قرأت تصريح رئيس هيئة مياه القاهرة الكبرى ب «الأهرام» عن أن الفاقد من مياه الشرب يتراوح بين 28 و30% من كمية المياه المستهلكة، وأن أوجه الإهدار تنحصر فى بعض الأمور منها غسيل السيارات ورش الشوارع وحمامات السباحة، ويطالب بتجريم هذه الأعمال، ونسى أن هناك أوجها للاهدار أكبر من هذه الأوجه، والهيئة فى القاهرة الكبرى وباقى المحافظات هى المسئولة عن هذه الأوجه منها ما يلي: (1) سوء ورداءة صناعة عدادات المياه التى لم تتطور صناعتها منذ بداية العمل بها قبل مائة عام فهذه العدادات هى السبب الأكبر فى اهدار مياه الشرب ولا أدرى لماذا لم تفكر هيئة المياه فى تطوير وتحسين صناعتها كما فعلت وزارة الكهرباء فى تطوير عدادات الكهرباء. (2) سوء ورداءة صناعة حنفيات المياه والمحابس والخلاطات التى تسبب أيضا اهدار المياه وخاصة فى المصالح الحكومية، وكيف لم تفكر هيئة المياه فى تطوير وتحسين هذه الأدوات كما فعلت وزارة الكهرباء بتصنيع اللمبات الموفرة؟ (3) انتشرت ظاهرة تركيب أجهزة (فلاتر) لتنقية مياه الشرب بالمنازل، ولا أدرى هل لوزارة الإسكان ووزارة الصناعة دور فى الاشراف على هذه الأجهزة والتأكد من سلامتها ونتيجة عملها أم لا؟ فلقد قمت بتركيب جهاز بعد إلحاح من أولادى بدلا من استخدام المياه المعدنية وازعجنى ما رأيته فهذا الجهاز (الفلتر) يتم تركيبه بالشقة حيث يأخذ المياه من الماسورة مباشرة. ويخرج منه أنبوبة موصلة بحنفية تعطيك مياها للشرب وأنبوبة أخرى لنزول المياه غير الصالحة للشرب بالحوض، وقد لاحظت زوجتى انها عند ملأ زجاجة (1.5 لتر) ينزل فى الحوض ما يساوى 2 3 زجاجة مياه (1.5 لتر) غير صالحة للشرب وتصورت أن هذا عيب فى الجهاز فاتصلت بالشركة التى قامت بالتركيب فأفادت بأن هذا شيء طبيعي. فهل هذا معقول؟؟ أليس من الأجدى والأوجب أن تقوم هيئة مياه الشرب بمراجعة هذه الأجهزة والتأكد من سلامتها وسلامة إنتاجها حفاظا على مياه الشرب التى لا نعرف قيمتها حاليا، وسوف نبكى على ضياعها بالدم لو استمر هذا الاهمال وعدم العناية بتلك الأجهزة المستخدمة.. سواء عدادات أو حنفيات أو أجهزة تنقية؟ مهندس مأمون محمد الشيخ