عوامل مستحدثة فى عصرنا تتسبب فى انتشار ظاهرة الطلاق فى السنوات الأخيرة، البعض فسر الظاهرة بأنها عالمية، والحقيقة أن المنظومة الحياتية التى نحيا فيها أصبحت مليئة بالسلبيات الاجتماعية،على رأسها قانون الخلع، والإدمان ومواقع التواصل الاجتماعى، والظروف الاقتصادية الصعبة، إضافة لقلة الوعى الاجتماعى لدى الكثيرين من أفراد المجتمع. وذلك رغم المشكلات التى تنجم عن هذه الظاهرة خاصة بالنسبة للأطفال والأبوين. ....................................................... الناشط الحقوقى محمد رضا باحث الدكتوراه بجامعة عين شمس، أكد فى دراسته حول ظاهرة الطلاق أنها تعدت 180 ألف حالة مابين الطلاق والخلع والأخير يتعدى نصف أعداد المنفصلين، وأن أعلى نسبة تنحصر بين الرجال فى الفئة العمرية من سن 30 إلى أقل من 35 سنة، فى حين أنها فى المطلقات فى الفئة العمرية من 25 الى أقل من 30 سنة، وحصر الباحث أسباب ظاهرة الطلاق فى مصر فى 15 سببا أدت لزيادة أعداد المطلقين فى طفرات عاما بعد عام فبعد أن كانت 60 ألف حالة منذ 8 سنوات قفزت لأرقام مخيفة، تستلزم وقفة مجتمعية بمشاركة حكومية للحد من تفاقمها وانتشارها. ويرجع الباحث محمد رضا أهم أسباب انتشار الطلاق فى مصر الى الخلع الذى يعد الوسيلة الأسهل للمرأة للحصول على الطلاق بحكم قضائى فى حالة رفض الزوج تطليق زوجته بإرادته المنفردة، ولما كان كثير من الأزواج عالما تمام العلم أن الزوجة تستطيع بكل بساطة أن تحصل على حكم بالخلع فقد يبادر بتطليقها حفظا لماء الوجه. ويرى ضرورة تعديل النص الخاص بالخلع مع الإبقاء عليه، لمنع الثغرات القانونية فى رفع دعوى الخلع ضد الزوج، ففى كثير من الأحيان لا يعلن بهذه الدعوى بالتلاعب، ولا يصله الإعلان بصحيفة دعوى الخلع ويكتشف فيما بعد أن هناك دعوى تطليق للخلع رفعت عليه وتستصدر زوجته من القضاء حكما بتطليقها دون علم الزوج، كما ترجع أسباب انتشار الطلاق فى مصر الى تفاقم المشكلات الاقتصادية وقلة دخل الفرد، خاصة بعد ثورة 25 يناير، وتوقف الكثيرين عن العمل، كما أن معظم المصريين يميلون الى المظهرية والمبالغة فى إنفاقهم خاصة فى حفلات الزواج، وليس لديهم ثقافة الترشيد، ويؤدى بطريق غير مباشر الى انتشار ظاهرة الطلاق. وكذلك، فقد أد زيادة أعداد المتعاطين والمدمنين لزيادة نسبة الطلاق فى المجتمع. وقال الباحث: إن أحد أهم أسباب الطلاق فى مصر أن أيا من الزوجين لا يفصح لشريك حياته عن مشكلة جنسية لديه قبل انعقاد الزواج، وتستلزم الذهاب للطبيب المتخصص مع الاستعداد لتلقى العلاج، مع ضرورة مساندة الزوجة لزوجها إذا ما وجدت هذه المشكلة، وكذلك عدم قدرة الرجل على التعامل مع عقلية المرأة، فرغم بساطة هذا السبب غير المنظور إلا أنه يشق على الزوجة أن تجد شريك حياتها غير قادر على التعامل مع عقليتها والتواصل معها، وهى من أبسط الاشياء التى تسهم فى إنجاح أى علاقة زوجية. كما أن التدخل السافر للعائلات فى الحياة الأسرية الخاصة للزوجين من أكثر المشكلات شيوعا التى يترتب عليها زيادة حالات الطلاق، وفى ذلك يجب العودة لأحكام الشريعة الإسلامية، فلابد من حكم عدل من أهل الزوج وحكم عدل من أهل الزوجة لبذل مساعى الصلح بينهما. ويعد سوء استخدام الانترنت من أكثر الأسباب الحالية والمستقبلية لتفكك الأسر المصرية وإيقاع الطلاق بين طرفى العلاقة الزوجية، وظهور حالات كثيرة من حوادث الخيانة الزوجية، فإذا نشبت أى خلافات زوجية تجد ايا من الزوجين او كليهما، ينطلق فى رحاب الانترنت الواسع ليتعرف على الكثيرات او لتتعرف على الكثيرين، ولا عزاء للأصول والعادات والتقاليد أو للحياة الزوجية. وايضا هناك من أسباب للطلاق التى تبدأ فى فترة الخطبة، والتصنع وسوء الاختيار بالنسبة للمقبلين على الزواج، حيث يسعى كل طرف من الطرفين الى الظهور بمظهر الشخص المثالى، ثم تظهر سلبياته ووجهه الحقيقى فيصطدم شريك الحياة به، وايضا عدم التوافق بين الزوجين ويكون التباعد فى الفارق فى الفروق الاجتماعية او المادية، وكذلك سبب اللامبالاة وعدم المسئولية بالنسبة للرجل، حيث أصبحت الزوجة هى العائل، مما يشعرها بعدم الرغبة فى الاستمرار فى هذا الزواج، وايضا أزمة ربيع العمر لمن هو فوق الخمسين الذى سئم من حياته الزوجية، فيتجه لفتاة تصغره فى العمر بسنوات وسنوات ليجدد شبابه عن طريق الزواج منها ويترك زوجته الأولى ورفيقة حياته. ومن هنا تظهر أهمية مكاتب تسوية المنازعات الأسرية المنتشرة التى يوجد بها اخصائى قانونى واخصائى اجتماعى واخصائى نفسى، إضافة للإعلام الأمين الواعى، والمنابر فى صلاة الجمعة لإيقاظ الوازع الدينى، والجمعيات الخاصة بالأسرة، والتوعية فى محاضرات عن الزواج قبل إتمامه.