ما زالت الأصداء الطيبة وردود الفعل الإيجابية على مشاركة الفيلم المصري «اشتباك» في الدورة التاسعة والستين من مهرجان «كان» السينمائي الدولي، واختياره لافتتاح قسم «نظرة ما» الرسمي، تتوالى بين ضيوف المهرجان - الذي يُختتم الأحد المقبل - وجمهوره والصحف ووسائل الإعلام العالمية التي أشادت به ومنها «فارايتي» و«هوليوود ريبورتر» و«بريميير» وغيرها. وأدلى صناع الفيلم بتصريحات خاصة للأهرام في «كان» قال فيها مخرجه وأحد كتابه محمد دياب إنه سعيد للغاية بما حققه الفيلم وباستقباله بهذا الشكل المشرف بأكبر مهرجانات العالم، موضحا أنه يعتبر العمل إنسانيا وليس سياسيا على الإطلاق، حيث يتناول عدة نماذج إنسانية تمر بموقف صعب ويرصد ردود أفعالها في أزمة بعينها. وعن مشاركة الداعية معز مسعود في الإنتاج، قال محمد حفظي، أحد منتجي الفيلم، إنه لا يجد أي مشكلة في ذلك، واستطرد: «ما العيب في أن ينتج داعية فيلما؟ أنا مهندس وأنتج أيضا». وأضاف أن مسعود أنتج من قبل للتليفزيون برامج معروفة وحققت نسب مشاهدة عالية دون أن يعلق أحد على ذلك، مشيرا إلى أن معز كان في المشروع قبله وقرأ السيناريو وتحمس له قبله نظرا للعلاقة الطيبة التي تربطه بمحمد وخالد دياب.. واختتم تصريحاته قائلا إنه من المعروف أن مسعود ليس محسوبا على أي تيار سياسي أو غيره، وأنه من المؤيدين الفاعلين للثورة المصرية. ومن ناحيته، أبدى خالد دياب، الذي شارك في كتابة السيناريو، دهشته من كل ما يُثار، وقال إن الفيلم وصل للعالمية وأصبح واجهة مشرفة لمصر والسينما المصرية. وكان البعض - كعادتنا دائما في إطفاء أي فرحة عامة بأي طريقة - قد حاول استغلال مشاركة الداعية معز مسعود في إنتاج «اشتباك» وتسييسها لإفساد سعادتنا بضمه للاختيارات الرسمية في «كان» ليتحول فجأة فخرنا بهذا الحدث إلى «تحريات بوليسية» عن أسباب ومقاصد إقدام داعية «إسلامي» على إنتاج فيلم سينمائي، وأسباب ومقاصد قبول صناع الفيلم هذا التمويل.! وأجمع من استطلعت آراؤهم من النقاد والصحفيين العرب في «كان» أن ما يعنينا هو الفيلم نفسه. والمعروف أن الفيلم يدور في الأيام التي تلت عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وفي ذروة الحر والاشتباكات بين مؤيدي النظام الجديد وأنصار الإخوان، وتحديدا داخل سيارة ترحيلات تابعة للشرطة تجمع بلا تمييز كل من هو مشكوك فيه في الشارع الملتهب بمظاهرات هنا وأخرى هناك، في فرصة سينمائية عظيمة للجمع بين شخصيات شديدة التناقض والاختلاف وصياغة دراما أرسطية حامية ومعقدة تلتزم بوحدات المكان والزمان والحدث. وساعد دياب على تنفيذ الشق التقني الصعب مجموعة من الفنيين المهرة في التصوير والمونتاج والصوت، فضلا عن مجموعة الممثلين الذين يجعلونك تدخل السيارة معهم وتنسى أنهم يمثلون، ومنهم نيللي كريم وهاني عادل وطارق عبد العزيز وأحمد مالك وأحمد داش.