الاهتمام الزائد بمباريات الأهلى والزمالك التى قد تصل إلى حد المبالغة بلا داع ، أمر لا مجال له فى ظل الأوضاع التى نعيشها، و يجب ألا يسمح بها كل مسئول فى هذا الوطن، ومباراة الأمس كانت أكبر نموذج لذلك، فالمباراة غير حاسمة، حيث حسمت البطولة بالفعل لصالح الأهلي، ولم تعد نتيجتها ذات أهمية، حتى لو فاز بها الزمالك صاحب المركز الثانى ( أكتب هذه الكلمات قبل انطلاق المباراة )، وهى بالتالى لا مباراة قمة ولا يحزنون، وعليه فإن هذه المبالغة فى التناول ما هى إلا إزكاء لروح الفتنة ، ومساهمة فعالة فى زيادة حدة الحساسية، بعيدا عن أى تنافس شريف. أتمنى لو خرجت هذه المباراة بمنتهى الروح الرياضية، وكنت أتمنى بالفعل لو أنها استثمرت فى تخفيف حدة التوتر فى الشارع الكروي، وإعادة روح التنافس الشريف بين الناديين. فلماذا لم يستغل حسم البطولة وكون نتيجة المباراة غير مؤثرة فى إسناد إدارتها لطاقم تحكيم مصري؟ .. لو لم يدر الحكام المصريون هذه المباراة فى تلك الظروف، فمتى سيحكمون؟ .. ولو لم تستغل هذه المباراة فى اختبار عودة الجماهير إلى المدرجات، فمتى سيتم هذا الاختبار؟ .. وقد كان لنادى الزمالك تجربة جميلة ومفيدة فى هذا الصدد بأن قصر الحضور الجماهيرى فى إحدى مبارياته الافريقية على أعضاء النادى وتكفل بنقلهم من مقره إلى ملعب المباراة باتوبيسات خاصة ضمانا لعدم تسلل عناصر لا يرغب فى حضورها لعدم تعكير صفو العلاقة مع الجهات المعنية. ولو لم تقم هذه المباراة التى تعد «تحصيل حاصل» فى القاهرة، فمتى تقام المباريات الكبرى فى العاصمة؟ كان بالإمكان أن يتم ذلك كله، لو أن للكرة المصرية كبارا يستمع الجميع لكلمتهم ويستجيب الجميع لمبادراتهم ويتمتع الجميع معهم بحس وطنى غالب على تصرفاتهم. اللهم مكن للكرة المصرية رجلا له من القدرة والحجة والقوة، ما ينتقل بها من ساحة الاقتتال الداخلى إلى ميدان التقدم العالمي، وأن يجعلها من قوى مصر الناعمة لا أن يبقيها معولا لهدم الأمن الداخلى أو سببا لتعكير جو المنافسة الشريفة التى يجب أن تكون عليها، والرسالة التى تؤديها. [email protected] لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل