توقفت الكثير من دول العالم أمام الانتخابات الرئاسية مشيدة بها وبنزاهتها, وأنها الطريق السليم الذي اتخذته مصر بعد ثورتها لإرساء أسس الديمقراطية السليمة, ولكننا كشعب مصري ابينا أن يشاهدنا العالم بهذه الصورة الجميلة. فخرجنا لنؤكد أن الانتخابات تم تزويرها والتلاعب فيها لمصلحة شخصيات بعينها, لنفسد علي أنفسنا هذا العرس الجميل الذي لم نشهده من قبل. الغريب في الامر أن ينتشر علي مواقع التواصل الاجتماعي شائعةتجد من بعدها يرددها الملايين دون اي تفكير للحظة في مضمونها, واكثر ما يدهش قصة تزوير 900 ألف بطاقة للمجندين بالامن المركزي للادلاء بأصواتهم, مع العلم انه لا يوجد هذا العدد في الامن المركزي الذي لا يتعدي200 الف فقط, كما أن بطاقاتهم لا تحتاج للتزوير لسبب بسيط أن الذي يؤدي الخدمة العسكرية لا يكتب في خانة المهنة مجند بل يكتب فيها عمله قبل تجنيده, اذن فما هو الداعي للتزوير اصلا, وهو الامر الذي يؤكد كذب الادعاء. والشائعة الثانية التي استوقفتني, أن احد المواطنين وجد آلافا من أوراق الاقتراع لمصلحة مرشح معين ملقاة في الزراعات مما أثر علي نجاحه, واذا تعاملنا مع الموقف بقليل من الفكرسنجد انه,كيف خرجت هذه الاوراق من الصناديق وهل قام أحد بفرز الصناديق حتي يخرج تلك الاوراق, وكل ذلك يتم تحت مرأي ومسمع القضاة ورجال الامن والاخطر من ذلك أمام مندوبي ذلك المرشح فهل تم تخدير كل هؤلاء أم أن جميعهم متورطون في هذه الجريمة بما فيهم مندوبو المرشح. إن الانتخابات الرئاسيه جاءت نزيهه وشفافة بدليل انها نقلت علي الهواء وسمح للمنظمات الدوليه والمصريه بالمراقبة والمتابعة وايضا وسائل الاعلام المختلفة, وكذا عمليات الفرز فلا يمكن أن نشكك فيها والا لن ينصلح حال هذا البلد ويجب أن يتقبل الجميع حكم الصندوق, وهذه قمة الديمقراطية. يجب أن نحترم صناديق الانتخابات, ولا ننجرف خلف الشائعات ولا نلوث ثورتنا, وعلي كل المثقفين والنخبة التي تظهر يوميا علي شاشات التليفزيون الابتعاد عن المزايدات وإثارة الفتنة فنحن نمر بمرحلة فارقة في تاريخ مصر, ويجب أن نمضيها بسلام. المزيد من أعمدة جميل عفيفى