أصبحت السكتات الدماغية أزمة قومية خطيرة نظرا لتزايد إعداد المصابين وضعف الإمكانات وبطء مواجهة المرض، وطبقا للإحصائيات يوجد 210 آلاف حالة إصابة جديدة سنويا، يتركز 50 ألفا منها بالقاهرة الكبري، وتتسبب السكتات الدماغية فى وفاة عدد كبير من المصريين، ويعانى الناجون من «كابوس الإعاقة»مدى العمر . . لذلك جاءت مبادرة مستشفى المنيل الجامعى القبلى أحد مستشفيات قصر العيني، لإنشاء اكبر مركز فى الشرق الأوسط لعلاج مرضى السكتات الدماغية بالمجان، بهدف علاج 2000 مريض سنويا ، بتكلفة 11مليون جنيه تم توفيرها من تبرعات أهل الخير والمجهودات الذاتية لمستشفيات قصر العيني. فى البداية، يقول الدكتور فتحى خضير، عميد كلية طب قصر العيني، إن مستشفيات قصر العينى تواجه عجزا بالوحدات المخصصة لعلاج السكتات الدماغية، مما دفعنا إلى وضع إستراتيجية لإنشاء هذا المركز على احدث المعايير العالمية لتقديم خدمة طبية بالمجان، وتم إنشاؤه ضمن خطة تطوير مستشفيات قصر العينى المستمرة حتى عام 2020، وكان المركز حلما منذ عام 2009 . وأوضح أن تكلفة تأسيس المركز بلغت11مليون جنيه منها 4.5 مليون من تبرع أهل الخير، وتم بها تجديد البنية التحتية، كالتهوية والكهرباء والتعقيم وغيرها، وتم توفير باقى التمويل بالجهود الذاتية لمستشفيات جامعة القاهرة. وأشار الى أن الوحدة تعالج ما يقرب من 2000 حالة سنويا بالمجان، بتكلفة تتراوح ما بين 12 و 14 ألف جنيه للمريض الواحد فى اليوم الأول، و 3 إلى 4 آلاف جنيه يوميا بعد ذلك وتعمل إدارة المستشفيات على توفير العلاج للمرضى بجزء من ميزانية المستشفى والميزانية التى تقدمها الدولة، إلى جانب التبرعات. الساعة الذهبية وأوضح الدكتور احمد الحلفاوي، مدير مستشفى المنيل الجامعى القبلي، أن مشكلة مريض السكتة الدماغية فى انه لا يخضع لأهم معايير العلاج العالمية، وهى سرعة التشخيص وإذابة الجلطة فى الدقائق الأولى وبأقصى تقدير خلال الساعة الأولى المعروفة بالساعة «الذهبية«، لتلافى حدوث الوفاة والمضاعفات كالإعاقة، ويعد إنشاء الوحدة طفرة فى علاج السكتات الدماغية، ويضم وحدتين للرعاية المركزة بسعة 34سريرا، منها 16سريرا بالرعاية المتقدمة، و 8 أسرة للرعاية المتوسطة، وبداخلها أحدث أجهزة الرعاية المركزة للسكتات الدماغية، ، كما يضم المركز غرفا للتأهيل الطبيعى بعد الجلطات، وغرفا لعزل المرضى فى حالات العدوي، ويشارك فى تقديم الرعاية الطبية 50 طبيبا من أساتذة وأعضاء هيئة التدريس والأطباء المقيمين، الى جانب 30 فردا من هيئة التمريض المتخصص، فى رعاية السكتات الدماغية. وأضاف د. الحلفاوى أن الأجهزة الحديثة بالمركز مزودة بامكانية مراقبة الأطباء حالة المريض عن بعد ومن خلال الانترنت، كما تتيح للشركة المصنعة متابعة الأعطال والصيانة وتحديث البرامج. القساطر التداخلية من جانبه، أكد الدكتور شريف حمدي، أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب بطب قصر العينى ، أن المركز سيعالج السكتات الدماغية بالحقن بالمجان خلال الساعات الأربع الأولى من حدوث السكتة الدماغية ، وتبلغ تكلفة الحقنة 8 آلاف جنيه ، كما يقدم المركز خدمة اعادة التأهيل والعلاج الطبيعى للمريض، بحيث يستعيد قدراته الطبيعية خلال الستة أسابيع الأولى . وأشار إلى أن المركز سيعمل على تطوير الأبحاث مع أقسام القلب ، لوضع بروتوكولات علاجية للمرضى الذين يعانون الجلطات نتيجة القلب أو عوامل خطورة كارتفاع ضغط الدم أو السكر أو دهون الدم ، إلى جانب تطوير الأبحاث فى مجال السكتات الدماغية ونشر الأبحاث بالدوريات العالمية. خط ساخن وإسعاف متخصص يقول الدكتور حسام صلاح، أستاذ المخ والاعصاب ونائب مدير مستشفى المنيل الجامعى القبلي، انه طبقا لأحدث الإحصائيات العالمية يعانى 16مليون شخص عالميا من السكتات الدماغية وستزيد هذه النسبة لتصل إلى 20مليون إصابة بحلول عام 2020، ووفقا للدراسات فإنه يموت مليون و 900ألف خلية مخية كل دقيقة بعد حدوث السكتة وينبغى أن يتلقى المريض العلاج السليم فى الوقت المناسب، لإذابة الجلطة سواء بالعقاقير أو القسطرة الطبية، وطالب الدكتور حسام بتأسيس سجل قومى لحصر أعداد مرضى السكتات الدماغية فى مصر ، وتخصيص خط ساخن ووحدات إسعاف متخصصا لمرضى السكتات الدماغية ، لسرعة التشخيص والعلاج .