الإبداع يتحدى الإعاقة فى صالون الفن الخاص

صالون ‬الفن ‬الخاص، ‬حدث ‬خاص ‬جدا ‬علي ‬أجندة ‬نشاط ‬قطاع ‬الفنون ‬التشكيلية ‬بوزارة ‬الثقافة، ‬بالرغم ‬من ‬حداثته، ‬فدورته ‬الأخيرة ‬التي ‬عقدت ‬منذ ‬أيام ‬هي ‬‮«‬السادسة‮»‬، ‬ومع ‬ذلك ‬فقد ‬تأكدت ‬ملامح ‬هذا ‬الصالون ‬وأصبحت ‬له ‬بصمة ‬مميزة، ‬وشخصية ‬فريدة، ‬فهو ‬له ‬خصوصية ‬لا ‬نجدها ‬في ‬أي ‬فعالية ‬ثقافية ‬أخري،
‬كما ‬أنه ‬لا ‬يكتفي ‬بعرض ‬إبداعات ‬فنية ‬لموهوبين ‬فقط، ‬بل ‬إنه ‬يعرضها ‬لموهوبين ‬لديهم ‬روح ‬التحدي، ‬فكلهم ‬من ‬ذوي ‬الاحتياجات ‬الخاصة ‬الذين ‬لم ‬تقف ‬الإعاقة ‬ ‬سمعية ‬أو ‬بصرية ‬أو ‬حركية ‬أو ‬ذهنية ‬ ‬عائقا ‬يحول ‬بينهم ‬وبين ‬الإبداع.‬
وكما ‬يقول ‬الدكتور ‬خالد ‬سرور ‬رئيس ‬قطاع ‬الفنون ‬التشكيلية، ‬فإن ‬‮«‬عزمهم ‬علي ‬إيصال ‬صوت ‬قلوبهم ‬إلي ‬الآخر ‬أقوي، ‬فالفن ‬يسمو ‬بأرواحهم ‬وطاقاتهم ‬فوق ‬الإعاقات ‬الحسية‮»‬، ‬فصالون ‬الفن ‬الخاص ‬وما ‬سبقه ‬من ‬ورش ‬عمل، ‬هو ‬مبادرة ‬تقدمها ‬وزارة ‬الثقافة ‬ممثلة ‬في ‬قطاع ‬الفنون ‬التشكيلية، ‬وهذه ‬المبادرة ‬جديرة ‬بالدفع ‬في ‬سبيل ‬تنميتها ‬وتطورها ‬كمساحة ‬مهمة ‬أمام ‬ذوي ‬الاحتياجات ‬الخاصة ‬للتعبير ‬عن ‬أنفسهم، ‬ومتنفس ‬لهم ‬لعرض ‬قدراتهم ‬ومواهبهم ‬في ‬مجالات ‬الفن ‬التشكيلي ‬المختلفة.‬
ويأتي ‬هذا ‬الصالون ‬في ‬إطار ‬المحاولات ‬الجادة ‬لمؤسسات ‬الدولة، ‬والجمعيات ‬الأهلية، ‬والمبدعين ‬لمد ‬جسور ‬من ‬الحوار ‬الفني ‬والإنساني ‬الراقي ‬مع ‬هذه ‬الفئة، ‬والمساهمة ‬في ‬دمجهم ‬في ‬المجتمع، ‬باعتبارهم ‬شريكا ‬رئيسيا ‬وفاعلا ‬وإيجابيا، ‬والأهم ‬هو ‬أن ‬هذا ‬الصالون ‬له ‬خصوصيته ‬كنافذة ‬مهمة ‬تتيح ‬لنا ‬التعرف ‬عن ‬قرب ‬علي ‬عالم ‬شديد ‬الغموض ‬كنتيجة ‬طبيعية ‬للاختلاف.‬
ويأتي ‬صالون ‬الفن ‬الخاص، ‬كما ‬يصفه ‬الفنان ‬طارق ‬مأمون ‬قوميسير ‬عام ‬الصالون، ‬تتويجا ‬واعترافا ‬لمسيرة ‬حافلة ‬بالعطاء ‬والتحدي ‬للفنانين ‬من ‬ذوي ‬الإعاقة ‬الذين ‬أتاحوا ‬لفرصة ‬لنا ‬للتشارك ‬معهم ‬في ‬عوالمهم ‬وأفكارهم ‬وإبداعاتهم، ‬والصالون ‬يتعامل ‬مع ‬أعمال ‬هؤلاء ‬المبدعين ‬بصفتها ‬أعمال ‬إبداعية ‬أصيلة ‬ومتميزة ‬وجادة، ‬تمثل ‬جزءا ‬أساسيا ‬من ‬الإبداع ‬الإنساني ‬بشكل ‬عام، ‬فصالون ‬الفن ‬الخاص ‬هو ‬‮«‬دعوة ‬لاحترام ‬الاختلاف ‬والفروق ‬الفردية ‬كقيمة ‬بعيدا ‬عن ‬التصورات ‬الخادعة ‬بالتميز ‬والتفوق ‬والكمال‮»‬، ‬واستمرار ‬هذا ‬الصالون ‬هو ‬إعلان ‬لانتصار ‬إرادة ‬التحدي ‬لدي ‬الفنانين ‬المشاركين، ‬فمنذ ‬انطلاق ‬الدورة ‬الأولي ‬في ‬عام ‬2008، ‬وهو ‬يسعي ‬لإعلاء ‬قيمة ‬الإرادة ‬والتحدي ‬والحرية، ‬وإطلاق ‬الطاقة ‬الإبداعة ‬والفكرية ‬لهؤلاء ‬المبدعين.‬
تبقي ‬ملاحظات ‬علي ‬الكتالوج ‬الخاص ‬بالصالون، ‬فهو ‬يخلو ‬تماما ‬من ‬أي ‬معلومات ‬حول ‬الفنانين ‬المشاركين ‬سوي ‬تصنيفهم ‬حسب ‬نوع ‬الإعاقة (‬حركية ‬ ‬سمعية ‬ ‬بصرية ‬ ‬ذهنية)‬، ‬مع ‬ترتيبهم ‬أبجديا، ‬وهذا ‬يجعلنا ‬نقف ‬مكتوفي ‬الأيدي ‬أمام ‬محاولة ‬تحليل ‬شخصيات ‬المشاركين ‬المبدعين ‬لعدم ‬وجود ‬معلومات ‬عنهم (‬السن ‬ ‬المرحلة ‬الدراسية ‬ ‬العمل ‬ ‬الأنشطة ‬التي ‬يمارسها ‬والهوايات ‬التي ‬يحبها.. ‬إلخ)‬، ‬كما ‬أن ‬الترتيب ‬الأبجدي ‬يحرمنا ‬من ‬ملاحظات ‬مهمة ‬كوجود ‬أربعة ‬أشقاء ‬من ‬المبدعين (‬أحمد، ‬السعيد، ‬محمد، ‬نجلاء ‬فتحي ‬السيد ‬الباز)‬، ‬والترتيب ‬حسب ‬نوع ‬الإعاقة (‬مشاركة ‬أحمد ‬سامح ‬إعاقة ‬سمعية، ‬مع ‬عيسي ‬محمد ‬عبدالهادي ‬إعاقة ‬ذهنية(
أيضا ‬كان ‬من ‬الأفضل ‬نشر ‬نبذة ‬عن ‬الورش ‬الفنية ‬المصاحبة ‬للصالون ‬الذي ‬عقد ‬في ‬مركز ‬سعد ‬زغلول ‬الثقافي،‮ ‬الذي ‬يحتضن ‬هذا ‬الحدث ‬الفريد، ‬وأخيرا ‬فإن ‬هذا ‬الصالون ‬يحتاج ‬إلي ‬دعم ‬كبير ‬من ‬رجال ‬الأعمال، ‬والجمعيات ‬الأهلية، ‬والمؤسسات ‬المهتمة، ‬وإن ‬كانت ‬هناك ‬جوائز ‬مقدمة ‬من ‬بعض ‬الشركات ‬والمجلس ‬القومي ‬لشئون ‬الإعاقة، ‬ومن ‬بعض ‬الفنانين، ‬فإن ‬الأمر ‬يتطلب ‬المزيد ‬من ‬الدعم، ‬واقتناء ‬أعمال ‬هؤلاء ‬الفنانين ‬وعرضها ‬في ‬معارض ‬متجولة ‬بقصور ‬الثقافة، ‬خاصة ‬في ‬شهر ‬رمضان ‬الكريم، ‬ليتعرف ‬الجمهور ‬علي ‬هذه ‬الإبداعات ‬عن ‬قرب، ‬كما ‬نقترح ‬إقامة ‬معارض ‬مماثلة ‬بالمدارس، ‬والأندية ‬الرياضية، ‬والمكتبات ‬العامة، ‬وإقامة ‬ندوات ‬ورش ‬عمل.‬