كل يوم تطالعنا وسائل الاعلام بصور مختلفة لعقوق الوالدين تصل فى بعض الاحيان الى قتل الأب او الام او كليهما، وقد أقر الإسلام جملة من الحقوق للآباء على الأبناء، وخاصة في حال كبرهما وضعفهما؛ حيث خصهما الله بالإحسان والعطف عليهما والبر بهما؛ تماما كما كانا يفعلان بأبنائهما في صغرهم، ويقول الدكتور عطية مصطفى، استاذ الدعوة والثقافة الاسلامية بجامعة الأزهر، إن من أهم هذه الحقوق؛ حق البر والطاعة والإحسان، وليس هناك أعظم إحسانا، وأكبر تفضلا بعد الله من الوالدين؛ ولذلك قرن سبحانه الإحسان إليهما وحسن الرعاية بهما بعبادته والإخلاص له، فقال سبحانه»وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا»، فجاء الأمر بالإحسان إليهما والنهي عن عقوقهما ولو بجرح مشاعرهما بكلمة «أُفٍّ» كعلامة على الضجر منهما، كما أن الله سبحانه لم يمدح الذل ولم يقبل من عباده أن يقع منهم على بعض إلاَ في مقام الوالدين؛ فقال تعالى:»وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَة..». وأشار الى أن أعظم البر يكون في حال بلوغ الوالدين الكبر أحدهما أو كلاهما، وهو حال الضعف البدني والعقلي، الذي ربما يؤدي إلى العجز؛ فأمر الله سبحانه بأن نقول لهما قولا كريما، ونخاطبهما مخاطبة لينة؛ رحمة بهما، وإحسانا إليهما، مع الدعاء لهما بالرحمة كما رحمانا في الصغر وقت الضعف، ثم الإكثار من إسماعهما عبارات الشكر، الذي قرنه الله بشكره سبحانه: حيث قال»وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ».