كنت أقرأفي سيرة العظيم السلطان محمد الثاني الملقب بمحمد الفاتح لأنه حقق بشري النبي صلي الله عليه وسلم بفتح القسطنطينية لتفتحن القسطنطينية علي يد رجل فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش. إستوقفني في هذه الشخصية أنها جمعت بين القوة والعدل, فقد فاق أقرانه منذ حداثة سنه في كثير من العلوم, وإجادته لكثير من لغات عصره, تولي حكم الدولة العثمانية وعمره 22 عاما, نهض بالدولة نهوضا شاملا جامعا للعلم والسياسة والإقتصاد والإعلام والعسكرية تلمست من سيرته بعض الهدي والخطي التي يمكن لرئيسنا وحاصد أصواتنا أن يسير عليها, فقد إهتم محمد الفاتح ببناء المدارس والمعاهد في جميع أنحاء البلاد, وأصلح التعليم, وأشرف علي تهذيب المناهج وتطويرها, ويعجب المرء عندما يقرأ أن ذلك الفاتح العظيم الذي فتح القسطنطينية بعدما إستعصت علي كثير من أجداده كان يشرف علي وضع الإمتحانات لمراحل التعليم المختلفة بنفسه. بل كثيرا ما كان يحضر إمتحانات الطلبة ويزور المدارس بين الحين والحين ويجلس في صفوف التلاميذ ليستمع إلي شرح المعلم. أما الجيش والبحرية فقد أولاهما رعاية خاصة نابعة من إيمانه بأن القوات المسلحة من أهم أسس الدولة وأركانها المهمة, وجعل لقيادة الجيش حق التقدم علي بقية قادة الدولة, وإهتم بالصناعات العسكرية وأصبح للجيش مصانعه التي تمده بإحتياجاته من الملابس والغذاء والسلاح والذخيرة, كما أنشأ جامعة عسكرية أصبحت تخرج دفعات من المهندسين والأطباء والبيطريين وعلماء الطبيعة, والمساحة. وإكتسب الجيش في زمن الفاتح شهرة عريضة في الدقة والنظام وقد إهتم بالبحرية إهتماما خاصا,فهو بحق منشيء الأسطول البحري العثماني. هذا الفاتح الذي لقبه شعبه بأبي الخيرات أوصي ولده وهو علي فراش الموت بثلاث كلمات كن عادلا, صالحا, رحيما, وأبسط حمايتك علي كل فئات الشعب دون تمييز. فهل لرئيس مصر أن يأخذ بهذه الوصية وهو يخطو أولي خطواته نحو القصر؟ المزيد من أعمدة سهيلة نظمى