كتب محمود مكاوي: قضي المتظاهرون والمعتصمون الليلة الثانية في ميدان التحرير وسط أجواء حماسية ألهبتها مسيرة المطرية والتي نظمتها صفحة كان فين ابواسماعيل قبل الثورة علي فيس بوك وضمت المئات من النشطاء والمتظاهرين لتصل الميدان في الساعات الأولي بعد منتصف ليل أمس الأول بعد أن قطعت اكثر من خمس ساعات من السير علي الأقدام. قامت خلالها بتوزيع البروشور الرافضة لما حدث في محاكمة مبارك وأعوانه والمطالبة بعدم انتخاب الفلول ورسم الجرافيتي في الشوارع التي تحمل المطالب نفسها. وقد استقبل المتظاهرون بالميدان المسيرة بالتصفيق والهتاف وطافت المسيرة الميدان وهي تحمل لافتة كبيرة تحمل عنوان المجد للشهداء وعلم ضخم لمصر. وردد المتظاهرون هتافات شدوا حيلكم يا شباب.. الحرية علي الأبواب, يسقط يسقط حكم العسكر, ينموت زيهم يانجيب حقهم, سامع أم شهيد بتنادي مين هيجبلي حق ولادي, الشعب يريد إسقاط النظام. وعلي الرغم من الأجواء الحماسية التي وفرتها مسيرة المطرية فإن أعداد المتظاهرين انخفضت مع اقتراب الساعات الأولي من الصباح وقبل شروق الشمس في ظل وجود مكثف للباعة الجائلين وباعة الاعلام ووجود العشرات من الدراجات النارية والتي قامت بنقل المتظاهرين الي قلب الميدان مقابل جنيهين خاصة في ظل اغلاق الميدان من قبل اللجان الشعبية واستمرار ايقاف حركة السيارات من اتجاه عبد المنعم رياض والقصر العيني وطلعت حرب وفتح الطريق فقط من اتجاه كوبري قصر النيل لدخول سيارات الميكروباص التي ساعدت المتظاهرين والمعتصمين علي المغادرة قبل شروق الشمس وارتفاع درجات الحرارة. وقد شهد مدخل الميدان من اتجاه المتحف المصري زحاما شديدا من السيارات التي تركها اصحابها ودخلوا للتجوال بصحبة اسرهم واطفالهم في الميدان. ولم تشهد خيام المعتصمين اي زيادة امس وظلت في اماكنها داخل صينية الميدان أو بالقرب من ساحة عمر مكرم ومجمع التحرير الا ان بعض المعتصمين افترشوا جنبات الميدان دون نصب للخيام وخلدوا الي النوم بعد عناء ساعات الهتاف مستغلين الانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة خلال ساعات الليل ليغادروا الميدان مع ساعات الصباح ويعودوا بعد زوال الشمس. من ناحية أخري واصل المتظاهرون وأهالي الشهداء إقامة معارض اللافتات وصور الشهداء علي ارض الميدان وكتبوا عليها شهداء تحت الطلب وياشهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح وجاورت تلك المعارض نماذج لقبور الشهداء ليلتف حولها العشرات من المتظاهرين وزوار الميدان والذين اجتمعوا بكثافة ايضا حول شاشة عرض كبيرة تم وضعها في الصينية الحجرية وقامت بعرض مشاهد من اعتداءات الشرطة علي المتظاهرين خلال الأيام الأولي لثورة يناير.