تعددت الحركات الانفصالية والطوائف والأقليات والجماعات الإنسانية المعادية لبعض أنظمة الحكم فى المنطقة العربية وفى العديد من دول العالم الأخرى - كما زادت أعداد قوى الشر التى تقاوم أى تقدم أو تنمية فى المنطقة وعلى الجانب الآخر، انتشرت مظاهر العنف والتعذيب والقتل والتدمير والحصار والإبادة الجماعية من جانب بعض أنظمة الحكم أو دول الاحتلال تجاه الجماعات والأقليات، بهدف الاستمرار فى الحكم أو فى الأرض المحتلة. وفى كتاب “مسئولية الرؤساء والقادة عن جرائم الإبادة الجماعية “ دراسة تحليلية وتطبيقية عن جرائم الإبادة فى غزةوسورياوالعراق والسودان، تشمل رصد وتحليل لمظاهر وأساليب وأسباب الإبادة فى المنطقة العربية وفى العالم والكتاب من تأليف الدكتور أشرف عبد العزيز الزيات أستاذ القانون وعضو الجمعية المصرية للقانون، والجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع بالقاهرة وله العديد من المؤلفات فى القانون الجنائي والدولى.يلقى الكاتب نظره تاريخية عميقة ويقدم للقارئ شهادة على العصر وجرائم الإبادة الجماعية فى المنطقة العربية، حيث عانى الأكراد فى العراق من محاولات لطمس هويتهم وتم قتل ما يقرب من مائة ألف من الأكراد فى مدينة حلبجه بالأسلحة الكيماوية وجرت عمليات إبادة للأقليات العرقية فى الدجيل و الأنفال وتدمير نحو خمسة آلاف قرية كردية، ناهيك عن قيام صدام حسين بإثارة الحروب على الدول المجاورة للعراق وفى السودان نجد أساليب الإبادة ضد أهل دارفو وتعبئة جهاز الدولة لإبادة سكان المخيمات المشردين من خلال التجويع والتدمير والخوف. وكذلك انتهاكات حقوق الإنسان فى سوريا، استخدام الأسلحة الكيماوية فى الغوطة الشرقية وحصار وتجويع المدن التى تخضع لسيطرة المعارضة، مما أدى الى وفاة أكثر من سبعة آلاف طفل وهو ما يظهر الحس والنية المتعمدة لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، كما يعرض الكتاب صورا للتعذيب والعزل والقتل والتدمير والحصار التى يمارسها الاحتلال الإسرائيلى فى غزة، بهدف إبادة الشعب الفلسطينى بدعوى الحفاظ على أمن إسرائيل. ولأهمية تحديد المسئول عن ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية - و التى ترتكب بشكل واسع ممنهج للقضاء على جماعات، على أساس انتماء دينى أو عرقى أو إثنى، فإن رؤساء الدول والقادة المدنيين والعسكريين - وفقا لهذا الكتاب - تقع عليهم مسئولية ارتكاب تلك الجرائم سواء بصفتهم الشخصية أو المسئولية المفترضة للقادة و الرؤساء ضد الجماعات الانسانية المختلفة . وتتعدد فصول الكتاب لتسجل الأحكام الموضوعية و التأصيلية و القانونية لأركان جريمة الإبادة، كما يسجل المواقف الدولية من جرائم الإبادة فى المنطقة العربية ويرصد رصدا جغرافيا ورقميا للتجمعات والجماعات المعادية لأنظمة الحكم فى العالم والمنطقة العربية ومدى تعرضها للفناء و الإبادة خلال القرنيين الماضى والحالى. يعد هذا الكتاب مرجعا فى القانون المحلى والدولى وهو إضافة للمكتبة العربية، حيث يقدم تعريفات محلية و قانونية ودولية للإبادة الجماعية ورصدا لمظاهرها فى القرن العشرين، فقد كان أول مظاهر الإبادة، جماعات الأرمن والتى قاربت المليون ونصف ثم إبادة الألمان لنحو ستة ملايين من اليهود الأوربيين وغيرها فى بوروندى بما يتجاوز 150 ألف وما يقرب من مليون ونصف مليون كمبودى وأكثر من مائتى ألف مسلم فى كوسوفا وأكثر من 100 ألف من قبائل التوتسى فى روندا، كما يقدم الدكتور الزيات رؤية موضوعية ودراسة تحليلية مقارنة وموثقة لأسباب إخفاق العالم فى مكافحة جرائم الإبادة الجماعية، رغم نجاح الأممالمتحدة فى صياغة وتوقيع اتفاقية دولية فى عام 1948 تعنى بحماية بعض الجماعات من الأقليات العرقية او الاثنية أو الدينية أو نحو ذلك ويؤكد الكاتب أن ما عرقل تطبيق وتفعيل الاتفاقية هو عزوف بعض الدول عنها وعدم وجود محاكم دولية معنية بتطبيقها فى بداية الأمر وتجاهل بعض قادة الدول المتعمدة لجرائم الإبادة لحماية مصالحهم فى هذه الدولة أو تلك وعجز بعض المحاكم الدولية عن توقيع العقوبات على بعض القادة أو الرؤساء ولعل أهم ما يميز هذا الكتاب ما قام به الدكتور أشرف الزيات من فضح الازدواجية الأمريكية و الأوربية البريطانية والكيل بمكيالين كما فى فلسطينالمحتلةوالعراق حين تسببت الولاياتالمتحدة فى موت ما يقرب من مليونين من العراقيين وآلاف الأطفال بهدف إهلاك الشعب العراقى، حين طبقت برنامج النفط مقابل الغذاء، فكم من صور وأساليب الإبادة الجماعية ترتكب فى العالم ويفلت الجناة دون عقاب أو حساب؟!. الكتاب: مسئولية الرؤساء والقادة عن جرائم الإبادة الجماعية المؤلف: د. أشرف الزيات الناشر : دار النهضة العربية 2016