الجهل:عرفه أهل اللغة بأنه عكس العلم.. وجهل الأمر يعنى خفى عنه والجهل فى المصطلح: أن تعتقد الشىء على خلاف ما هو عليه، لأن العلم هو وصف المطابق مع الدليل أى وصف الواقع مع الدليل ومعرفته، أما الأمية التى أصابت أمتنا فى مقتل وهوت بها الى التخلف، فمصطلح الأمية يراد به عدم القدرة على القراءة والكتابة والجهل بمبادئهما، فالأمية حسب تعريف الأممالمتحدة هى عدم القدرة على قراءة وكتابة جمل بسيطة فى أى لغة، إن الذى يطلب العلم الدينى والدنيوى أو هما معا يقضى سنوات كثيرة من عمره فى تحصيلهما مضنيا جسده ونفسه بعيدا عن الله والإخلاص له تعالى وتطبيق ذلك فى مرضاته فما أكثر الضياع الذى يلحق به وبأمته، ولو أن طالب العلم تفقه فى دينه وعرف الطريق الى الله مهما علا شأنه فى العلم الدنيوى لنال ثوابا عظيما ودرجات رفيعة فى الدنيا والآخرة لأن الاستفادة المجتمعية ستكون نفعا للأمة بكاملها، فالجهل من أسباب ضعف الإيمان فكلما ازداد الانسان معرفة ازداد معرفة بربه ودينه، وما يجب عليه من العبادات والطاعات والأعمال الصالحات، والعكس صحيح، فالجاهل معرض دائما للوقوع فى الشبهات التى تزعزع الإيمان، وتنقصه بالخرافات والبدع التى تهدم الدين والمجتمع، ومن هنا قال أهل العلم إن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، ويقوى بالعمل، ويضعف بالجهل كما نقل عن الامام أحمد بن حنبل وقد أمرنا المولى عز وجل أن نسأله الهداية الى الصراط المستقيم فى كل ركعة من ركعات الصلاة «اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين» الفاتحة 67 «وسؤال الهدايا هنا يتضمن معرفة الحق والتوفيق للعمل به، وبالطبع هما ينافيان الجهل والهوى، فالإمام الحسن البصرى رحمه الله اعتبر أن الجهل أشد من الفقر حيث يقول: لا فقر أشد من الجهل ولا مال أعود من العقل، ولا عبادة كالتفكير ولا حسب كحسن الخلق ولا ورع كالكف» وفى الحديث الصحيح الذى رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال: سمعت الرسول «صلى الله عليه وسلم» يقول: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.. الله على هذا الحديث الذى أشار الى الجهلاء الذين انتشروا فى المجتمعات وأفتوا دون علم فأضلوا المجتمع، وتصدر الجهال كل الشاشات ووسائل الإعلام بالإفتاء الجاهل، بجانب التعيين فى المجالس، والمدارس فنسأل الله السلامة للأمة، ولولا شدة خطورة الجهلاء على الأمة ما استعاذ رسول الله من الجهل.