هل يمكن أن تستفيد مصر من تجربة الهند فى انتاج الأدوية الرخيصة لحماية المرضى الفقراء وغيرالقادرين وتخفيف العبء عن موازنة الدولة واعتمادات الدواء بوزارة الصحة والتأمين الصحى .؟الهند تمضى فى طريقها بانتاج نسخ من براءات الاختراع للأدوية ودون الالتزام بحقوق الملكيةالفكرية لأنها تعمل فى قضية حياة أو موت. ومن حق مصر أن تتقدم لمنظمة التجارة العالمية بطلب استثناءات لمواجهة الظروف التى تعانى منها فى المجال الصحى دون أن تقع فى مصيدة العقوبات الاقتصادية. نحتاج إلى مشروع اقتصادى متكامل يحدث تغييرا حقيقيا على أرض الواقع المصرى أ عتقد أن هذا المشروع يبدأ بتجفيف منابع الفساد،وتكون أول مرحلة لها تنقية الأجهزة الرقابية بمختلف أنواعها حتى تواجه بقوة عمليات الفساد المالى والإدارى الممنهج الذى تقوده شبكات فى مصر، وتقديم المشروع الاقتصادى الشامل فى مختلف القطاعات،ويمكن الاستفادة من مشاريع دولية قائمة مثل سنغافورة وماليزيا وتركيا والصين والبرازيل وغيرها من الدول التى نجحت فى إحداث نهضة حقيقية فى بلدانها ورفعت من مستوى دخل الفرد. المهم أن نسهل للناس فرص العمل، وزيادة الإنتاج وبناء المساكن ،وكله بالقانون حتى لايلجأ البعض إلى التحايل على القوانين والقفز عليها، وأن نرفض بعدها أى عمليات للتصالح فى أى مخالفات ،لأن المخالفين يعتدون وهم يعلمون أن الدولة سرعان ماتتسامح وتعفو عنهم وتقبل فكرة التصالح مقابل حفنة من المال .سهلوا للناس، ثم تمسكوا بتنفيذ القوانين وأحكام المحاكم مهما كانت الأسباب. مواثيق الإعلام تقول: إن الإعلام يجب أن يكون عاملا من عوامل إثارة المتعة فى النفوس، وبث الأمل فى القلوب ،وشحذ همم المواطنين ليكونوا يدا واحدة تبنى وتشيد .لابد أن تكون البرامج هادفة تبث الكلمة الجميلة،واللحن العذب،والمعلومة المفيدة . إعلام يثقف ويعرض المشاكل بأسلوب لااستفزاز فيه ويسهم فى حلها .إعلام يبحث عن النماذج الواعدة المبشرة بالخير. إعلام يحفزالمواطن على الابداع والايجابيةفى عمله مرضاة الوطن ورغبة فى علو شأنه. اصبح لدينا 90مليون خبير قانونى وهم أنفسهم خبراء فى السياسة ومحللون وناشطون حقوقيون ونقاد رياضيون ويفتون فى الدين والطب والهندسة والقضاء والإعلام .كلنا بلا استثناء نتحدث فى أى شىء ونتصدى لكل القضايا. تحولنا إلى علماء وجهابذة .أصبحنا فلاسفة نعرف دقائق وتفاصيل كل الأمور، وبالطبع كل ذلك يسيربجهل عن الأوضاع والقضايا،حتى المتخصصين فى ذلك كله اختلفوا،ولم يعد اختلافهم رحمة بل عذاب وشقاق وتناحر. تشتت الأذهان، واختلطت المفاهيم ولانستطيع أن نفرق بين الحابل والنابل .كلنا مسئولون عما يحدث لاأستثنى أحدا لامسئولا ولامواطنا ،مع غياب الوعى وأيضا الضمير والجميع يقولون نفسى نفسى ومن بعدى الطوفان ! لو سألونى :ماذا تعلمت من العمر الذى مضى؟ سأجيب: تعلمت ان الدنيا سلف ودين، وأن المظلوم لابد له من انتصار ولو بعد حين، وأن الحياة يمكن أن تنتهى بأى لحظة ونحن فى غفلة، وأن الكلمة الحلوة والوجه البشوش والكرم رأس مال الأخلاق، وأن أغنى انسان فى العالم هوالذى يملك الصحة والأمان،وان من يزرع الثوم لايجنى الريحان،وان العمر ينتهى والمشاغل لاتنتهى، وان من يريد من الناس أن يسمعوا منه عليه أن يسمع منهم،وان السفر مع الناس هو أدق مجهر يكشف لك معادن الناس،وان الذى يتفلسف كثيرا(يقول أنا وأنا) فارغ من الداخل، وأن الذى معدنه ذهب يبقى ذهبا،والذى معدنه حديد يتغير ويصدأ، وتعلمت أن كل الذين دفنوا فى المقابر كانوا مشغولين وعندهم مواعيد وفى نياتهم أمور كثيرة لم يحققوها! ستواجه صنفا من الناس لايفكر إلا فى نفسه، وستواجه صنفا يخذلك فى نهاية الطريق،وصنفا ينكر معروفا لك. ستصفعك الحياة بمن وثقت بهم فتعلم كيف تنهض بنفسك،وتعلم كيف تنسى، وتعلم كيف تعفو. لمزيد من مقالات عبد المعطى أحمد