أكدت وزيرة البنية التحتية بالسويد آنا جوناسون أهمية مشروع الحكومة السويدية التى تسعى بكامل طاقتها لتصبح أول دولة خالية من الوقود الاحفورى على مستوى العالم ، منوهة الى أن هذا التوجه الجديد فى السويد هو نتيجة اهتمام الحزب الحاكم الحالى وسياساته الداعمة للمشاريع الخضراء والطاقة النظيفة وازالة المواد الخطرة وانشاء بيئة خالية من السموم . وقالت جوناسون خلال لقائها وفدا صحفيا من مختلف دول العالم فى زيارة للسويد للتعرف على سياسات الطاقة النظيفة الجديدة فى الدولة أن السويد بصدد اصدار حزمة قرارات قريبا بفرض ضرائب على السيارات وكل وسائل المواصلات التى تعتمد على الوقود الاحفورى , وذلك لما له من أضرار متعلقة بالتغيرات المناخية التى تؤثر سلباً على الحياة الصحية بشكل عام فى السويد ،لافتة الى أن حزم الدولة فى تطبيق سياساتها الجديدة سوف يقلل الطلب حتما على هذه النوعية من المواصلات ،كما انه سيشجع المستهلك على شراء سيارات كهربائية صديقة للبيئة عوضا عن سيارات البنزين الضارة والملوثة للهواء. وأوضحت أن البحث عن وسائل جديدة للطاقة أصبح أمرا ضروريا والدولة على يقين أن المسألة ليست اختيارية، فالطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والرياح وحركة الأمواج والمد والجزر والمساقط المائية وغيرها أصبحت مطلبا أساسيا فى تلبية احتياجات السويد من هذا القطاع المهم، مضيفة أن هناك دولا كثيرة فى العالم يقوم اقتصادها فى الأصل على انتاج النفط، ولكن من اجل البقاء على كوكب الارض لابد من عمل تغييرات جذرية «فلا يمكن أن تستمر الدول فى الاعتماد على النفط اذا اردنا الحفاظ على حياة الشعوب علينا بالطاقة النظيفة المستدامة فنحن مدينون للأجيال القادمة». وقالت إن السويد قد خصصت نحو 5 مليارات كرون لاستخدامها فى توربينات انتاج الكهرباء من الرياح وألواح الطاقة الشمسية وزيادة أنظمة تخزين الطاقة والبنية التحتية، الى جانب رفع كفاءة المواصلات لتصبح أكثر نظافة ولاسيما القطارات السريعة التى تربط العاصمة بباقى الدول، والتى تنوى السويد الاستعاضة بها عن الطائرات فى الانتقالات الداخلية. كما ستعمل الدولة ايضا على تخصيص مبلغ مليار كرون سنويا لرفع كفاءة المبانى السكنية فى استخدام الطاقة وترشيدها، منوهة بأن السويد قد قامت بعمل بعض الاجراءات ازاء هذه القضية وانها بصدد القيام بالمزيد من الصيانة وتجاه المواصلات والسكك الحديدية . وأوضحت الوزيرة: الطموحات التى تنوى السويد تحقيقها فى التخلص الكامل من الوقود الاحفورى تعد مهمة صعبة للغاية نظرا لان السويد هى أحد البلدان الصناعية وذات كثافة سكانية 10 ملايين نسمة ،ولكن الاستراتيجية التى وضعتها الدولة ستمنكنها من مجابهة كل التحديات والوصول الى الهدف بحلول عام 2030. وردا على سؤال ل «الأهرام» حول سبل التعاون فى الفترة القادمة بين مصر والسويد فى مجال الطاقة النظيفة والمتجددة أفادت الوزيرة بأن الحكومة السويدية على أتم الاستعداد للتعاون مع مصر فى هذا المجال لدعمها فى مرحلة التحول الديمقراطى والاقتصادى والبيئى والاجتماعى الذى تمر به . وقالت: فى حالة اذا طلبت الحكومة المصرية من السويد التعاون فى هذا المجال فسوف نلبى الطلب على الفور ، «كما نما لعلمى أن السفارة المصرية فى السويد قد أجرت اتصالا بقطاع الطاقة بالسويد من اجل الاستفادة بخبرتهم.» وهدفنا هو التعاون مع الدول النامية لتحقيق أهدافنا نحو الطاقة النظيفة للحد من التأثيرات السلبية والانبعاث الحرارى على الصعيد العالمي.ومن أجل الوصول الى هذه النتائج لابد من دراسة انظمة الطاقة فى مصر واحتياجاتها ،فما يمكن أن نطبقه مع مصر قد لا ينجح فى دولة أخرى. وبناء عليه ستعمل السويد على نقل تجربتها لتحقيق الهدف من خلال آلية عمل مشتركة للتخلص من الوقود الأحفورى تماما، واستبداله بالطاقة الموفرة صديقة البيئة فى مصر . «نحن نؤمن بأن نظام الاممالمتحدة فى التعاون الثنائى بين الدول كمصر والسويد مثلا يمكن ان يحدث فارقا كبيرا فى مسألة التغير المناخى وتأثر دول العالم بها». وردا على سؤال حول الطاقة النووية ودورها فى التنمية المستدامة استبعدت الوزيرة الاعتماد عليها وقالت إن موضوع الطاقة النووية تحت المناظرة بين الاحزاب السويدية المختلفة، وان لدى الحكومة خطة منذ1981 لمجابهة الطاقة النووية الا ان الخطة لم تكن ناجحة بالدرجة الكافية،مضيفة أن السويد تعتمد على جزء أقل من الطاقة النووية فى الوقت الحالى عن السنوات السابقة ،كما أن الحزب الحاكم يرى انه على المدى البعيد لا يمكن الاعتماد على الطاقة النووية كأحد الاشكال المستدامة ،مؤكدة أنه من أجل زيادة مصادر الطاقة المتجددة لابد من التقليل من الوقود الأحفورى والطاقة النووية . وقالت نحاول زيادة مصادر الطاقة المتجددة لدينا من الطاقة الشمسية رغم قلة الشمس فى السويد الا ان قطاع الطاقة الشمسية قد زاد فى السويد فى الفترة السابقة، وهو ما جعلنا نعتقد بقدرتنا على العمل فى هذا المجال، هذا الى جانب اعتماد السويد على توليد الكهرباء والطاقة من مياه الانهار ومصادر أخرى بديلة . وأشارت الوزيرة الى النجاح الذى حققته الدولة فى الفترة الماضية فى السويد منذ إعلان الاستراتيجية الجديدة حيث يعتمد نظام تدفئة المنازل فى السويد الجديد على مصادر الطاقة المتجددة الخالية تماما من أى وقود أحفورى، وقد نجح قطاع الأسكان فى السويد فى تحويل نظام التدفئة فى المساكن من الوقود الأحفورى الى الطاقة المتجددة ،وتعد هذه خطوة كبيرة . وفى نهاية اللقاء أكدت الوزيرة أن قضية التخلص من الوقود الاحفورى والبحث عن بدائل جديدة للطاقة بعيدة عن الفحم والبترول وملوثات البيئة تعد مسئولية كل دولة «فلا خيار لنا سوى انقاذ كوكب الأرض .»