سيطرت على مسلسلات رمضان هذا العام ثلاث تيمات أساسية ، الدراما النفسية ، الاكشن، و الغيبيات ولعل الغيبيات كانت صاحبة الحظ الأوفر فى نسبة المشاهدة المرتفعة متجسدة تحديدا فى مسلسلى ( ونوس و هى و دافنشي ) . فكلا المسلسلين يغوص فى أعماق النفس البشرية فى محاولة مستمرة منذ بدء الخليقة لمعرفة هل الأصل فى الإنسان هو الخير ام الشر ، هل نحن أسرى لوسوسة الشيطان الذى توعدنا بالشر منذ أن تم طرده من الجنة ، ام ان مخزون الشر بداخلنا يفوق وسوسة شيطان تعيس ، هل ونوس هو الذى اغوى أبطاله ، ام أنهم يحملون فى ثنايا نفوسهم كل مقومات الشر من خيانة و تملق و نفاق و جحود مما يوحى بأن الأصل هو الشر و الخير استثناء ، هل ونوس شيطان فعلا ، ام إنسان شرير ، محرض لا يقدر الا على ضعاف البشر ، معالجة بسيطة لفكرة قديمة كانت تصلح لسينما الأربعينيات و ليس لدراما تليفزيونية فى الألفية الثالثة ، ولولا كاريزما الفخراني ، ما كانت هناك نسبة مشاهدة تذكر. أما عفريت دافنشي فكان أكثر توفيقا من شيطان ونوس ، فالكاتب استطاع و ببراعة ان يتلاعب بالمشاهد منذ اللقطة الأولى بالمسلسل ، حيث اعتقد من شاهد ان دافنشي هو شبح لشخص تم قتله ظلما و أنه ظهر ( لكرمة ) المحامية المضطربة نفسيا لكى تكشف الظلم الذى وقع عليه ، ثم تمر الحلقات و نكتشف أن هذا العفريت ليس سوى طيف لشخص حى ، يعيش فى ظلمة معتقل بارد ، فاقدا للذاكرة و لكنه محبا للحياة و للحق وللفن مثل عفريته تماما ، و كل ما يربطه بالمحامية كرمة هو وميض الخير الذى يبرق فى رأسها كلما انزلقت فى طريق الشر ، فعلى الرغم من شدة غموض المسلسل إلا أنه من وجهة نظرى هو من أمتع ما تابعته هذا العام ، والمتعة طبعا لم تكتمل إلا بجاذبية ليلى علوى و عبقرية خالد الصاوي . لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا