تستفحل أزمة تسريب امتحانات الثانوية العامة يوما بعد يوم، ولم تستطع وزارة التربية والتعليم التصدى للغشاشين، ولم تتوصل إلى من قاموا بتسريب الامتحانات، فامتحان اللغة العربية تم تسريبه قبل موعد عقده ب 12 ساعة، ووصل إلى الكثيرين من الطلبة، ومعنى ذلك أن أبسط حق للطلبة من منطلق مبدأ تكافؤ الفرص، لن يتحقق، وسوف يحصل ضعاف المستوى على الدرجات النهائية نتيجة الغش، فى حين لن يتمكن الممتازون من الحصول عليها، والحل هو إلغاء الامتحانات الحالية، وتأجيل عقدها إلى ما بعد عيد الفطر المبارك، واتخاذ الإجراءات اللازمة للوصول إلى كيفية تسريب الامتحانات بإجاباتها النموذجية، وأرقامها السرية من داخل المطبعة. إن هذه المسألة يجب ألا تمر مر الكرام، فلقد أراد الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم، التغطية عليها بإلغاء امتحان مادة التربية الدينية رغم أنها لا تضاف إلى المجموع الكلى، ولا تؤثر من قريب أو بعيد فى درجات الطالب وتنسيق الكليات، وإنى أسأله: أيهما يؤثر فى درجات الطالب امتحان اللغة العربية، وهى مادة أساسية، أم امتحان التربية الدينية، وهى مادة لاتضاف إلى المجموع ؟. ولم يقتصر الأمر على ذلك، وإنما تم أيضا تسريب أسئلة اللغة الإنجليزية بإجاباتها النموذجية، وكفى أولياء الأمور والطلبة معاناة طول العام، فمن غير المعقول أن نعرف الداء ولا نجد له الدواء، وهو التخلص من العناصر الفاسدة داخل الوزارة، وصار لزاما الإسراع فى تشكيل لجنة لتقصى الحقائق لكشف ملابسات ما يحيط بالعملية التعليمية منذ أربع سنوات، والتى استفحلت هذا العام بشكل خطير، وليس مقبولا استمرار الامتحانات بهذا الوضع، ولا بديل عن منظومة تعليمية جديدة، فالثوب المهلهل لا يجدى معه الترقيع!. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد البرى