لم يعد الغش فى الامتحانات مجرد قصاصة ورق صغيرة يحاول الطالب إبرازها فى غفلة من المراقب فى اللجنة، لكن هناك قفزة هائلة فى هذا المجال.. فقد طلبت ابنتى 300 جنيه ولما سألتها عن السبب كان ردها مفاجأة بالنسبة لى.. قالت: إنها تريد أن تحجز الامتحانات عبر إحدى صفحات الغش الالكترونى عبر مواقع التواصل الاجتماعى، والتى أعلن عدد منها بيع أسئلة الامتحانات صباح يوم الامتحان بمقابل مادى، وبدأ بالفعل الطلبة فى الحجز من الآن، هذا إلى جانب تأكيدهم الاستمرار فى وضع أسئلة الامتحانات والإجابات على هذه الصفحات عقب دقائق من بدء اللجنة وذلك للعام الرابع على التوالى. إحدى هذه الصفحات أعلنت على موقع «الفيس بوك» تسليم أسئلة الامتحان فى الساعة السادسة من صباح يوم الامتحان، والإجابات فى السابعة صباحا، مقابل 75 جنيها للمادة الواحدة و 300 جنيه لمن يرغب فى حجز جميع المواد، وأشارت الصفحة إلى أنه سيتم غلق باب الحجز فور اكتمال العدد المطلوب، وأن الحجز يكون للثانوية العامة والأزهرية فقط، وأضافت أكيد معانا ناجح، وهناك تعليمات سوف يتلقاها الحاجز معنا قبل الامتحانات وقال أدمن الصفحة إن بيع أسئلة الامتحان سيكون إلى جانب وضع الامتحان وإجاباته عبر الصفحة عقب بدء موعد الامتحان، وحذر من الصفحات التى تنصب على الطلاب ببيع أسئلة لا تمت للامتحان بصلة، مضيفا أن الصفحة قررت بيع أسئلة الامتحان بسعر رمزى هذا العام من أجل خدمة الطلاب. تقول منى جمال «حسبى الله ونعم الوكيل» فى هذه الصفحات ألا يكفى التوتر الذى يعيش فيه الأبناء وأن هذه الصفحات تصيب الطلبة بالإحباط لأنها تساوى بين الغشاش والمجتهد طوال العام بل من الممكن أن يتفوق عليه، ولن ننسى الاثنين الأوائل فى العام الماضى اللذين كانت أرقام جلوسهما متتالية ويجلسان بجانب بعضهما فى اللجنة. وطالبت نهى فاروق بمنع دخول أجهزة المحمول الى اللجان ومعاقبة المراقب الذى يسمح للطالب بالدخول بالمحمول، مع التشويش على أجهزة الغش الالكترونى داخل اللجان باستخدام أجهزة لها خاصية عزل عن شبكات الاتصال المختلفة. يقول محمد سعد المشرف العام على امتحانات الثانوية العامة، إن الوزارة لجأت إلى عقد اتفاق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لغلق جميع صفحات الغش على مواقع التواصل الاجتماعى، وتسهيل ضبط الطلبة حاملى الهواتف المحمولة داخل اللجان، وتكليف جهاز مكافحة جرائم الإنترنت بوزارة الداخلية لسرعة غلق صفحات الغش على الإنترنت وضبط أصحابها, وأضاف سعد أن أى إجابات متشابهة ومتطابقة لأكثر من طالب سيتم إلغاؤها، مؤكدا أن الوزارة أبلغت أولياء أمور الطلبة بمنع أبنائهم من اصطحاب وسائل تكنولوجية فى الامتحان، وتم إبلاغهم بأن عدم تنفيذ هذه التعليمات سيؤدى الى إلغاء الامتحان. وأضاف محمد سعد، أنه يتم رصد جميع إجابات الامتحانات المنشورة بمواقع التواصل الاجتماعى مع بداية الامتحانات، وإرسالها إلى كنترولات الثانوية العامة، وذلك لتطابقها مع كراسات إجابات الطلاب، فى أثناء عملية التصحيح ليتم إلغاء الإجابات المتطابقة معها فورا، بالإضافة الى قيام رؤساء اللجان بختم كل ورقة بالخاتم الخاص باللجنة والذى يحمل اسمها ومتابعة جميع الطلاب وهم يكتبون أسماءهم وأرقام جلوسهم على ورقة الأسئلة كإجراء احترازى لمنع الطالب من تصوير ورقته وإرسالها للمواقع الالكترونية، وأشار إلى أن غرفة العمليات بالوزارة تتابع باستمرار الامتحانات التى يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعى من جانبه أكد د. محمد سكران أستاذ التربية أن الغش الإلكترونى ظاهرة خطيرة يجب مواجهتها بكل حزم، ولن نستطيع مواجهتها إلا من خلال الأساليب التكنولوجية أيضاً، مؤكداً أن الوزارة تعانى نقصا شديدا فى تلك الوسائل والأساليب التكنولوجية إلى الآن وهو ما أدى إلى تسريب الامتحانات. وقد أكد د. الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم أنه لا تهاون فى تطبيق نص قرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم «101» لسنة 2015 بشأن مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات على كل من يقوم أو يسهم فى الغش أو إفساد منظومة الامتحانات بمعاقبته بحبس سنة و50 ألف جنيه غرامة، وتستند الوزارة إلى هذا القرار من أجل الحفاظ على هيبة الدولة من خلال تطبيق القانون، موضحاتأنه تم تشكيل لجنة لمراجعة مقار لجان سير امتحانات الثانوية العامة، وخاصة اللجان التى حدثت بها مشكلات أو حالات غش خلال العام الماضى.