فتنة المال وشهوة الغنى متأصلة لدى طيف واسع من البشر ، الجميع يرغبون فى الحصول عليه بطرق مشروعة فى أغلبها وبطرق غير مشروعة فى أحيان أخرى، لكن الغريب والشاذ واللامعقول أن يكون ثمن تأمين الأموال هو العرض والشرف فى مجتمع مصرى يضع قدسية دينية واجتماعية وأخلاقية وثوابت لا تتغير عن الفضيلة ويدافع بروحه وحياته عن كيانه الأسرى. فكيف إذا كان من يسمى إستثناء الرجل والزوج هو من يحرض ويساعد زوجته على جلب المال الحرام لكى يقبض هو الثمن دون أن تهتز له شعرة أو يطرف له جفن أو يغضب له ضمير . أحمد سائق عمره 26 عاما من قرية السعدية مركز شربين بمحافظة الدقهلية تزوج منذ بضع سنوات من فتاة تدعى عبير عمرها 23 عاما وبدلا من أن يفكر كبقية البشر فى بناء بيت صالح وإنجاب أولاد وتربيتهم وتعليمهم هداه شيطانه الرجيم إلى حيل خسيسة للتجارة بشرف زوجته لمن يدفع أكثر فقد كان إدمانه على المخدرات وملذاته ومصاريفه الكثيرة بحاجة إلى أموال كثيرة . كما أن كسله ورفضه العرق الشريف وميله إلى النوم والتراخى جعله يدخل بجدارة ضمن قاموس الرجل الديوث الذى يرى الخطيئة فى أهله ويرضى عنها. شجع أحمد زوجته على إستقبال راغبى المتعة الحرام فى منزله وكان يقوم بدور القواد فى بيته الذى حوله إلى وكر دعارة حتى أن الجيران وأهل القرية كانوا يشمون رائحة الخطيئة تفوح من بين جدرانه وكانوا يتحدثون فى صمت عن هذا الرجل الغريب الطباع الذى يصطحب دائما رجالا غرباء فى بيته على أنهم أصدقاؤه ومعارفه. استحسن أحمد هذه الطريقة السهلة فى جمع الأموال لسنوات واعتادت امرأته الشابة على هذا النمط من الحياة الشاذة نظير شراء بعض الهدايا لها وإعطائها فتاتا من النقود ، حتى جاء وقت كان لابد أن يظهر الله فيه حقيقة الشيطانين اللذين أصرا على المعاصى ليفضحهما الله على الملأ ، فقد اختلف الزوجان على المبالغ التى تجمع من الحرام وعاشا صراعات كثيرة عليه لأنه لا بركة فيه وبدأ الشك يتسرب إليه فى أنها تحصل على أموال من الزبائن دون علمه فجن جنونه ، فما كان منه إلا أن طالبها باعتزال هذا العمل تماما لكنها وهى التى شربت منه أصول الفحش لم توافق على هذا الطلب فهددها مرارا وأنذرها بأنه لن يسكت، لكن هيهات لها أن تسمع كلام رجل باع شرفه منذ وقت مبكر . وفى أحد الأيام دخل أحمد المنزل فوجد زوجته فى أحضان رجل آخر. لم يكن منزعجا من وجوده فقد جاء هو بالعشرات إليها لكن إنزعاجه كان من رفضها الإمتثال لأوامره وعدم الوضوح فى تجارة الشر التى تجمعهما معا، لم يقترب الشرير من الرجل الغريب بل إتجه إلى زوجته وذبحها من رقبتها بسكين إستله من المطبخ، ثم هرب إلى خارج القرية ونقل الجيران الزوجة إلى المستشفى الدولى لاسعافها الا انها فارقت الحياة. وكان اللواء عاصم حمزة مدير أمن الدقهلية قد تلقى إخطارا من اللواء مجدى القمرى مدير إدارة المباحث عن ورود بلاغ بالحادث ، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية برئاسة الرائد أحمد حسين رئيس مباحث شربين وضمت النقيب أحمد عاطف، معاون مباحث المركز، والنقيب مينا چورچ لمكان البلاغ فتبين أن مرتكب الواقعة زوجها وتم ضبط شخص يدعى مصطفى يمارس المتعة الحرام معها فقام الزوج بذبحها تاركا إياها غارقة فى دمائها. وتم ضبط الزوج، وامرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيقات.