لماذا شفيق؟ هكذا اختزلوا نتائج الجولة الأولي من انتخابات الرئاسة في مجرد سؤال ظلوا يعقدون عليه الندوات ويدعون علي شرفه الضيوف. ويطلون علينا من خلال شاشات التليفزيون بوجوه عابسة ونبرات حزينة وعبارات غاضبة تتحدث عن ضياع الثورة, ونسوا جميعا أن تلك هي الديمقراطية وأن الاختيار عبر صناديق الاقتراع هي وسيلتها المضمونة لكي يعبر الشعب بطريقة سرية عن حقيقة ما يريد حتي ولو كان عكس الاتجاه السائد الذي تحاول وسائل الإعلام ان تقدمه والذي يضطر البعض أن يسايره, أما لأنه مغلوب علي أمره لا يريد أن يبدو مختلفا عن الآخرين أو خشية اتهامه بالعمالة والانتماء للنظام القديم. الترويج لمرشحين بعينهم علي اعتبار انهم الأوفر حظا والتعامل مع أحدهم علي أنه لايحظي بتأييد شعبي وأن فرصته في الوصول للجولة الثانية تكاد تكون معدومة, كانت محاولة فاشلة من بعض وسائل الإعلام التي سعت لاصطناع رأي عام يوافق العالم الافتراضي, متجاهلة الكثير من معطيات الواقع المصري في اللحظة الراهنة, فليس صحيحا أن جميع من أدلوا بأصواتهم لصالح الفريق شفيق هم أعضاء أو مؤيدون سابقون للحزب الوطني, إنما هم في حقيقة الأمر أناس عاديون يؤمنون بأهمية التغيير وإن كان ما عاشوه علي مدي الأشهر الماضية من فوضي وانهيار أمني واقتصادي وسيطرة الأحزاب الدينية علي معظم مؤسسات الدولة جعلهم يضعون ثقتهم فيمن قدم نفسه كرجل الدولة القوي القادر علي إعادة هيبتها بالقانون, فلو كان الفريق شفيق راهن مثل غيره علي سذاجة المصريين مدعيا النضال من داخل النظام لما كان فاز بثقة الذين أعطوه أصواتهم. وسواء أعجبتنا النتائج أو أحبطتنا, فتلك هي لعبة الديمقراطية وما أفرزته حتي الآن قد يكون خطوة لإقامة حياة حزبية سليمة تعتمد علي قاعدة شعبية حقيقية بعيدا عن الأحزاب المختلفة من رحم النظام أو تلك التي تستمد وجودها من الماضي, فالمرشحون للرئاسة يمتلكون اليوم خريطة مفصلة بعدد مؤيديهم ومناطق تمركزهم, فلم لا يستغلون الفرصة لتكوين أحزاب ببرامج نالوا علي أساسها أصوات الناخبين؟ المزيد من أعمدة عزة سامى