عشية تصويت البرلمان الألمانى «البوندستاج» على قرار يعترف بإبادة الأرمن، وصف رئيس الوزراء التركى الجديد بن على يلدريم خطوة النواب الألمان بأنها «سخيفة». ونقلت وكالة الأنباء التركية الرسمية «الأناضول» عن يلدريم إن الاتهامات الموجهة ضد الدولة العثمانية «زائفة، معترفا بأنها «كانت حوادث معتادة وقعت فى ظل ظروف الحرب العالمية الأولى عام 1915، وكان من الممكن أن تحدث فى أى مجتمع وأى بلد". وقال يلدريم إنه فى حال قبول البرلمان الألمانى لهذا القرار فإن "علاقاتنا مع ألمانيا ستتضرر بالطبع، لا شك فى ذلك، ونحن لا نريد لها أن تتضرر". وأعرب عن أمله فى ألا يتجاهل البرلمان الألمانى أصوات الكثير من الناخبين الألمان المنحدرين من تركيا، وجدد مطلب أنقرة بتولى مؤرخين فحص تلك الحوادث التى تعود إلى عام 1915. وقال: "ليس لدينا ما نخفيه". ويعتزم البوندستاج التصويت اليوم الخميس على قرار مشترك قدمه التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل، لتصنيف جرائم القتل الجماعى والترحيلات بحق الأرمن تجاه الإمبراطورية العثمانية عام 1915 على أنها "إبادة جماعية". يأتى ذلك فى الوقت الذى يبدأ فيه الرئيس التركى جولة إفريقية تضم أوغندا وكينيا، حيث لا يسعى فقط لزيادة حجم التبادل التجاري, بل للقضاء على نفوذ خصمه الداعية الإسلامى فتح الله جولن التى ظلت شبكته «خدمة» منذ فترة طويلة أداة لقوة تركيا الناعمة فى إفريقيا. وقررت أنقرة رسميا اعتبار منظمة «خدمة» منظمة إرهابية لتزيد بذلك الضغوط على الحركة التى تطلع أردوغان فى وقت من الأوقات إليها للحصول على مساعدتها فى نشر النفوذ الثقافى التركى والتجارة فى الخارج، خاصة وأن لها أتباعا فى إفريقيا يقدر عددهم بالملايين. وفى هذه الأثناء، قال مصدر فى مكتب أردوغان: نحن نعتبر شبكة جولن تهديدا للأمن الوطنى ومسألة نفوذها يتم التطرق إليها بانتظام فى مباحثاتنا مع القادة الأفارقة وغيرهم.