أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن الأزهر وإن كان لا يزال أمامه الكثير مما يجب إنجازه لمواجهة التحديات المتجددة كل يوم منصرِفٌ إلى العمل الجادِّ الدؤوب فى صبر وأناة، رُغمَ العقبات التى خلَّفتها تراكُمات السنين، والأشواك التى تزرع على طريقه وهو يعمل فى صَمتٍ، ويحاول أن يبتعد قَدْرَ الإمكان عن كل ما يستنفذ الوقت والجَهدَ والطاقة. وأضاف الإمام الأكبر خلال كلمته أمس فى الاحتفال بليلة القدر، أن الأزهر يعلن للأمَّة كلها أنه كان ولا يزال وسوف يظل بإذن الله المؤسَّسةَ الإسلامية الكبرى التى يقع على عاتقها عبء أمانة الحفاظ على دين الله، وأن منهجه هو العاصم من الانزلاق بعيدًا عن الجادة إمّا يمينًا وإما يسارًا، فالأزهر ماض فى طريق العلم والتعليم، يفدُ إليه من أقطار العالم ما يقارب من أربعين ألف طالب وطالبة من أبناء المسلمين من أكثر من مائة دولة، يتعلمون الإسلام مجانًا وحسبة لله تعالي، ويُنفَقُ عليهم من أموال مِصر ومن خزائنها وميزانياتها، حتى لو كان الوافد أو الوافدة من أغنى الدول وأكثرها ثراء وأشدِّها رفاهية .. وهذه مَكْرُمة لمصر، اختصها الله بها من بين سائر الدول الإسلامية، بل هى سِرٌّ من أسرار قُوَّةِ كِنانةِ الله فى أرضه، ودليلٌ على أصالةِ شَعبِها وعراقة تاريخها وعظمة حضارتِها. كما دعا الإمام الأكبر شعبَ مصر وهو يَستذكِر ثورةَ الثلاثين من يونيو، تلكم الثورة التى جمعت مصر والمصريين على قلب رجل واحد من أجل تحقيق إرادتهم الحاسمة فى الانتقال بالوطن إلى مستقبل أفضلَ وتاريخٍ جديدٍ إلى نبذ كلِّ ما يؤدِّى إلى الفُرقةِ والاختلاف، وإلى التفرغ الكامل لبناء هذا الوطن الذى يَحتاجُ إلى سواعِدِكُم، والذى سوف تُسألون أمام الله تعالى عمّا فعلتم به، وما ذا قدمتم له من تضحيات، وما بذلتم فى سبيل رُقِيِّه من جهود. ودعا المصريين أيضا إلى التلاحُم والتكاتُف من أجل إغلاقِ الأبوابِ وسدِّها فى وجوه مُثيرى الفِتَن والشِّقاق والعَبَث بالوطنِ، وأن تكونوا عوناً وسَنَدًا لولاة الأمور فى جهودهم المخلصة فى كلِّ ما يحقق المصلحة والمنفعة لمصر والمصريين. وفى نهاية كلمته توجه الى الرئيس عبدالفتاح السيسى وللشعب المصرى والأمتين: العربية والإسلامية بأصدق التهاني، وخالص الدعاء إلى المولى سبحانه أن يعيدَ علينا هذه الأيام ومصرُ فى مزيدٍ من الأمن والقوة والمنعة والتقدم والرخاء.