كيف سيكون شكل الرقابة علي الأفلام في المستقبل.. سؤال طرحته صفحة السينما علي مجموعة من صناع الفيلم الوثائقي في العالم العربي خاصة في ظل تزايد إنتاجيته استجابة لسوق الفضائيات. في البداية تري المخرجة العراقية- السويسرية عايدة شلايفر, أن حياتها في الغرب ألهمتها الحرية لتتناول موضوعات سياسية عدة ناقشت قضايا المهاجرين واللاجئين, وهو ما افتقدته في القاهرة التي عاشت بها لسنوات عانت فيها وغيرها من القمع السياسي كأجنبية مسلط علي عنقها سيف الترحيل, خاصة في أثناء إخراج فيلم عن الثورة المصرية. من جهة أخري, يري المخرج الوثائقي حافظ علي, مدير البرامج الفنية بمؤسسة قطر, أن الغرب لا يتمتع بمجتمعات خالية تماما من الرقابة, ويضرب المثل بالولايات المتحدة التي درس بها الإخراج, وهي مجتمع محافظ إلي حد ما يرفض تناول بعض المحرمات, وإن كان ذلك بصورة أقل حدة من الدول العربية وحتي تصل مجتمعاتنا العربية إلي تلك المرحلة, يمكن لصناع الفيلم الوثائقي لمحدودية تكلفته استخدام الفضاء الافتراضي كبديل محوري للعرض الجماهيري, علي أن يعمل صانع الفيلم علي توفير عنصر المسئولية المشتركة مع المشاهد الحر بوضع تحذيرات تشير إلي احتواء الفيلم علي مشاهد صادمة أو عبارات خارجة. ويري المخرج التونسي الأسعد الغايب,أن الرقابة في العالم العربي لا تنفصل عن نجاح ثوراته, ولعل فيلمه تجسيد الأنبياء في الدراما المقرر عرضه في مهرجان كان هذا العام محاولة للحوار مع التيارات المتشددة, ويقول: لا أخشي كثيرا التيارات المحافظة التي سعت بمجرد ظهورها إلي حجب مواقع الإنترنت أو الاعتراض علي أشكال بعينها من الفنون, وأري أن الحوار معها سيصل إلي حلول صالحة لزماننا ومكاننا يقترحها متخصصونبحوارهم مع رجال الدين الذين يجب عليهم عدم الانفراد بالقرارات, خاصة مع إمكان استخدام طاقات الفن والإعلام لخدمة الدين, ولعل لنا في الأعمال الدينية الإيرانية( كالنبي يوسف والعذراء مريم) قدوة حسنة بنجاحها الجماهيري الواسع. ويتوقع المنتج الفلسطيني نزار يونس انحسار مفهوم الرقابة بوجود تقنيات سهلت فرصة الانتشار, مؤكدا أن مستخدمي الانترنت في العالم العربي يتزايدون وأن نسبة المتابعين فيفلسطين مثلا تتجاوز80% من السكان, وهو ما شجعني كمنتج علي التمرد علي الرقابة, وإنتاج حكي كبار يتحدث فيه أطفال عن الدين والجنس والسياسة, وهو ما رفضت جميع القنوات العربية عرضه بعد أن انفقت50 ألف دولار لإنتاج30 حلقة, قمت برفعها علي قناة إحنا علي الإنترنت. و يتفق صناع الفيلم الوثائقي علي أن الرقابة وإن كانت موجودة بشكل غير مباشر إلا أنها لن تختفي بين يوم وليلة, ولكنهم يمارسون حريتهم قدر استطاعتهم لمناقشة كل ما يرغبون في طرحه من أجل مجتمع ينعكس ثراؤه في تنوعه وتقبله لكل الأفكار.