فاز الكاتب البرازيلى من أصل لبنانى رضوان نصار بجائزة كامويش البرتغالية لهذا العام والتى أعلنت نتيجتها أخيرا نهاية الأسبوع الماضي، ووصف ميجيل هونرادو، سكرتير الدولة البرتغالى لشئون الثقافة نصار فى بيان الإعلان عن الجائزة قائلا: "كاتب كبير تنشر أعماله الوعى السياسى والاجتماعى فى مواجهة الاستبداد، إضافة إلى النوعية الاستثنائية للغته والقوة الشاعرية لنثره". ويعد نصار من الكتاب المثيرين للجدل على الرغم من عدم نيله شهرة كافية فى العالم العربى وفق ما تستحق أعماله حيث تنحصر مسيرته الأدبية فى كتابة ثلاثة كتب فقط صعدت به إلى أوج الشهرة والمجد الأدبى البرتغالى والعالمى فى عمر الثمانين ليقرر فجأة التوقف عن الكتابة والانزواء فى مزرعته الخاصة كأى فلاح عادى. وصدرت كتبه الثلاثة بين عامى 1975 و1997 ، وهى رواية "حرث قديم " تحولت لفيلم سينمائى باسم"على يسار الأب" عام 1975، ثم "كأس الغضب" فى 1978، وتم اقتباسها هى الأخرى لتتحول لأكثر من فيلم سينمائي، وقد حازا إشادة من النقاد، بينما كان آخر أعماله هو كتاب "فتاة على الطريق" الذى صدر عام 1997 يضم قصصا قصيرة مكتوبة قبل ثلاثة عقود فى العام 1975. وذاع صيت نصار كأحد أبرز أصوات الحداثة الأدبية فى البرازيل، بعد صدور روايته الأولى واعتبره النقاد من أبرز الكُتاب فى البرازيل . وتضج روايات صاحب "كأس الغضب" بالعنف والجنس والانقسام الاجتماعى.. وتوصف روايته الثانية "كأس الغضب" بكونها رواية إيروتيكية قصيرة - بلغت عدد صفحاتها 47 فقط - إلا أنها حملت لغة شعرية مكثفة تموج بالانفعالات والمشاعر الإنسانية. وفى تلك الرواية يبرز تأثر نصار بالأساطير الكلاسيكية والتراجيديا الإغريقية وعناصر الثقافة العربية التى ينتمى إليها فى الأصل ، كما يعكس الظروف الاجتماعية والسياسية المحيطة به. وقد أدرجت دار "بينجوين" للنشر هذا العام "كأس الغضب" ضمن سلسلة العناوين الكلاسيكية الحديثة للأدب العالمى. وفى عام 1985 فاجأ نصار متابعيه والنقاد بالانسحاب من الأدب تماما وترك الكتابة فى عز مجده الأدبي، وقرر العيش فى مزرعته الخاصة والتفرغ لأعمال الفلاحة والزراعة وتربية الماشية. ولد رضوان نصار فى 1935 فى بيندوراما بولاية ساو باولو فى البرازيل، وهو الابن السابع لمهاجرين لبنانيين هما جون نصار وشفيقة قسيس اللذين تزوجا فى 1919 فى "إبل السقي" فى جنوبلبنان وهاجرا فى 1920 للبرازيل، ودرس نصار الحقوق والفلسفة فى جامعة ساو باولو وهى من أهم جامعات البرازيل. جدير بالذكر أن جائزة كامويش التى تترافق مع مكافأة مالية مقدارها مئة ألف يورو قد تم إطلاقها عام 1989 فى البرتغالوالبرازيل لتكريم أدباء اللغة البرتغالية، وهى تحمل اسم الشاعر البرتغالى لويس فاس دو كامويش (1525 1580) الذى يُعدّ أكبر شاعر فى تاريخ البرتغال للدرجة التى بلغت بالكثير من النقاد من مقارنته بفرجيل ودانتى وشكسبير، وهو الذى كتب ملحمة الشعب البرتغالي. وفازت بالجائزة العام الماضى الكاتبة البرتغالية هيليا كوريا. وسبق أن منحت للبرتغاليين لوبو أنتونيش (2007) وجوزيه ساراماغو (1995) والبرازيلى جورجه أمادو (1994) والأنغولى بيبيتيلا (1997).