سلاح كل حنجورى وافاق ومدعى الآن ؛ ان يشهر اسلحة الكلام الكبير في وجهك ويجرب فيك عضلات لسانه وبسهولة شديدة يتطاول على اى انسان يدافع عن الدولة أو النظام أو القانون أو يقول كلمة حق وعقل في قضية شائكة ؛ ثم يقول له كأنما يعايره ( يا أمنجى يا بتاع الدولة ) !!!. وكأن الانحياز للدولة المصرية أو حتى التعاون مع اجهزتها ومؤسساتها الرسمية جريمة ؛ تجلب العار والشنار ؛ أو فضيحة؛ تجعل صاحبها منكس الرأس والاولى به ان يخجل من نفسه و يمشى يقول ( يا حيطة دارينى ) لقد انكشف امرى .. و عرفوا انى اتعاون مع الدولة المصرية وقت السلم والحرب ؛ ماذا أفعل الآن ؟ وأين اذهب هذا المساء ؟؟ . انه لامر هزلى فعلا ان يتحول المصرى الوطنى الذى لديه استعداد للدفاع عن دولته وخدمتها وتعزيز مصالحها وامنها واستقرارها ؛ الى شخص متهم ؛ في شرفه ونزاهته؛ بينما المتعاونون مع دول اخرى (معارضون مناضلون) ومن يقدمون المعلومات لاجهزة الامن الاجنبية ويخدمون اجهزة المخابرات في دول اخرى (مثقفون مستقلون) ومن ينفذون باخلاص وتفانى اهداف وخطط دول اخرى (ناشطون وفنانون وعباقرة يغردون خارج السرب) يا اخى غردوا عليك ساعة و سكتوا يا بعيد انت وهو .... ! كل دول العالم تلعب الان لعبة الاعلام لتحقق مصالحها في المنطقة وفي مصر .. إلا مصر !. قطر وايران والسعودية والامارات والكويت كلها دول لها صحف وقنوات ومواقع واعلام تسعى به لتحقيق مصالحها .. و طبعا ينطبق الشىء نفسه على cnn امريكا و BBC انجلترا وحتى فرنسا والمانيا وروسيا وعدد من دول الاتحاد الاروبى صارت لهم قنوات ناطقة باللغة العربية ومهتمة للغاية بالشأن المصرى وتخدم مصالح واضحة جدا للدولة صاحبة القناة . كل هذا ومازال في مصر لهجة غريبة ومعتوهة تعادى (إعلام الدولة) سواء الصحف القومية أو الاذاعة والتليفزيون المصرى ، وتعايره بأنه اعلام الدولة !!. وكى تكون لهذه اللوثة العقلية شكل وبناء وحبكة درامية مقنعة ؛ يتهم اولئك الرهط من الجهلة المغرضين إعلام الدولة والعاملين فيه بأنهم يخدمون النظام ؛ و لا يخدمون الشعب ؛ و يحمون النظام ويتحدثون بكلام النظام وليس بكلام المهنية والحياد والموضوعية ؛ والحقيقة انهم هم الابعد ما يكون عن الحياد او الموضوعية والشرف؛ وينكشف ذلك بوجهه القبيح و بالكامل في الاوقات العصيبة بالذات ؛ واذا ازفت الازفة ؛ ولنا في ذلك اسوة لا تنسى فى قناة الجزيرة و البى بى سى و ال cnn وقت الثورات و الحوادث و المصايب . الاعلام في العالم كله وفي مصر ايضا ؛ صناعة ثقيلة؛ تتكلف مبالغ طائلة ؛ ولا يمكن ان تعتمد على الجهد البشرى وحده ( على ما تفرج ) .. ولا احد سواء رجل اعمال أو جهة أو دولة يمكن ان ينفق على الاعلام بلا هدف ولا مصلحة . والمصلحة ليست بالضرورة كلمة سيئة السمعة .. فتحقيق مصالح الدولة غرض شريف ومنطقى ومن بيده المادة بيده القرار . من حق من ينفق على الاعلام ان تكون له خطة وتوجه واهداف ورسائل محددة يريد توصيلها وبثها للتأثير على الراى العام أو حتى للتأثير على القرار السياسى. المحنة الحقيقية لاعلام الدولة في مصر ان الدولة اهملته و لا تزال تعطيه ظهرها و لا تحسن تقدير دوره وخطورة تأثيره ؛ ان هى احسنت توظيفه ؛ و تطويره ؛ وبالتراكم ترهل اعلام الدولة وصار مثل الزوجة البدينة المملة تعيسة الحظ و الرجا ؛ التى لا نصيب لها من الجاذبية أو الاقناع . بينما الاعلام المنافس في الدول الاخرى او المعبر عن مصالح دول اخرى ؛ يخاطب في مصر نفس الجمهور بلغته ؛ وبأساليب فتيات الليل المدربات جيدا جدا ؛ يدس السم في العسل : ويزرع قنابل موقوتة للتدمير ؛ خلف شعارات كبيرة واعدة مطلية بالزبد و لها مذاق الكراميل والنعناع المنعش ! منذ طفولتى المبكرة شاهدت وكل جيلى افلام اكتوبر واشهرها «الصعود الى الهاوية» و«اعدام ميت» و «مهمة في تل ابيب »؛ كانت مصر كلها وقتها تتابع بشغف كبير مسلسلتى جمعة الشوان ورأفت الهجان ؛ فتعلمنا وتربينا على ان من يتعاون مع المخابرات العامة المصرية هو بطل عظيم يستحق الحب و الاحترام و التكريم ؛ و رغم ان جهاز امن الدولة فشل دراميا و سينمائيا في ان يقدم نفسه للجمهور بنفس الصورة ؛ رغم انه وجه اخر للدولة التى تحقق وتحافظ على امنها الداخلى بجمع و توظيف المعلومات ؛ من مختلف الجهات ؛ فإن الارهاب و الوضع الامنى الخطر الذى عاشته مصر لسنوات عصيبة عقب اقتحام مقار امن الدولة و تفكيك و إضعاف الجهاز عمدا من بعدها .. جعلنا نرى ونتابع دراما حياة واقعية و درسا خصوصيا في خطورة ان تفقد الدولة الذاكرة و تصبح كيانا متخبطا بلا معلومات ؛ يكافح العمليات الارهابية بخطة ( ربنا يسترها ) !!. اجهزة الدولة الوطنية ؛ بما فيها اعلام الدولة أو الاجهزة الامنية ؛ ليست كيانات سرية تعمل تحت الارض ؛ وعلى العاملين فيها او المتعاونين معها ان يتحسسوا رءوسهم؛ أو يبلعون لسانهم ؛ ويشعرون بالخزى من خدمة الدولة المصرية !. انها فكرة روج لها اعداء الدولة بامتياز واتجاه خبيث جدا ومقصود لقلب الاية ؛ حتى يتراجع ويصمت كل صوت مع الدولة او حتى مؤيد لنظامها او مقتنع به ؛او حريص على امنها و تماسكها وقت الخطر ؛ وتصبح الساحة خالية الا من صوت واحد ؛ ونعيق واحد .. و ان انكر الاصوات؛ صوت مدعى الاصلاح والتجديد والكرامة والحرية ؛ وهم المفسدون ولا يشعرون ؛ واغلبهم من العوالة التى لا تحسن صنعا ، ولا لديها انجاز ولا إماكانات وافضل للوطن او للانسانية لو كانوا ( نقطونا بالسكات ) ! . في الايام التى ترتدى فيها الخيانة ثوب البجاحة ؛ ويختال الفاسدون علينا بألقاب وجيهة ؛ ويتقاضى الجواسيس اتعابهم على عينك يا تاجر .. في هذه الايام السود ؛ لن نترك لكم الساحة ؛ ولن تكسبوا حربا ولا معركة ؛ سنقف انا ومن مثلى وهم مصريون كثيرون ؛ بثبات لا يهزه ابتزاز ولا تخويف ؛ وسنصبح جميعا ..وتطوعا .. درعا يحمى ارضنا وبلدنا من السفلة والمهرجين والمخربين ؛ . نحب ان نعرفكم بأنفسنا : نحن (أمنجية من أجل مصر). فما رأيكم ؟؟؟؟ .