نادية سيدة بسيطة فى الثامنة والأربعين من عمرها، تزوجت من رجل أرزقى ورزقها الله بأربعة أبناء «ولدين وبنتين»، وكانت تساعده فى عمله بعض الأيام، وذات يوم، وفى أثناء عودته من عمله وقعت مشاجرة بالأعيرة النارية فى الطريق فأصيب بطلقة طائشة وسقط على الأرض، ونقله المارة إلى أقرب مستشفى لمكان الحادث، ولم تمض ساعات حتى رحل وهو فى ريعان الشباب، وترك أطفاله فى أعمار الزهور، وأكبرهم طفلة كان عمرها وقتذاك عشر سنوات، وأخوهم مولود رضيع، وتحملت الأم مسئوليتها، وخرجت إلى العمل بعد زوجها الراحل، وقاست الأمرين فى تربية أبنائها، وحرصت على تعليمهم، ومرت السنوات بهمومها وتداعيها، وحصلت الابنة الكبرى على مؤهل فوق المتوسط، وساعدت أمها فى متطلبات المعيشة حيث عملت فى أحد المحال، وتقدم لها أحد الشباب، وخطبها، وتمكنت من توفير تكاليف الزواج، وانتقلت إلى منزل الزوجية، وواصلت نادية مشوارها فى الحياة ثم أصيبت بالضغط والسكر، ولم تعد قادرة على العمل، وتدهورت حالتها وظهرت عليها مضاعفات السكر، وأصيبت بغرغرينا تم على أثرها بتر أصابع يدها اليمنى، واعتمدت على ابنها الثانى فى العمل الأرزقى بجانب الدراسة، ثم كانت المفاجأة الأليمة إصابته بتآكل فى العمود الفقرى وأجريت له جراحة على نفقة التأمين الصحى المدرسى. وتوالت متاعب نادية إذ أصيبت أيضا بسرطان الدم، ووسط هذه الأوضاع المأساوية تقدم شاب لخطبة ابنتها الصغرى، ولكن لا تدرى ماذا تفعل وكيف توفر لها مستلزمات العروس، فحتى الابن الأصغر وهو فى المرحلة الإعدادية مصاب بضعف فى عضلة القلب ولا يستطيع العمل، فمن ينقذ نادية وأولادها؟ صفاء عبدالعزيز