زرع ونقل الأعضاء تعد أحد الطفرات العلمية المهمة التى تسهم فى إنقاذ حياة المرضى، وفى مصر يمر هذا الأمر وفق إجراءات تستهدف تضييق الخناق على المتاجرين بأجساد البشر من المجرمين ورغم أهمية الهدف من تلك الإجراءات فإنها قد تتحول لروتين يؤثر على المرضى وفى الوقت نفسه تحدث وقائع تحايل من المتاجرين بالأعضاء. وبسؤال عدد من الأطباء حول حل المشكلة، أكدوا أنه لابد من تفعيل القانون الخاص بنقل الأعضاء من الموتى للأحياء كاشفين عن عدم تنفيذ هذا القانون حتى الآن رغم الإعلان منذ أكثر من عام عن البدء فيه، فضلا عن الإمكانات التى يتطلبها هذا الأمر . وهنا نجد أن القضية مهمة وتحمل كثيرا من الالتباسات بين رؤية الأطباء وآلام المرضى وأرواحهم. يقول اللواء الدكتور مدحت عبد العال عضو الجمعية الدولية لزراعة الكبد إنه فى عام 2010 صدر القانون الخاص بزراعة الأعضاء وتناول إمكان نقلها من المتوفين للأحياء ولم يتم تفعيله حتى الآن حيث يحتاج لائحة تنفيذية توضح النظام الذى سيتم اتباعه عبر تحديد المستشفيات والمراكز التى سيجرى فيها هذا النوع من العمليات وكيفية اتصالهم ببعض عند وفاة شخص ومن سيتم نقل العضو له دون معرفة أى من الطرفين لبعضهما ،وفقا لقائمة معدة بالحالات التى تحتاج للزراعة مثل الخارج، ونظرا لأن هذا الشق من القانون غير مطبق نضطر للنقل من الأحياء للأحياء عبر التبرع حيث تتبع مجموعة من الإجراءات عبر الهيئة العليا لزراعة الأعضاء منها وضع مواصفات للمتبرع وأن يكون التبرع من أسرة المريض سواء كان زوجته أوأبناءه، وإذا لم يتوافر للمريض من داخل أسرته يتم اللجوء للتبرع من غير أفراد الأسرة ويعرض الأمرعلى لجنة ثلاثية لبحث الحالة. واستطرد الدكتور مدحت حديثه قائلا أن مستشفى وادى النيل كان لها السبق بوضع قواعد منظمة لهذا الشأن ولكن بشكل عام ورغم محاولة التصدى للإتجار بالأعضاء يحدث تحايل لأننا لن نستطيع منعه بنسبة 100 %، مشيرا إلى أن القول بأن طول الإجراءات قد يؤثر على حياة المريض غير صحيح، وعلى سبيل المثال، فى الحالات الخطرة كالالتهاب الكبدى التداهمى قد نقوم بالزراعة في 48 ساعة ونسرع من الإجراءات حتى ولو لم يوجد تكافؤ بنسبة 100 % إنقاذا لحياة المريض بخلاف مريض الكبد المزمن فنحن نستطيع أن نقوم له بالزراعة فى ظروف أفضل ونقل عضو سليم يتوافق معه تماما وهوما يأخذ وقتا للتأكد من ذلك.ويضيف أن سبب التأخير ليس فى الإجراءات بقدر ما يتعلق بمواصفات المتبرع وهنا تواجهنا مشكلة أن نسبة من الشباب يتعاطون المخدرات والترامادول بشكل مرعب، فالمخدرات من أكثر موانع زراعة ونقل الأعضاء، فالمسألة لدى الأطباء لها حسابات أخرى غير التى يراها أسرة المريض الذين يعتريهم القلق، لذلك نحن بحاجة لاتخاذ الإجراءات التنفيذية لنقل الأعضاء من المتوفين حديثا للأحياء لأنه سيواجه شبهة التجارة فى بعض الحالات وسيكون أفضل . ويوضح الدكتور محمد بهاء أستاذ جراحة وزراعة الكبد بمستشفى عين شمس التخصصى قائلا نظرا لأن التبرع لزراعة الأعضاء يتم فى مصر بين الأحياء فقط فيتم وضع قواعد ضمانا لحق المواطن والطبيب والمستشفى خاصة إذا كان المتبرع ليس قريبا للمريض ومنعا لحدوث مشكلات حيث يقوم البعض باتهام الأطباء بسرقة الأعضاء وغيرها من الأمور وللتأكد من عدم وجود تلاعب، ودعا الدكتور محمد إلى ضرورة تفعيل عمليات نقل الأعضاء من الموتى للأحياء، مؤكدا أن معظم الدول تعتمد على هذا النهج عدا مصر ، مشددا على أن تطبيقه سيسهم فى سرعة الإجراءات، كما طالب جميع وسائل الإعلام بتوعية المواطنين بثقافة التبرع وفائدته بالنسبة للجميع، موضحا أن هناك مرضى يأتون بأكثر من 20 متبرع ويمكن أن يتوفوا قبل إجراء العملية لعدم مناسبة أعضاء المتبرعين لحالاتهم. .
والتبرع بعد الموت صدقة جارية
..بسؤال فضيلة الشيخ جمال قطب الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف عن رأى الدين يقول : ما دام نقل الأعضاء جائزا كما نعلم من شخص حى لآخر فلا شك أن النقل من الموتى أكثر مشروعية لإن جثة المتوفى ليس لها إلا الدود والتراب , ولا شك أن استعمال بعض أجزائها للنفع وإنقاذ حياة مريض افضل واجدى فالإنسان أولى من الدود والتراب.ولا ننسى أن جماهير الفقهاء أجازت منذ مئات السنين تشريح جثث الموتى بغرض تعليم الأطباء، ويضيف الشيخ أن ما يقال أن الجسد ملك الخالق عز وجل ولا يجوز التصرف فيه او التوصية بالتبرع بجزء منه بعد الموت هذا الكلام يشمل مقدمة ونتيجة فالمقدمة صحيحة فلا شك أن الجسد ملك لله , أما النتيجة فهى بحاجة الى مراجعة لأن المفهوم مادام الجسد ملكا لله فلا يتم العبث ولا الاتجار به, لكن حينما نقوم بنقل بعض أعضاء الجسد من المتوفى الى انسان بحاجة اليها فإن الطب يكون قد نقل اعضاء الميت من ملك الله ووضعها فى ملك الله أيضاً, واخيراً نؤكد أن التبرع بأعضاء الجسد تعتبر صدقه جارية من مستوى عال, لأن نقل عضو من الأعضاء الى جسد يحتاج اليه يكون إسهاما فى احياء نفس بسلامة لقوله تعالى من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً » صدق الله العظيم