جاء في صندوق دنيا الكاريكاتير للفنان جمال حمدان, رسم تمثلت فيه مصر ما بعد 25 يناير في صورة سيدة خرج لها من الصندوق السحري جان في صورة رجل قائلا لها: شبيك لبيك عبدك بين ايديك فقالت له راجية انا عايزة رئيس من ولادي مخلص وطني يتقي الله في شعب مصر العظيم وردني هذا الكاريكاتير الي تعليقات ورغبات المصريين بكل فئاتهم وأعمارهم حين كانت تنزل إليهم في الشارع كاميرات قنوات التليفزيون المختلفة لتستطلع آراءهم وتسألهم عن رغباتهم في الرئيس الجديد, فيجيب معظمهم نريد رئيسا يتقي الله فينا أو في الشعب أو في مصر. ولقد نظرت حولي في خريطة الدنيا, فوجدت أمما وممالك تعرف لشعوبها حقوقها ولاتبخس ناسها أشياءهم, الامر فيها شوري بينهم والسلطة يتداولونها لايزعم حكامها انهم اتقوا الله في شعوبهم, ولاتعزو الشعوب صلاح الحكم فيها لتقوي الحكام ومخافتهم لله فيها, مازال وعينا السياسي لايتمثل في الحاكم إلا شخص عمر بن الخطاب الذي كان يخاف الله وكأنه, يراه الذي خشي أنه لو عثرت بغلة في العراق ان يسأله الله لماذا لم يمهد لها الطريق, فعمر مات والخلافة الراشدة ولت وولي الامر من بعدها إلي يومنا هذا رجال ليسوا علي مخافة عمر لله ولا اتقوا الله في رعيتهم كما فعل. الحكم الصالح ليس مرهونا بتقوي الحكام لله, وانظروا إلي ديمقراطيات الغرب الملحد لتتبينوا ذلك, فإدارة الدول والشعوب تقوم علي علم وأصول, تماما كما يقول الطب الحديث والهندسة والصناعة وغيرها علي علم وأصول, والنابغون هناك نبغوا بعلمهم وعملهم فصلح أمر حياتهم, يجب علي شعبنا ان يدرك كما أدرك الغرب ان الحكام والسلطة التنفيذية هي أخوف للقانون ولرقابة الشعب من مخافتها لله, لذا يجب علينا بعد أن نختار قياداتنا ألا نكلها لضمائرها فقط ولمخافتها الله فينا, بل علينا أن نلاحقها بالرقابة اللصيقة وبسلطان القانون الذي يزع بسيفه الجميع, ويجب علينا في المرحلة المقبلة صياغة دستور يحمي مصالح الشعب ويحقق استمرار تداول السلطة والاحتكام للصندوق فيها, لا لورع الحاكم ولتقواه الله فينا. د. يحيي نور الدين طراف