية عملي مديرا لمكتب الأهرام في لندن، أقمت ما سمي »مهرجان الأهرام الثفافي«، احتفالا بمرور عشر سنوات علي صدور الأهرام الدولي، وحضره رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير إبراهيم نافع، ومدير عام المؤسسة علي غنيم، وعدد من الزملاء من بينهم الدكتور السيد يسين، والدكتور أسامة الغزالي حرب، وتضمنت فقرات المهرجان الذي استمر أسبوعا، ندوات شارك فيها متحدثون إنجليز عن العلاقات المصرية البريطانية، ومعرض للكتاب كانت حصيلة ما بيع منه في اسبوع عشرة آلاف استرليني، وعرض فني ومسرحي.
وبعد انتهاء المهرجان بدأنا في إقامة معارض للكتاب وندوات في مكتب الأهرام، حول علاقات التعاون بين البلدين، وأيضا عن مشاكل كل العرب المقيمين في بريطانيا.
وزير خارجية بريطانيا يشيد بالأهرام
في مناسبة مرور خمسين عاما علي إنشاء جامعة الدول العربية، أقيم احتفال كبير في لندن، كان علي رأس مستقبلي المدعوين، في مدخل قاعة الاحتفال، الدكتور عصمت عبدالمجيد، وإلي جواره دوجلا هيرد وزير خارجية بريطانيا. مددت يدي لأصافحهما، وقدمني الدكتور عبدالمجيد للوزير البريطاني، الذي فوجئت به يقول كنا نتحدث عنك الآن، وعن مكتب الأهرام.
وحين انتهي استقبالهما للمدعوين، ودخل الاثنان إلي قاعة الاحتفال قبل بدء المؤتمر، سألت الدكتور عصمت عبدالمجيد، ما الذي كان يعنيه هيرد بقوله كنا نتحدث عنك الآن؟.. قال لي إنهم قد لفت انتباهم ما يقوم به مكتب الأهرام من نشاط ثقافي، وأنه أشاد بك وبالأهرام ونشاطه في بريطانيا.
الأهرام في المناسبات الرسمية
بعدها حضر الرئيس الأسبق مبارك في زيارة رسمية لبريطانيا، وأقام له رئيس الوزراء جون ميجور، مأدبة غداء في مقره في 10 دواننج ستريت، وكان المدعوون هم أعضاء وفدي البلدين في المباحثات الرسمية. ووصلتني دعوة باسمي لحضور المأدبة،
وحين سألت المسئول بمجلس الوزراء البريطاني الذي أرسل الدعوة، لماذا اختصتني رئاسة الوزراء بدعوتي، دون بقية الوفد الصحفي المرافق للرئيس قال: إن هذا تقدير للنشاط الثقافي للأهرام في لندن، فنحن نتابعه باهتمام.
وتكرر ذلك عندما أقام الأمير تشارلز، حفلا في قصره الريفي، بمناسبة اختياره راعيا لمركز الدراسات الإسلامية بجامعة اكسفورد. ووجه الأمير دعوات لشخصيات إسلامية نشطة في بريطانيا، وكان من بينهم السفير المصري محمد شاكر، وأنا كمراسل للأهرام.
وقيل لي من منظم الحفل، إن وراء دعوتي ذلك النشاط الثقافي والتنويري الذي يتميز به مكتب الأهرام.
المراسل ما بين مجتمعين في بريطانيا وفي أمريكا
إن المراسل في لندن يستطيع أن يتفاعل مع المجتمع الذي يمثل بلده فيه ما وأن يترك انطباعا طيبا عن صحيفته وعن دولتهم. وهذا هو مفهوم دور المراسل في الدولة التي أوفدته صحيفته إليها.وبالطبع كان لابد للدور، أن يكون مختلفا عندما انتقلت من لندن إلي واشنطن ومعها نيويورك مراسلا للأهرام.
البلد هناك مختلف، وإهتمامات المواطن العادي أو ما يطلق عليه اصطلاحا رجل الشارع مختلفة. وكما سبق أن قال لي مسئول أمريكي وقتها: ان المواطن هنا يهتم بالسياسة الخارجية، حين يتأثر دفتر إيداعاته بالبنك، صعودا أو هبوطا بسبب أحداث عالمية ولهذا كانت النخبة المتخصصة في السياسة، هي التي تنظر وتفكر، وتؤثر علي صياغة السياسة الخارجية في الولايات المتحدة.
هذه النخبة هي صانعة السياسة، وهي مخزن الأسرار. ولهذا يكون علي رأس أولويات المراسل النفاذ من وراء أسوار عالمها، من أجل معرفة وفهم ما يجري هناك.
وهو ما لخصته عبارة سمعتها وأنا أدرس مادة »صناعة قرار السياسة الخارجية الأمريكية في المنتدي المعروف باسم الكلية الأمريكية American College كان ذلك في أول محاضرة، وكان من يلقيها مستشار سابق للرئيس الأمريكي وعنوان المحاضرة »كيف أن أمريكا مختلفة«... ثم راح يشرح بالمعلومات الواقعية، كافة المظاهر، والأفكار، والممارسات، والتقاليد، وتراكمات التراث، التي تجعل من أمريكا دولة مختلفة.. وعليك أنت كمراسل أن تتعامل معها علي هذا النحو.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الرئيس مرسي قابل مراسلا أمريكيا إسرائيليا معاديا للعرب
الإيباك - جي ستريت، أهداف واحدة!
الإيباك - جي ستريت، أهداف واحدة!
من أوراق مراسل الأهرام فى البيت الأبيض
أبلغ عن إشهار غير لائق