ميت بدر حلاوة قرية مصريه اتشحت الاسبوع الماضى بالسواد وتحولت لسرادق عزاء كبير حزنا على ابنائها الذين كانوا من بين ضحايا الطائرة المصرية المنكوبة . تلك القرية التى تقع فى محافظة الغربيه والتى اختلفت الروايات حول سبب تسميها بهذا الاسم فالبعض يقول أن القرية اطلق عليها فى عصر العثمانيين اسم (مينا بدر) وذلك لوجود مرسى للسفن بها ثم حرف هذا الاسم بعد ذلك وأصبح " ميت بدر حلاوة " ، والرواية الثانية أنه فى وقت الفتوحات الإسلامية تم قتل 99 من المحاربين فأطلقوا عليها (بدور) أى المحاربين ثم جعلوها ميت بدر , ثم أضافوا كلمة (حلاوة). لكن الثلاثون عاما الماضيه كانت كفيله بتغيرها حتى ان البعض يرى ان عليهم تغير اسمها اللى (ميت بدر جاتوه)،والسبب فى ذلك انها قريه مصريه بنكهة فرنسيه ، والسبب فى ذلك ان ما يزيد عن 75% من شبابها قد هاجروا الى فرنسا ، وحققوا نجاحات ملفته للنظر مما دفع مجله لوبون الفرنسية لعمل تقرير عن القرية ،تحت عنوان : (سفراء ميت بدر حلاوة في باريس) البداية بحسب تقرير المجلة الفرنسية ، عندما هاجر أربعة من أبناء القرية في عام 1979 واستأجروا غرفة صغيرة في باريس بالقرب من سوق الخضار والفاكهة إلى أن تمكنوا من الحصول على فرصة عمل داخل السوق ، ومع مرور الوقت نجحوا فى مشاركة اثنين من التجار " الفرنسيين " فى ملكية أحد المحلات المنتشرة بالسوق ليتوافد بعدها على باريس المئات حتى بلغ عددهم ما يزيد عن ستة ألاف مصري . عملوا على معاونة بعضهم في خلق فرص عمل في تجارة الخضروات بباريس كما استطاع بعضهم امتلاك أجزاء كبيرة من سوق الخضروات بباريس وصبغ هؤلاء الشباب السوق بالصبغة المصرية ، اشار التقرير إلي أنه توجد محلات تحمل أسماء مصرية مثل "الأهرام" و"النيل" و"الفراعنة"، كما يقومون بالمناداة على السلع باللغة الفرنسية المطعمة بالأغاني المصرية. وأشارت المجله إلى أن شباب القرية تزوجوا من فرنسيات بهدف الحصول على الإقامة والجنسية ،وأن سفر هذه النسبة الكبيرة من أبناء القرية إلى فرنسا ، انعكس على ظروفهم المعيشية وأسرهم حيث ارتفع مستوى المعيشة للأفراد داخل القرية وزادت معها حركة العمران التى اتسمت بالطراز الفرنسى بل حتى المحلات التجاريه حملت اسماءً باريسية فيما تأثرت محلات الخضار والفاكهة في القرية بحسب التقرير ، بطريقة العرض الفرنسي للسلع. لكن ابرز الاعمال التى قام بها شباب تلك القرية من وجه نظرى هو انشاء ( بيت العائلة) وهو جمعية مقرها باريس يشرف عليها ابناء قرية ميت بدر حلاوة "المقيمين "بفرنسا والتى يجمعون من خلالها التبرعات لصالح الأعمال الخيرية في القرية ومساعدة المحتاجين ، ويعملون من خلالها على ربط ابنائهم بالوطن الام . ان قريه "ميت بدر حلاوة " نجحت فى ضربت المثل في حب مصر على طريقتها ، ربت وعلّمت أولادها وأرسلتهم ليكونوا سفراؤنا إلى الخارج ومثلا يحتذى به فى الجد والمثابرة والعمل . فى النهايه نتقدم بخالص التعازى لاسر ضحايا الطائرة المصريه داعين الله ان يلهمهم الصبر والسلوان (اللهم انا نستودعك أرواحهم كبارا وصغارا .. فارحمهم واغفر لهم واسكنهم فسيح جناتك والهم اهلهم الصبر والسلوان .. اللهم لك الأمر كله من قبل ومن بعد إنك على كل شىء قدير) لمزيد من مقالات نيفين عماره