هكذا يعود إلينا شهر رمضان الفضيل بكل ما فيه من بركة ونورانية.. والاحتفاء به يتوجب علينا جميعا أفرادا ومجتمعات العمل على تهذيب النفوس والترقى بالأخلاق وتصفية النفوس من الأحقاد والكراهية . فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصوم يزيل الأحقاد والضغائن." ويقول العارفون بالله" إن من أسباب قبول الله لأعمال الأنسان، وغفران ذنوبه، هو تصفية النفس من الأحقاد والكراهية." ويقول الشيخ الغزالي رحمة الله" اعلم أن الصوم ثلاث درجات...هي :أولاً: صوم العموم، وهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة. ثانياً: صوم الخصوص، وهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام. ثالثاً: صوم خصوص الخصوص، وهو صوم القلب عن الهمم الدنية، والأفكار الدنيوية وكف عما سوى الله بالكلية. ومن هنا يكون الصوم هو صيام اللسان، بالإمساك عن فضول الكلام، والخوض في الباطل والمراء، والخصومة والكذب والنميمة والفحشاء والجفاء، واللعن والسخرية والاستهزاء. وإذا كان صوم اللسان يجب أن يكون على الدوام، إلا أنه يتأكد وتزداد أهميته وثوابه عند الصيام، فقد قال رسول الله إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم. إني صائم" .وقال السلف الصالح " الغيبة تخرق الصيام، والاستغفار يرقعه، فمَن استطاع منكم ألا يأتي بصوم مخرق فليفعل.." وقال عبيدة السلماني: "اتقوا المفطِرَين: الغيبة والكذب". وعلى مستوي شعوبنا ودولنا يجب أن يكون الشهر الكريم فرصة حقيقية ونقطة بداية لحقن الدماء والعمل من أجل تهدئة والوصول لحلول سلمية، تجنبنا المزيد من الإنهيار والصراعات والتشرذم. لمزيد من مقالات أسماء الحسينى