قررت وزارة الصحة إعادة تسعير أدويتها بما يعادل 20%، وذلك للأدوية التى سعرها ثلاثون جنيها أو أقل، وإن كان ظاهر الأمر غير مقبول، لكننا سنسلم بباطنه، وهو أن هذه الزيادة تصب فى مصلحة المريض حيث ستتوافر الأدوية رخيصة الثمن، ولن يضطر المريض إلى شراء البدائل الغالية التى تكون دائما مستوردة بأسعار أضعاف مثيلاتها المحلية، ولكن هناك قلة من الصيادلة ضعاف النفوس فسروا الزيادة على هواهم وطبقوها بالفعل على أسعار ما لديهم من أدوية دون النظر إلى ما إذا كانت أسعارها تزيد أو تقل عن ثلاثين جنيها، فقد فسر البعض أن الزيادة على كل شريط وليست على العبوة كاملة، بل ذهب بعضهم إلى أن تكون الزيادة على كل قرص بالعبوة الواحدة، أما الأدهى من ذلك فهو قيام بعض الصيادلة بزيادة أسعار الأدوية، سواء الرخيصة منها أو الغالية حسب هواهم، وبالزيادة التى تتراءى لهم دون رقيب أو محاسبة من أحد، وأسوق هنا أسعار ثلاثة أدوية نالتها الزيادات الجائرة: ما حدث معى شخصيا، حيث اشتريت أمبول (سوليوكورتيف)، وهو أحد مشتقات الكورتيزون الذى لا يستغنى عنه مريض الحساسية، سواء حساسية الصدر أو الجلد أو غيرهما من الأمراض المماثلة، فقد طلب منى الصيدلى عشرة جنيهات ثمنا لعبوة واحدة من هذا الدواء، ومحقن (سرنجة)، فيكون ثمن الأمبول تسعة جنيهات، أخذت أبحث عن ثمنه لأجد أن المدون على العبوة أربعة جنيهات ونصف الجنيه، أى أن الصيدلى أخذ منى ضعف الثمن الأصلي، أى زيادة (100%) ليخبرنى أن هذا هو السعر الجديد، ولكننى حين راجعت سعر الدواء فيما بعد، وذلك بما نشرته «الأهرام» لأسعار الأدوية بعد الزيادة، وجدت أن السعر الجديد ستة جنيهات ونصف الجنيه فقط. أما الدواء الثانى فهو (بلافكس)، وهو عبارة عن أقراص تزيد من سيولة الدم، ولا يستغنى عنها مريض جلطات القلب وقصور شرايينه، ففى أحد اللقاءات العلمية للشركة المنتجة لهذا العقار وقف مندوبها ليعلن للأطباء الحضور أن سعر العلبة مازال 205 جنيهات، ولم يزد سعره إلى 370 جنيها كما تقوم ببيعه قلة من الصيادلة معدومى الضمير، وأنه قام (بتشيير) ذلك على الإنترنت، وأن أى مريض يشكو من أى زيادة لهذا العقار عليه أن يتوجه إلى مديرية الشئون الصحية للإبلاغ الفوري، وسيتم اتخاذ اللازم. وأخيرا.. ال (فيريكتا)، هى أقراص لها استخدام مهم فى علاج ارتفاع ضغط دم الشريان الرئوي، وهذا الدواء يقوم باستخدامه بصفة دورية صديق لي، وقد أخبرنى أنه فوجئ بأن ثمن العبوة قد أصبح ستين جنيها بعد أن كان يشتريها بثلاثين فقط، أى أن ثمنها زاد بنسبة (100%)، وبرجوعى ل «الأهرام» وجدت أن الثمن الجديد لهذه العبوة هو ستة وثلاثون جنيها فقط. فكل التحية لصحيفة «الأهرام» لقيامها بنشر تلك الزيادات على صفحاتها، ونتمنى لو أن نسخة أخرى تنشر باللغة العربية حتى يتسنى لجميع المرضى ممن لا يجيدون الإنجليزية معرفة أسعار أدويتهم بالتسعيرة الجديدة. د. حسام الدين أحمد سلطان بورسعيد