وسط تحذيرات دولية من "كارثة إنسانية"، واصلت القوات العراقية المشتركة عملياتها الكبرى لليوم التاسع على التوالى لتحرير مدينة الفلوجة من قبضة عناصر تنظيم داعش الإرهابى، أعلن قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدى صد هجوم لتنظيم "داعش" على القوات الأمنية فى منطقة النعيمية جنوبى المدينة. وقال الساعدى فى تصريحات أمس إن أكثر من 100 من عناصر التنظيم، محملين بكافة الأسلحة، انطلقوا من مركز المدينة وشنوا هجوما على القوات الأمنية المتواجدة فى منطقة النعيمية، غير أن القوات العراقية وبإسناد من طيران التحالف الدولى والقوة الجوية والمروحية للجيش، تمكنت من صد الهجوم وقتل 75 عنصرا من التنظيم"، لافتا إلى "مواصلة القوات الأمنية تقدمها نحو مركز الفلوجة بعد صد الهجوم". وأضاف الساعدى إن القوات المشتركة تستكمل الطوق المفروض على مدينة الفلوجة بتطهير منطقة الصقلاوية غربى الفلوجة من مسلحى التنظيم، مشيراً إلى أن قوات "مكافحة الإرهاب" مدعومة بقوات الشرطة المحلية والجيش العراقى تعمل على المحور الجنوبى ووصلت إلى أبواب مدينة الفلوجة. واضاف: أن السلاح الهندسى يعمل على تطهير المناطق والطرق من العبوات الناسفة التى زرعها التنظيم بعد أن وصلت قوات مكافحة الإرهاب لجنوب مدينة الفلوجة ودمرت دفاعات داعش بإسناد من الطيران. على صعيد متصل، أكد قائد عمليات الجزيرة بالجيش العراقى اللواء قاسم المحمدى أن مدينة "هيت" وناحية "كبيسة" باتت تحت السيطرة الكاملة لقوات الجيش وومقاتلى العشائر، بعد يومين من هجوم عشرات من مسلحى داعش تم احباطه وقتل 40 إرهابيا. وقال المحمدى، فى تصريح صحفى، إن قوات الجيش بالفرقة السابعة وقوات الأمن ومقاتلى العشائر تسيطرعلى مدينة هيت وناحية كبيسه، وأن الإرهابيين القتلى سقطوا بنيران القوات العراقية والمدفعية وراجمات الصواريخ والطيران وغالبيتهم فى الضفة الثانية من نهر الفرات شمال شرقى مدينة "هيت". ومن جانبه، قال ضابط عراقى إن مقاتلى تنظيم الدولة الإسلامية قاتلوا بشراسة أثناء الليل لصد حملة الجيش على حى الشهداء بجنوب شرق المدينة الفلوجة، الأمر الذى دفع جنود فرقة الرد السريع لوقف زحفهم أثناء الليل على بعد نحو 500 متر من الحى. وقال الضابط أن القوات تعرضت لكثافة نارية كبيرة وكانوا متحصنين بالخنادق والأنفاق. وتنفذ قوات عراقية بينها قوات مكافحة الارهاب والجيش والشرطة واخرى موالية لها، عملياتها لليوم التاسع، بهدف تحرير مدينة الفلوجة من سيطرة الجهاديين. وفى هذه الأثناء، قال أحد العاملين فى المستشفى الرئيسى بالفلوجة إنهم تلقوا تقارير بمقتل 32 مدنيا أمس الأول، بينما تحدثت مصادر طبية فى المدينة عن أن عدد القتلى فى المدينة تراوح بين 30 و 50 مدنيا و20 مقاتلا خلال الأسبوع الأول من الهجوم . وعلى صعيد متصل،قال يان إيجلاند الأمين العام لمجلس اللاجئين النرويجى وهو أحد المنظمات التى تساعد الأسر النازحة من المدينة أن "الفلوجة تعيش كارثة إنسانية، خاصة و أن الأسر فى مرمى النيران ولا يوجد مفر." وقال فى بيان أمس أنه على مدى تسعة أيام لم ينجح أحد فى الفرار من المدينة باستثناء أسرة واحدة فقط.مؤكداً أنه ينبغى أن تضمن الأطراف المتحاربة خروجا آمنا للمدنيين قبل فوات الأوان وقبل أن نفقد المزيد من الأرواح.