في إطار الجهود الأكاديمية المبذولة لإنقاذ البيئة البيولوجية لبحيرة مريوط التي أفسدتها مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي حتي أصبحت تشكل خطرا بالغا علي صحة المواطنين. تم توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة الإسكندرية ومدينة الأبحاث العلمية ببرج العرب من ناحية وجامعة جراتس للتكنولوجيا بالنمسا من ناحية أخري. وقع مذكرة التفاهم الدكاترة محمود الخشن, نائب رئيس جامعة الإسكندرية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة, وعصام خميس, مدير الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية, وهارالد كاينز, رئيس جامعة جراتس للتكنولوجيا, وتهدف إلي تعزيز التعاون علي الصعيد الأكاديمي من خلال تبادل الخبرات و الأبحاث العلمية والمشاركة في المشروعات البحثية التطبيقية, فضلا عن تشجيع الدراسة في النمسا من قبل إدارة البعثات المصرية والنمساوية وعقد اللقاءات العلمية مع كبار العلماء علي حد تعبير الدكتور الخشن رئيس الوفد الأكاديمي المصري الذي استضافته الجامعات النمساوية, وشارك الوفد في العديد من المحاضرات وورش العمل التي دارت حول عمليات الأكسدة المتطورة; ومعالجة مياه الصرف الصناعي, والحفاظ علي البيئة, والطرق المثلي لاستغلال الطاقة الشمسية كإحدي أهم الطاقة المتجددة, كما زار الوفد عددا من المعامل والمصانع ذات العلاقة, فضلا عن محطة لعلاج مياه الصرف بأنوعها المختلفة. وأوضح الدكتور الخشن أن الإعداد لهذه الاتفاقية قد استغرق عدة أشهر من العمل الدءوب بدعم شامل من الدكتور مرسي أبو يوسف, المستشار الثقافي المصري لدي النمسا, منوها بذلك إلي إستراتيجية جامعة الإسكندرية المنفتحة علي جميع الهيئات العلمية المحلية والإقليمية والدولية لتبادل الخبرات. واستعرض الدكتور عصام خميس خلال زيارته جامعتي فيينا وجراتس التطور العلمي المتواصل في مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية ببرج العرب, مؤكدا أن هذه الاتفاقية تمثل تعاونا محليا تكنولوجيا وصناعيا مهما بين وزارتي التعليم العالي والصناعة لنقل التكنولوجيا الحديثة من جامعتي فيينا وجراتس, حيث تتيح الحصول علي الموافقات اللازمة للقيام بمشروعات بحثية مشتركة بين الجهات المعنية بدعم من جهات التمويل الدولية المعنية بتنمية البيئة والقيام بالأبحاث العلمية اللازمة للوصول إلي نماذج أولية تفيد الجانب الصناعي والاهتمامات البحثية في مجال الطاقة المتجددة, ومعالجة مياه الصرف الصحي والصناعي والزراعي. وأشار الدكتور مرسي أبو يوسف, الذي يفخر بكونه أحد أبناء الأسكندرية الذي قضي طفولته علي ضفاف بحيرة مريوط, إلي أهمية هذه الاتفاقية ليس فقط علي الصعيد العلمي والصناعي في مصر وانما علي الصعيد البيئي أيضا, حيث ستعمل علي تسخير البحث العلمي لتنقية بحيرة مريوط من خلال اتباع أحدث وسائل معالجة مخلفات المنطقة الصناعية المحيطة بالبحيرة المهددة بالفناء بسبب ما تعانيه من مشكلات بيئية من جراء إلقاء القمامة ومخلفات البناء والهدم بها, فضلا عن مياه الصرف الصحي, والزراعي الصناعي, الأمر الذي أدي إلي نفوق مئات الأطنان من الأسماك بسب الملوثات السامة, فضلا عن تشريد آلاف الصيادين وأسرهم, لذا حرصت الجامعات النمساوية, بناء علي المشاورات التي جرت مع الدكتور أبو يوسف علي دعوة كل من الدكتور محمد إسماعيل عبده أستاذ علوم البيئة وعميد كلية العلوم بجامعة الاسكندرية, والدكتور شاكر حلمي, أستاذ علم الوراثة بقسم الدراسات البيئية بمعهد الدراسات العليا والبحوث, والذي عمل لمدة 9 سنوات كمستشار للبيئة لمحافظ الإسكندرية الأسبق, وهو علي أعلي دراية ممكنة بالأبحاث التي تمت بخصوص بحيرة مريوط في العقدين الآخرين وقد كانت لمناقشاته في التعليق علي المشروعات المقترحة أكبر الأثر علي التوافق والتفاهم بين الجامعات والمجموعات البحثية المختلفة, هذا بالإضافة إلي دعوة الكيميائي سالم محمد رئيس قطاع الأمن الصناعي بإحدي شركات البتروكيماويات المصرية بالعامرية, الذي أستعرض المشاكل التي تواجهها الشركة في معالجة, الصرف الصناعي لوحدات الشركة المختلفة ووعد بفتح معامل الشركة ومحطاتها لخدمة المشروعات البحثية باعتبارها شريانا داعما للمشروعات البحثية في خدمة البيئة المحيطة بمحافظة الإسكندرية, ومن جانبه وافق الدكتور محمد سمير رئيس قطاع البعثات بوزارة التعليم العالي وعضو الوفد علي دعم قطاع البعثات بأي عدد من المنح لإنجاح هذه الاتفاقية وتشجيع المراكز البحثية, لتنقية البيئة وتطهير البحيرة, ودعم التعاون بين الجامعات المصرية والشركات الصناعية بمصر.