انتشارها في الفترة الأخيرة بشكل لافت للنظر, كان من الضروري رفع الستار عن الجوانب الخفية التي تتواري خلفها ظاهرة صارت تهدد المشاهد في صحته وماله في صورة العرض المكثف لإعلانات ما يسمي بالتسوق عن( بعد) علي القنوات الفضائية والدعاية لمنتجات( مغشوشة) لجذب الإنتباه إليها والترويج لمميزاتها الوهمية بقصد إقناع المشاهد بشرائها ودفعه للسقوط في( فخ) إغراءاتها المزيفة ليصبح ضحية لجريمة عمدية هي( النصب) عن( بعد) تحت سمع وبصر الجميع! يقول د.عدلي رضا رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة: لقد ثبت بالفعل أن عدم وجود ميثاق شرف فعال للفضائيات أمر يفتح الطريق لكثير من الظواهر الضارة بالمجتمع ومنها إعلانات النصب التي نشرت بين الناس, أسلوب جديد لتسويق سلع ومنتجات رديئة بأسعار منخفضة لجذب الزبائن من خلال إعلانات علي فضائيات لا يعنيها حماية المشاهد بقدر حرصها علي العائد المالي عن الدعاية لمنتجات مجهولة المصدر, يتهرب من ينتجها ويبيعها من الضرائب, ويروج لها بلا تصريح من أي جهة مسئولة عن تداولها في ظل عدم وجود ضوابط تحكم عرض الإعلانات علي شاشاتها وفي مقدمتها ضرورة الحصول علي تصريح بسلامة المنتج المعلن عنه من الجهات المسئولة, مما يدفعني للمطالبة بوجود مجلس أعلي للفضائيات تكون من صلاحياته محاسبة معظمها عن تلك التجاوزات المستمرة منها في الفترة الحالية, والتساؤل: إلي متي سوف تستمر الفوضي التي تمنح معظم الفضائيات الحرية الكاملة للقيام بدور الفاعل الرئيسي في جريمة( النصب عن بعد) ؟! محمود عبد الرحمن - و - احمد الموافى ويكشف د.محمود عبدالرحمن حمودة أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر عن أسباب استجابة المشاهد لإعلانات النصب فيقول: إن وجود نوع من الإحتياج النفسي في داخله يدفعه دائما للعمل علي إشباعه كعلاج ذاتي لعقدة نقص يعاني منها وأيضا فإن الطمع كصفة معروفة في نفس الإنسان فإن النصاب يلعب دائما عليها في محاولات مستمرة لجذب الضحية مثلما الحال بين الصياد والفريسة فيعرض في الإعلان عن بيع عبوتين من منتج معين بسعر واحدة مع اتجاه إرادته إلي إثارة انفعال المشاهد بعنصر الإبهار في الإعلان والتي عندها يقل عمل( العقل الناقد) لديه الذي مهمته البحث في مزايا وعيوب ما يراه بوجهة نظر موضوعية تخضع للمنطق, لذلك ومع تكرار عرض الإعلان بشكل مستمر في حالة من الإلحاح المتواصل يندفع المشاهد إلي اتخاذ قراره بالمغامرة والشراء كتجربة هي في ذاتها الحالة التي تحدث مع كثيرين غيره يحقق من ورائها' النصاب' أرباحا خيالية في غياب الرقابة علي إعلانات الفضائيات التي يحمل معظمها الضرر لمشاهد من المفترض أن يكون آمنا في بيته ولكن ما تفعله به الفضائيات يثبت أن الواقع علي العكس تماما. ويؤكد اللواء أحمد الموافي مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمباحث التموين والتجارة الداخلية: إن الجهود الهادفة إلي إيقاف جريمة النصب من خلال الإعلانات هي مهمة قسم التجارة الداخلية والغش التجاري بالإدارة العامة لمباحث التموين والتجارة الداخلية وهو المسئول عن مطاردة المتهمين بتلك الجريمة حتي يتم القبض عليهم والإرشاد عن مخازن المنتجات التي يروجون لها كمرحلة أولي يليها عملية الفحص للتأكد من سلامتها أو عدم صلاحيتها وبعد ثبوت كونها مغشوشة يجري اتخاذ كل الإجراءات القانونية ضدهم, وقد كشفت نتائج النسبة الكبري منها عن أنها غير مطابقة للمواصفات وضارة جدا بصحة الإنسان, ولأن المتهمين لا مكان ثابتا لهم ويقدمون في الإعلانات أرقام تليفونات محمولة بغير بيانات ويطلبون فيها من المشاهد الإتصال بهم من خلالها لتصل المنتجات المغشوشة إلي منزله في وضع معكوس لعملية البيع والشراء فإن الركن العمدي لجريمة النصب يكون قد توافر مما يضعهم أمام المساءلة القانونية.