كشفت الاحكام الصادرة في محكمة القرن ان هناك خاسرين ورابحين, فالخاسرون ليسوا هم فقط اهالي شهداء25 يناير ولكن الثورة باسرها التي فوجئت بأن تضحياتها ذهبت في مهب الريح فلم يجد دم الشهداء من يدافع عنه ولم يجد المصابون من يضمد جراحهم بقوة القانون. غير ان الخاسر في هذه الجولة القانونية وتحديدا في سباق الرئاسة هو كل من كان ينتمي للنظام القديم. فقد فقدوا تعاطفا ظهر واختفي فجأة في ظل تطور الاحداث وتحديدا بعد صدور الحكم مباشرة. اما الرابحون فهم فصائل الثورة بمختلف انتماءاتهم الذين وجدوا ان توحدهم هو السبيل الوحيد لمواجهة التداعيات التي تكاد تعصف بالثورة ومبادئها التي قامت من اجلها فتجمعوا من جديد واعلنوا تخليهم عن التشرذم الذي أضر بهم ضررا بالغا خلال الشهور الأخيرة. وكبدهم خسائر لم يكن يتصور اي منهم حدوثها فعاد الجميع إلي الميدان يهتفون معا ويعضدون بعضهم بعضا وتتنازل غالبيتهم عن شعاراتهم الخاصة ليعودوا لشعار الثورة الذي كاد يضيع في خضم الاحداث. ولاننسي ان من بين الرابحين من هذه الاحكام مرشح الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي والذي أصبح فوزه في الانتخابات الرئاسية مطلبا من العديد من الفصائل السياسية المؤيدة له من قبل والمعترضة عليه. فلم يعد امامهم غيره ليلتفوا حوله بعد ان يحصلوا منه علي تعهد يؤكد انحيازه الكامل للثورة بكل فصائلها. ولعل اعلان مرسي موافقته علي كل المواثيق المطلوبة يؤكد بما لايدع مجالا للشك انه من بين الرابحين من تداعيات تلك الاحكام. المزيد من أعمدة احمد البطريق