اتهم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان جهاز المخابرات بالتقصير فى عمله قبل محاولة الانقلاب ضده، محذرا من احتمال أن تشهد البلاد محاولة انقلابية جديدة، فى الوقت الذى جددت فيه الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى مطالبتها لحكومة أنقرة الالتزام بالقانون والدستور فى تعاملها مع الأحداث. ففى أنقرة، قال الرئيس أردوغان فى مؤتمر صحفى عقده مساء أمس الأول -الخميس- فى القصر الرئاسى، وشارك فيه خلوصى أكار رئيس هيئة الأركان التركية ورئيس الوزراء بن على يلدريم وعدد من الوزراء، إنه كانت هناك أوجه قصور كبيرة فى المخابرات قبل محاولة الانقلاب العسكري، وإن"القوات المسلحة ستخضع سريعا لإعادة هيكلة وستضخ فيها دماء جديدة". وأشار إلى أن اجتماعا للمجلس العسكرى الأعلى من المنتظر أن يعقد فى أول أغسطس المقبل، ربما يجرى تقديمه أسبوعا للاشراف على إعادة الهيكلة. ويرأس المجلس رئيس الوزراء ويضم وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان. وتابع أن السلطات فى البلاد اعتقلت بعد الانقلاب أكثر من 4آلاف شخص بينهم 103جنرالات، مشيرا إلى أن قوات الأمن أوقفت ما مجموعه 10آلاف و400شخص للتحقيق. وحذر أردوغان أنه من الممكن حدوث محاولة انقلاب جديدة، لكنها لن تكون سهلة هذه المرة،مضيفا"نحن أكثر يقظة". وقال إنه لا توجد أى عقبات أمام مد حالة الطواريء بعد الأشهر الثلاثة الأولى إذا اقتضت الضرورة. ودعا أردوغان إلى مواصلة مظاهرات ما تصفهم الحكومة ب"حراس الديمقراطية" فى المدن التركية. وقال إنه ينبغى على المواطنين أن يتجمعوا ويحتلوا الميادين المركزية فى المدن"إلى أن تضع بلادنا هذه المرحلة الصعبة خلفها نهائيا". وفى السياق نفسه، أعلن أردوغان أن الخامس عشر من يوليو من كل عام سيكون يوما لتخليد ذكرى ضحايا أعمال العنف عقب محاولة الانقلاب عليه. وأشار إن عدد القتلى ارتفع إلى 246شخصا بخلاف مدبرى الانقلاب، وإن عدد المصابين 2185شخصا. وقال الرئيس التركى إنه سيتم التعامل مع حركة جولن"كمنظمة إرهابية انفصالية أخرى". وعلى صعيد متصل، واصلت السلطات حملة الاعتقالات والإقالات فى مختلف مؤسسات الدولة، حيث أوقفت الشرطة ضابطا كبيرا بالجيش، والذى كان مكلفا بإغلاق جسرى مضيق البوسفور واللذين يربطان شطرى مدينة إسطنبول. وأفادت مصادر أمنية أن المتهم ويدعي"معمر" تم توقيفه فى منزل أحد أصدقائه بمدينة أنطاليا جنوب البلاد، وهو مختبئ فى خزانة للملابس. كما تم اعتقال "ياسمين أوزآتا جاتين كايا" التى تتولى منصب محافظ مدينة سينوب شمال الأناضول بعد القبض على زوجها العقيد بالجيش ومستشار بوزارة التعليم يدير بعض مدارس جولن. وعبرت الخارجية النمساوية فى بيان مشترك لها مع الاتحاد الأوروبى عقب لقاء جمع ما بين كورتس وفيدريكا موجيرينى مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد ويوهانس هان مفوض شئون التوسعة عن القلق"بشأن التطورات الأخيرة بعد فرض حالة الطوارئ، مشيرة إلى أن الإجراءات التى اتخذت حتى الآن فى مجالات التعليم والقضاء والإعلام غير مقبولة". ومن جهتها، قالت موجيرينى إنه يجب على تركيا ألا تستخدم المؤسسات الديمقراطية لتقويض حقوق الانسان فى أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة. وأضافت"نقول لاصدقائنا الأتراك بصورة واضحة للغاية إنه لا يوجد عذر أو سبيل يمكن من خلاله لرد الفعل أن يقوض الحريات والحقوق الاساسية". وفى واشنطن، ذكر البيت الأبيض إن جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى حث تركيا أثناء محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم على الالتزام بسيادة القانون فى ملاحقتها لمحرضى محاولة الانقلاب الفاشلة. وقال البيان"حث نائب الرئيس على أن تجرى التحقيقات بشأن مرتكبى محاولة الانقلاب بطريقة تعزز ثقة الشعب فى المؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون". وفى السياق نفسه، كشف معهد الشرق الأوسط فى واشنطن عن أن الحكومة التركية"تتبنى حاليا انقلابا مدنيا بزعم حماية الديمقراطية".