انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    ترامب يعلن موعد اللقاء المرتقب مع زهران ممداني في البيت الأبيض    إسلام الكتاتني يكتب: المتحف العظيم.. ونظريات الإخوان المنحرفة    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أسامة العرابي: رواية شغف تبني ذاكرة نسائية وتستحضر إدراك الذات تاريخيًا    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    تضرب الوجه البحري حتى الصعيد، تحذير هام من ظاهرة تعكر 5 ساعات من صفو طقس اليوم    أول تعليق من الأمم المتحدة على زيارة نتنياهو للمنطقة العازلة في جنوب سوريا    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    الجبهة الوطنية: محمد سليم ليس مرشحًا للحزب في دائرة كوم أمبو ولا أمينًا لأسوان    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    حجز الإعلامية ميرفت سلامة بالعناية المركزة بعد تدهور حالتها الصحية    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    بينهم 5 أطفال.. حبس 9 متهمين بالتبول أمام شقة طليقة أحدهم 3 أيام وغرامة 5 آلاف جنيه في الإسكندرية    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    تراجع في أسعار اللحوم بأنواعها في الأسواق المصرية اليوم    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    مهرجان القاهرة السينمائي.. المخرج مهدي هميلي: «اغتراب» حاول التعبير عن أزمة وجودية بين الإنسان والآلة    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 داخل الأسواق المصرية    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    معتذرًا عن خوض الانتخابات.. محمد سليم يلحق ب كمال الدالي ويستقيل من الجبهة الوطنية في أسوان    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    بالأسماء| إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي بأسيوط    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    الذكاء الاصطناعي يمنح أفريقيا فرصة تاريخية لبناء سيادة تكنولوجية واقتصاد قائم على الابتكار    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    علي الغمراوي: نعمل لضمان وصول دواء آمن وفعال للمواطنين    أسعار الأسهم الأكثر ارتفاعًا وانخفاضًا بالبورصة المصرية قبل ختام تعاملات الأسبوع    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشعب حائر بين مرسي وشفيق

مشهد وصول الفريق أحمد شفيق‏,‏ والدكتور محمد مرسي إلي مرحلة الإعادة في الانتخابات الرئاسية‏..‏ أعاد للأذهان صورة معقدة الملامح‏..‏ تضع الناخبين في دوامة حيرة الاختيار‏. . يعتقد البعض في فوز شفيق ووصوله إلي كرسي الرئاسة بعودة النظام السابق للوجود مرة أخري, لتموت الثورة ويتم القضاء علي ما تبقي منها. ويتصور آخرون في دعم مرسي بداية تشييد الدولة الدينية وسيطرة الإخوان علي مقاليد السلطة والدفع صوب صراع يزيد نزيف جراح المجتمع.
استند كل اتجاه إلي حججه وأسانيده في الرفض والقبول, ووقف الدكتور محمد أبوالغار رئيس حزب المصري الديمقراطي ومعه معظم الاحزاب الليبرالية وبعض مرشحي الرئاسة يعبرون عن مخاوف إثر انزلاق الدولة إلي طريق الخطر أمام سيطرة الإسلاميين علي مقاليد السلطة, بينما حاول الدكتور أسامة ياسين الأمين العام المساعد للحرية والعدالة تبديد مخاوف تسكن أحزابا ليبرالية وقوي سياسية بضمانات لم الشمل.. في هذه المواجهة نطرح أبعاد الموقف.
د. أسامة ياسين الأمين المساعد للحرية والعدالة:
لدينا مسئولية نسعي للوفاء بها
في تقديرك للمشهد الانتخابي.. تتصور أن المجتمع علي حافة أزمة سياسية؟
فرض الواقع الانتخابي أمرا لم يكن يخطر علي بال أحد بوصول أحمد شفيق إلي مرحلة الاعادة ليفتح الباب من جديد لاعادة انتاج النظام السابق, وهذا الوضع في تصوري يقود المجتمع إلي أزمة سياسية تنذر بمخاطر يصعب القبول بها, نحن أمام واقع يتعين علي كل القوي السياسية التعامل معه من منطلق إعلاء المصلحة الوطنية ونبذ الخلاف والتحلي بالموضوعية. دون جدال المجتمع يعيش أزمة جراء الوضع الذي فرضه الواقع الانتخابي, ولكن يمكن الخروج منه إذا تضافرت القوي الوطنية كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا بدعم المرشح محمد مرسي.
أجري الحرية والعدالة مشاورات مع القوي السياسية تعتقد أنها ستثمر عن رؤية واضحة لدعم مرشح الإحوان؟
عاني المجتمع بأسره سنوات طويلة من ظلم وقهر واستبداد النظام السابق ومن ذاق قسوة الحياة تحت وطأة مناخ فاسد, لن يقبل بعودته مرة أخري وسيتصدي الجميع له بصورة حضارية ترسخ لبناء دولة ديمقراطية دستورية حديثة.. جميع القوي السياسية تعلم أنه لا مناص من دعم الدكتور مرسي كونه الضمانة الحقيقية لعدم عودة انتاج النظام السابق, يحدوني الأمل في أن يضع الجميع في اعتباره المصلحة الوطنية ونتفق علي ما يضمن استقرار المجتمع وتقدمه.
هناك اجتماعات أخري مناوئة للإخوان.. تري أنها من الممكن أن تترك آثارا سلبية علي مشاوراتكم؟
أعضاء الحرية والعدالة يتحركون للتعامل مع المشهد السياسي من منطلق أرضية وطنية وتحقيق المصلحة العليا للبلاد وامال المواطنين ويضعون في اعتبارهم أفكارا ورؤي التيارات الوطنية الأخري, فمن حق الجميع التعبير عن آرائهم ومناقشة كل التفاصيل المتعلقة المشهد السياسي, نحن نطرح أفكارا للاتفاق حتي نصل إلي نقاط التقاء لتجاوز الأزمة الحالية. الحرية والعدالة يفتح عقله ووجدانه لكل القوي لتشاركه هموم الوطن وسنضع مطالب الجميع في منزلة تثبت حسن النوايا والرغبة في العمل الجماعي المشترك, فالساحة السياسية لن يستطيع فصيل سياسي واحد السيطرة عليهاولن يملي فصيل سياسي وجهة نظره, ولذلك فإن ما يطرحه الآخرون يحظي باهتمام بالغ.
بعض القوي السياسية وضعت شروطا لدعم مرشح الإخوان.. كيف تري فحواها؟
من حق الجميع طرح أفكاره وفق تصوره ومن حق الحرية والعدالة النظر إلي إمكانية قبول تلك المطالب والعمل بها, لابد من النظر إلي قضية الاتفاق علي دعم مرشح رئاسي واحد من منظور مختلف يقوم في الأساس علي تحقيق المصلحة الوطنية واستكمال تحقيق اهداف الثورة, كل ما قيل عن مطالب في هذا الشأن كلام طيب يناقش بجدية ولن يكون محل خلاف ووضعنا فيه النقاط علي الحروف لايقاف دوامة الجدل الدائرة.
الأحزاب الليبرالية تشكك في مصداقية الطرح وتريد الحصول علي ضمانات قاطعة؟
الحديث من منطق أرضية وطنية يكسب جميع الأطراف ثقة ومصداقية ونستطيع الوصول إلي نقاط اتفاق, ليس من المقبول بين الشركاء في الوطن اشاعة مناخ عدم الثقة في العهود, حزب الحرية والعدالة لديه مسئولية وطنية تجاه المجتمع ويتعين عليه الوفاء بها, ونحن عندما طرحنا مبادرات للاتفاق لم نكن نبغي شيئا من خلفه سوي جمع القوي السياسية وتقريب وجهات النظر بين شركاء الوطن الواحد, في تقديري يعد الشعب الضمانة الحقيقية فيما نصل إليه من اتفاق ولن نحنث أبدا بما قطعناه علي انفسنا.
ما تم طرحه من أفكار علي الأحزاب غير الدينية لم يجد صدي أو قبولا؟
كل يوم يمضي دون الوصول إلي اتفاق علي الطريق الذي أبداه الدكتور مرسي يزيد من فرص العودة إلي انتاج النظام السابق, ما طرحناه اتصور بداية جيدة لتقريب وجهات النظر واعادة صياغة ثقافة العمل الوطني المشترك وتبديد أي مخاوف قد تساور البعض, لم يعد لدينا مزيد من الوقت للتفكير فيما طرح علي الأحزاب, وهناك من يبالغ في مطالبه, لابد أن نقف علي يقين بأن الوضع السياسي السائد في ظل وصول شفيق إلي مرحلة الاعادة يحتاج إلي تلاحم القوي الوطنية بكل اطيافها المختلفة لحماية الثورة من الاندثار.
الأحزاب الليبرالية تقف علي عنادها تجاه مبادرة الإخوان لاخفاء فشلها؟
كلنا في مركب واحد ولابد من تجاوز الازمة ولن يتردد الحرية والعدالة في قبول أي أفكار أخري لم تتضمنها المبادرة طالما وجد فيها ما يحقق التقارب وجمع الشمل, علي الجميع أن يعلم أن هناك هدفا أساسيا نسعي إلي تحقيقه جراء ذلك يتمثل في التصدي للمحاولات التي يبذلها رجال النظام السابق لاعاده انتاج انفسهم بصورة مغايره, موقفنا واضح ولا يعكس اتهاما لأحد أو يضعه في موقف ضعف.
الليبراليون يشككون في مصداقية المبادرة ويرونها خاوية من مضمون حقيقي؟
موقفنا واضح وما تم طرحه لتقريب وجهات النظر يمكن قبوله وتطبيقه علي أرض الواقع, لن نقول كلاما ونفعل عكسه والتزامنا بما قطعنا عليه العهد شيء لا جدال فيه لأنه يحقق المصلحة الوطنية ويحمي الثورة من الضياع, لابد أن تظل الثقة قائمة حتي يكون الحكم علي ما طرحناه موضوعيا وحياديا.
الإخوان المسلمين وقعوا تحت تأثير حملة تهدف إلي تشويه صورتهم للاطاحة بمرشحهم في انتخابات الاعادة؟
رموز النظام السابق يستخدمون الآلة الإعلامية لتشويه صورة الإخوان أمام الرأي العام, وهذا يظهر جليا دون أدني مواربة ويكشف عن مخطط ينفذ بدقة الاهالة لتراب علي ما تم انجازه طوال الفترة الماضية ومحاولات اقتلاع جذور النظام السابق يضع فوق عاتق الإعلام مسئولية مهنية في تحري الدقة و عدم الانسياق في ركب هدفه تشويه الواقع وتزييفه لخدمة أغراض اصحاب المصالح التي سرقت مليارات الشعب وتنفق الملايين علي بعض القنوات.
الأحزاب الليبرالية التي عقدت اجتماعات فيما بينها تعتقد أنها تعبر عن رغبتها في الانقضاض علي السلطة؟
من حق الجميع البحث عن موقع له علي الخريطة السياسية دفاعا عن وجوده وأهدافه التي يؤمن بها ويعمل علي تحقيقها ولست من الذين يفترضون سوء النوايا والحكم علي المواقف دون أدلة دامغة, كل حزب لديه منهج يسير في ركابه وليس عيبا قيام الجميع بالسعي صوب بناء المجتمع وتحقيق نهضته ويجب ألا يفسر ذلك بأنه محاولة للانقضاض علي السلطة.
في تقديرك الأحزاب غير الدينية تسعي لحصار مرشح الإخوان تدعيما لفرص شفيق؟
يصعب القبول بسوء النوايا في موقف الأحزاب الليبرالية, فهؤلاء لديهم مسئولية وطنية كما لحزب الحرية والعدالة مسئولية في هذا الشأن, نحن لدينا هدف واحد باختيار مرشح يقوم علي تحقيق أهداف الثورة وحمايتها من المتربصين بها واعتقد أن الدكتور مرسي الاختيار الأفضل والضمانة الحقيقية لاعادة بناء الدولة والعبور بها من تلك المرحلة الصعبة وعلي الجميع الانتباه جيدا من خطر فوز شفيق.
هناك مخاوف كثيرة تسكن القوي السياسية والأحزاب الليبرالية جراء فوز مرشح الإخوان المسلمين؟
هذه المخاوف لا أساس لها في الواقع ولا سند لها من الحقيقة, الإخوان تعاملوا مع المجتمع من منطلق مسئولية محددة وتحملوا في سبيل ذلك السنوات الطويلة ومن ذاق قسوة الظلم لن يرضاه مناخا للحياة, علينا النظر إلي عمق الصورة والسعي باصرار للحفاظ علي مكتسبات الثورة واعتقد أن الأحزاب الليبرالية والقوي السياسية لن ترضي بارتكاب هذا الخطأ الفادح.
د محمد أبو الغار رئيس حزب المصرى الديمقراطي:
لن نثق في وعود الإخوان
المجتمع علي حافة أزمة سياسية طاحنة لا أحد يأمن عقباها؟
شاء القدر أن يدفع بمرشحين للوصول الي مرحلة الإعادة في انتخابات الرئاسة.. في وقت يصعب فيه القبول بهما.. محمد مرسي مرشح الإخوان والناس لم يعد ينطلي عليها ما يردده الاخوان وحصدوا كراهية شديدة في الشارع, حتي شعر المواطن بعدم الأمان معهم, وأحمد شفيق صورة من الماضي المؤلم وانعكاس لعصر مبارك الذي لن يقبل المصريون به حتي لو كلفهم ذلك اراقة دماء جديدة. نحن أمام معضلة قاسية وخيار أحلاهما مر.. شئ غريب أن تفرز الانتخابات مرشحين يبغضهما الناس ويستحيل وجودهما علي سدة الحكم في مصر.
من الممكن أن تتفق القوي السياسية علي رؤية محددة لدعم أحد المرشحين؟
القوي السياسية كل منها يسير في طريق مختلف عن الآخر ولن تلتقي أيهما علي هدف واحد يمكن تحقيقه وقبوله علي أرض الواقع.. فقد خرج من رحم الانتخابات وجهان كل منهما يحمل فوق عاتقه خبرة سيئة وتجارب مريرة. كل المفاوضات التي تجري مع القوي السياسية وبعضها للوصول الي رؤية واضحة صوب دعم مرشح واحد لن تسفر عن شئ ولن تأتي بنتائج طيبة تجعل الجراح الغائرة في جسد المجتمع تتوقف عن النزيف.
اجتماعك الذي عقدته بحضور العديد من القوي السياسية ومرشحي الرئاسة خرجت منه خالي الوفاض؟
دعوت الي هذا الاجتماع لنقف علي حقائق الأمور ونعيد ترتيب الأوضاع السائدة في المشهد السياسي, ونطرح أمام الرأي العام حجم الخطر الذي ينتظر المجتمع اذا ما فاز شفيق أو مرسي.. لم يكن لدينا أجندة محددة نحاول عبرها الوصول الي شئ فيما يتعلق بوضع المرشحين.. فكلاهما لا يقبله الشارع. لم يكن لدينا شروط نعمل علي صياغتها لوضعها أمام المرشحين حتي يختاروا ويدلوا بآرائهم حولها.. فغالبية الأحزاب والقوي السياسية لاتريد وضع يدها في يد هؤلاء.
قيل بأن هناك شروطا صيغت في الاجتماع من أجل وضعها أمام المرشحين لتحديد من سيحظي بالدعم؟
الكلام يأتي علي خلاف الحقيقة لأننا نعلم مسبقا أن مرسي وشفيق.. فوز أحدهما في انتخابات الإعادة سيجر البلاد الي حافة الخطر ويدخلنا في دوامة نفق مظلم لا نعرف الي أين يستقر بالمجتمع المطاف.. المشهد السياسي معقد وخرج بتركيبة تطرح علامات استفهام. القوي السياسية والأحزاب غير الدينية تعلم يقينا أن دعم مرسي أو شفيق.. قضية لن يقبلها المجتمع ولن يؤمن بها ولذلك لم يخطر ببال الحضور صياغة شروط لوضعها أمام أيهما كضمان للدعم.
الاخوان المسلمين يحاولون التوافق مع القوي السياسية للحصول علي دعم مرشحهم وطرحوا أفكارا في هذا الشأن تري فيها نوعا من المنطق؟
يسكن عقيدة الاخوان المسلمين حقيقة راسخة بأن عليهم أن يتكيفوا مع الأوضاع السياسية السائدة ليحصلوا علي ما يريدونه ولم تكن الوسيلة في سبيل ذلك ذات أهمية.. كل ما يشغلهم الوقوف في منطقة تحقق لهم الأهداف التي يسعون الي تحقيقها.. فمنذ قيام الثورة وهم يتحدثون ويقطعون العهود ولاشئ يتحقق علي أرض الواقع وكأن شيئا لم يحدث. التجارب مع الاخوان طوال الفترة السابقة تؤكد أن مسألة الاتفاق معهم علي أسس وقواعد للعمل السياسي ضرب من المستحيل.
ما طرحوه من نقاط اتفاق وجد صدي لدي بعض الأحزاب؟
الأحزاب غير المنتمية لأساس ديني لن تثق بوعودهم فكثيرا ما ضنوا بها وتراجعوا عنها, ولذلك استطيع القول بأن مسألة اقتناع الأحزاب غير الدينية بما يقولون غير واردة ولن تتحقق علي أرض الواقع.. الاخوان يريدون الإمساك بمقاليد الحكم في جميع مواقع الدولة وهذا مقصدهم والغاية التي من أجلها يعملون.
يتعين علي الاخوان أن يكونوا علي يقين بأن الأحزاب غير الدينية لن تقف الي جوارهم ولن تعمل من أجلهم.. فقط الأحزاب الدينية هي التي سارعت لدعم مرسي دون اقتناع.
موقف الأحزاب الليبرالية متخاذل تجاه ما عرضه الاخوان في نقاط للتوافق ويعبر عن ضعف موقفها؟
هناك مسألة أساسية في قضية تفاوض الاخوان مع الأحزاب والقوي السياسية تتجسد في انهيار جسور الثقة بين الطرفين وأي طرح للتوافق لن يحقق ثمارا طيبة, ولو استشعرت الأحزاب الليبرالية ثمة وميض نور في التوافق ما تردد أحد نحو تحقيقه, ويقيني أن الموقف السائد لا يعكس في ثناياه تخاذلا أو نوعا من الضعف وانما يرسخ لسياسات الاخوان غير الصادقة.
الاخوان لديهم رغبة في وضع ضمانات حقيقية لتبديد مخاوف القوي السياسية؟
الاخوان المسلمين يراوغون ويضيعون وقتهم في أشياء لم تعد تجد نفعا لتقريب وجهات النظر.. لقد زرعوا أشياء كثيرة ولم نحصد منها سوي الكلام ونقض للعهود.. لن تكون هناك ضمانات ولن يقدموها علي نحو جاد يخدم تحديات المرحلة الراهنة.. الاخوان يحاولون استخدام الوضع القائم لضمان الفوز لمرشحهم في انتخابات الرئاسة.. المخاوف ستظل قائمة ولن تتبدد.
وفق تقديرك ألا تري أن الأحزاب والقوي السياسية ظلمت الاخوان المسلمين في مواقف كثيرة؟
ليس من مصلحة الأحزاب والقوي السياسية التفرقة وايجاد قنوات للصراع في ذلك التوقيت القاتل, الذي مازال فيه النظام السابق يحاول العودة للوجود.. لكن الاخوان المسلمين يريدون الامساك بمقاليد الأمور في العملية السياسية وحدهم وجر البلاد الي منعطف خطير لن يحقق الاستقرار.. اتصور أن موقف الاخوان لو كان علي صدق وبينة ما كانت الأوضاع سادت علي هذا النحو.
الاحزاب الليبرالية التي شاركت في الاجتماع الذي دعوت إليه تكشف عن أطماعها في السلطة؟
الأحزاب الليبرالية اتفقت علي عقد هذا اللقاء ليس من أجل البحث عن مكان لها في الخريطة السياسية وتقاسم السلطة وانما جاءت لتلقي حجرا في المياه الراكدة ويدفع الرأي العام صوب المشاركة والاطلاع علي المصير الذي ينتظره المجتمع من حق تلك الأحزاب التعبير عن غضبها اذا استشعرت الخطر, لو كانت تلك الاحزاب باحثة عن السلطة لسلكت ذات الطريق الذي يمضي عليه الاخوان.
الاحزاب غير الدينية عقدت العزم بدعم أحمد شفيق كنوع من التحدي لمرشح الاخوان؟
لم يستقر رأي الحضور في اجتماع الأحزاب علي شئ يحمل في ثناياه دعما من أي نوع لشفيق أو لمرسي, لأننا نؤمن بأن وصول أيهما الي كرسي الرئاسة يدفع بالمجتمع الي دوامة صراع لن يتوقف وإن كان الوضع في حالة وصول شفيق سيكون أقل خطرا.. لابد أن يكون الجميع علي يقين بأن الأحزاب غير الدينية لن تدعم أيهما علي الاطلاق.
التشاؤم يسكن الأحزاب والقوي السياسية جراء فوز مرشح الاخوان في انتخابات الرئاسة؟
المتوغل في عمق المشهد السياسي الذي يحاول الاخوان تحقيقه علي أرض الواقع, يستطيع الوقوف علي جسر الحقيقة ويصبح علي يقين بأن الاخوان اذا ما سيطروا علي مقاليد السلطة دون مشاركة للقوي والأحزاب السياسية فلن يستطيع أحد طردهم أو التأثير علي اتجاهاتهم في معالجة القضايا المجتمعية وسيتحول المجتمع الي حلبة صراع عنيف ليس لأي قوة ايقافه وتقويم اعوجاجه.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.