فتح الله غولن الذي يتهمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه يقف وراء الإنقلاب الآخير في تركيا بالجمعة الماضية والذي اسفر عن 250 قتيلًا، منهم 104 من الانقلابيين ، وأكثر من ألف جريح ؛ من المعروف عنه أنه يؤمن بالطريقة البِكْتاشيَّة وهي طريقةٌ صوفيَّة تُرْكيَّة مُستمدة من تعاليم " الشيعة الاثنَي عشرية " . ويقول فقهاء من أهل السنة والجماعة أنه رغم قول جمهور البكتاشية بإنهم من أهل السنّة فإنّ واقعهم يخالف هذا الادّعاء، وهم كما يبدو من غلاة الشيعة، حيث أنهم يقدسون على بن ابي طالب ويعترفون بالأئمة الاثني عشر.
وصرح فتح الله غولن صاحب العقيدة الصوفية البكتاشية العديد من المرات من أمريكا خلال الفترة الأخيرة بأنه سيعمل على تغيير النظام بتركيا ولكن ببطء وهو يدعي أن هدفه تحويل نظام تركيا من نظام علماني إلى نظام إسلامي ... وأكدت السلطات المخباراتية التركية ضلوع عدد كبير من الجنود والضباط المنتمين إلى جماعة فتح الله غولن في محاولة الإنقلاب كما تشير تقارير مخباراتية إلى أن الضباط والجنود الذين شاركوا بالانقلاب الآخير بتركيا كان من بينهم عددا كبيرا من العلويون الشيعة ويشكل الشيعة بتركيا نحو 20 بالمائة من مجموع السكان التركي البالغ عددهم 78 مليون نسمة في مختلف المدن والقرى التركية ويتمركزون في مدن: عنتاب (60%)، سيفاس (70)، قهرمان ماراش (60%)، توكات (70 %)، تشوروم (60%)، آماسيا (60%)، اسطنبول (30%)، أنقرة (30%)، أزمير (40%)، أبتشل (40%)، هاتاي (30 %)، أنطاليا (30 %)، مالاتيا (40%) وأرزانيجان (30%).
ومن مرجعية غولن الأقرب إلى التشيع ومن المرجعية العلوية الشيعية لعدد كبير من الضباط والجنود الذين قاموا بمحاولة الإنقلاب الفاشلة تستطع أن تستنتج معي أي نظام إسلامي كان يراد تطبيقه بتركيا في حال نجاح الإنقلاب ؟! وتستطع كذلك ان تستنتج حال 3 ملايين لاجئ سوري سني بتركيا ؟! وأن تتنبأ ببساطة في حال نجح المنقلبون بتغيير جذري لسياسة تركيا المعارضة للنظام السوري العلوي وأن تتنبأ كذلك بتغيير جذري مماثل لسياسة تركيا المعارضة للنظام الإيراني الشيعي (الذي يفتك بالسنة ويطمع في السيطرة على الدول العربية بزعم محاربة داعش) . مدبر الانقلاب التركي الفاشل الجنرال أكين أوزتورك شغل بين الأعوام 1996 - 1998 منصب المحلق العسكري التركي في إسرائيل ( إسرائيل المعروفة بالولاية 51 لأمريكا أو طفلة أمريكا المدللة ) وقال موقع "سى.إن.إن إن الصلات بين الجنرال التركي وجماعة "فتح الله غولن " بدأت منذ عام وأضاف الموقع أنه وفقًا لمخطط الانقلابيين في حالة نجاحهم في الاستيلاء على السلطة، كان أوزتورك سيتولى منصب رئاسة الجمهورية وذكر الموقع أن الجنرال التركي هو العقل المدبر للانقلاب وأنه أعطى إشارة البدء بالتحرك الساعة 10 مساء بتوقيت تركيا، والذى على إثره تحركت المقاتلات "إف-16".
ولكن يبقى السؤال المهم هو لماذا تدعم أمريكا فتح الله غولن الذي يدعي أنه يريد نظاما إسلاميا لتركيا وليس علمانيا رغم أن أمريكا تقف بطبيعة الحال مع العلمانية قلبا وقالبا ؟! الإجابة ببساطة أن ذلك يدخل ضمن نطاق المخطط الأمريكي في الدفع بمزيد من الحروب والاقتتال بين السنة والشيعة في المنطقة وتقسيم تركيا وباقي الدول العربية والإسلامية واستنزاف مواردها.
في الحقيقة لعب بعض قادة الجيش التركي دورا هاما في وقف مخطط الانقلاب من قبل غيرهم من القادة الإنقلابيين وساعدهم في ذلك قيام قوات الداخلية التركية بواجبها في القبض على الضباط والجنود الانقلابيين الذين لم يلتزموا بالدستور وخالفوا القانون واستخدموا أسلحتهم في قتل المواطنين المدافعين عن المسار الديمقراطي في البلاد .
"لا تفرق معي كثيرا حكم حزب أردوغان أو أي حزب علماني آخر بتركيا ولكن يقلقني حكم من ينتمي إلى فكر جماعة غولن أو من ينتمي إلى الفكر العلوي الشيعي خاصة وأن وصل إلى السلطة دون انتخابات وبذلك لا يمكن التخلص منه بانتخابات مماثلة" .
نجاح الانقلاب في تركيا كانت تهدف منه أمريكا تقديم الدعم للنظام السوري والعراقي والإيراني من خلال نجاح قادة انقلابيين أكثرهم من العلويين الشيعة ومن المنتمين إلى الفكر الصوفي البكتاشي الذي ينتمي إليه فتح الله غولن والذي يؤمن بالأئمة الاثنى عشر ويقدس علي ابن ابي طالب !!
نجاح الانقلاب في تركيا كانت تهدف منه أمريكا بتنفيذ ما سبق توسيع نطاق مخطط الحرب السنية الشيعية لتشمل تركيا جنبا إلى جنب مع سوريا والعراق واليمن حيث تسعى أمريكا وروسيا على حد السواء لاستمرار هذه الحرب السنية الشيعية أكبر وقت ممكن لتفتيت الدول الإسلامية والعربية واستنزاف مواردها . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي