فى يوم وطنى بامتياز من خلال عمل مشترك بين الأزهر والكنيسة، وفى ضوء المشتركات الإنسانية بين الشرائع السماوية،أطلق الأزهر الشريف وجامعته والكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف»، بيان مبادئ التوعية الدينية ضد العنف تجاه الأطفال. بمشاركة وزارتى الأوقاف التضامن الاجتماعي، ومنظمة اليونسيف، والمنظور الإسلامى والمسيحى لحماية الأطفال من كافة أشكال العنف والممارسات الضارة بعنوان: «المحبة.. السلام.. التسامح.. رسائل أساسية من الإسلام والمسيحية لحماية الأطفال من العنف والممارسات الضارة».وشهد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، توقيع بيان المبادئ وإصدار دليل لحماية الأطفال من أشكال العنف والانتهاكات. خلال مؤتمر إطلاق إصدارات علماء الدين عن المنظور الإسلامى والمسيحى لحماية الأطفال من العنف والممارسات الضارة، والذى عقد يوم الاثنين الماضى بالتعاون بين المركز الدولى الإسلامى للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر، وأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومنظمة (يونيسف). وأكد رجال الدين الإسلامى والمسيحى وخبراء الطفولة أن الاعتداء على الأطفال جريمة فى حق الدين والإنسانية، وان رعايتهم والاهتمام بهم من واجبات المجتمع وسعة إدراكه لأهمية رعاية هذه الشريحة الغضة الضعيفة وتوفير الأمن العاطفى والهدوء النفسى فهو حجر الزاوية لبناء شخصية سوية. وحماية النسبة العالية من هذه الفئة الغالية التى تتعرض لابتزاز وحشى لعواطفها ومشاعرها وذلك بالاعتداء والتحرش الجنسى كما حدث مؤخرا فى إحدى المدارس الخاصة. وينص البروتوكول على ضرورة التعاون والعمل على مواجهة استشراء تلك الجريمة الأخلاقية بمجتمعاتنا العربية، والتى باتت واقعا مؤلما وقاسيا يتعرض له أبناؤنا وفلذات أكبادنا، وأن نجتهد لإيقاف هذا النزف من خلال توعية الأسرة بكل أفرادها والمجتمع بكافة هيئاته ومؤسساته بخطورة الأمر. ويعد هذا الإصدار هو الأول من نوعه فى هذه القضية، ويقدم دليلا للآباء ومقدمى الرعاية والمعلمين والقادة الدينيين لتجنب ومنع العنف، بينما يعملون على وضع نهاية للعنف ضد الأطفال. وتعالج الإصدارات 11 نوعا من العنف والممارسات الضارة التى تواجه الأطفال فى مصر وغيرها من دول المنطقة والعالم وهى زواج الأطفال والزواج القسري، وختان الإناث، والتمييز بين الأطفال، وعمالة الأطفال، والإساءة للأطفال، وغياب المظلة الأسرية وأطفال الشوارع، والعنف الأسرى ضد الأطفال، والعنف فى المدارس والمؤسسات التربوية، واستغلال الأطفال فى النزاعات المسلحة، والاتجار بالأطفال، والعنف ضد الأطفال من خلال التليفزيون وشبكة الانترنت. ويهدف الإصدار المشترك إلى نشر الرسائل الأساسية لحماية حقوق الأطفال بين جمهور واسع من الآباء والجماعات. كما أعدت الإصدارات للاستخدام من علماء الدين والأئمة أو القساوسة وغيرهم من المسئولين عن حماية ورعاية الأطفال، و خاصة الوالدين. وسينظم المبادرة خلال الأشهر القادمة عدد من الاطلاقات للإصدارات الثلاثة فى عدد من المحافظات المصرية. كما ستطلق المبادرة حملة توعية برسائل الإصدارات فى وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، لرفع الوعى برسائل الإصدارات لمناهضة العنف ضد الأطفال، كما ستدرب المبادرة 850 من الأئمة والقساوسة مع نهاية العام من مختلف المحافظات على تطوير طريقة تناولهم لقضايا العنف ضد الأطفال. حضور أزهرى بارز وألقى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، كلمة أكد خلالها أن شريعة الإسلام لها تاريخ عريق فى موضوع الطفل وحمايته، وذلك منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان، ولا تزال أحكامها فى هذا المجال، رغم قِدمها، تمثل إشعاعًا علميًّا وتربويًّا حديثًا لا نظير له فى أى نظام اجتماعى آخر، مؤكدًا أنه لا يوجد نظام فلسفى أو اجتماعى فطنَ للأهمية القصوى للطفل فى حياة المجتمعات واستقامتها فى الفكر والسلوك، بمثل ما فطن له نظام الإسلام الذى منح الطفل حقوقًا وهو لا يزال فى عالم الذَّرِّ، قبل أن يتخلق فى رحم أمه.وأوضح الدكتور احمد الطيب أن الأزهر فى رسالته التنويرية للناس، ومنهجه الوسطي، يحرص على الدفاع عن حقوق الأطفال وحمايتهم من العنف بكل أشكاله وأنواعه، مثل زواج الأطفال، والزواج القسري، وختان الإناث، وعمل الأطفال، واغتصابهم، وغياب المظلة الأُسرية، وأطفال الشوارع، والعنف الأسرى ضد الأطفال، وعنف المدارس والمؤسسات التربوية والملاجئ الخيرية، واستغلال الأطفال فى النزاعات المسلحة والاتجار بالأطفال، والعنف الإعلامى ووسائل الاتصال الحديثة ضد الأطفال. إساءة استخدام التكنولوجيا وقال البابا تواضروس، إن الأطفال هم العطية السماوية متسائلًا عن سبب العنف تجاه الأطفال، مشيرًا إلى أن السبب الأول فى ذلك يرجع إلى ترك الآباء الأبناء أمام التليفزيون الذى صار أبًا ثالثًا لهم، مؤكدًا أن إساءة استخدام التكنولوجيا والهواتف المحمولة تسببت فى تكريس مفاهيم العنف. كما اقترح البابا تواضروس أن تتبنى المؤسسات الدينية مبادرة توعية ضد العنف تجاه الأطفال تحت شعار «حضن وحب» كى تعود الأسرة لرعاية الطفل مرة أخرى، معتبرًا الصوت العالى داخل الأسرة أزمة كبيرة تؤثر سلبًا على الطفل. دعم حكومى للمبادرة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الذى شارك فى أعمال المؤتمر نائبا عن المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، أكد دعم الحكومة لهذا المنتدى الذى يهدف إلى حماية الأطفال من العنف، فهم محل العناية والرعاية، مؤكدًا على رفض الإسلام لكل أنواع العنف ضد الأطفال. ترحيب دولي من جانبه رحب برونو مايس ممثل منظمة «يونيسيف» فى مصر، بالشراكة مع الأزهر الشريف والكنيسة القبطية، لوضع إصدارات وثلاث مطبوعات إسلامية مسيحية رائدة، بهدف محورى واحد هو نهاية العنف ضد الأطفال. وقال إن الإصدارات الدينية تأكيد على القيم الإيجابية لعدم العنف ضد الأطفال، ونتيجة لأول حوار بين الأديان فى المنطقة، يعترف بحق الأطفال فى حمايتهم من العنف والانتهاكات. وأن الحوار بين الأديان، يقدم قاعدة للحوار وترويج القسم المشتركة فى التسامح والتفاهم بين المجتمعات، ورفض أفكار العنف، فالتسامح ليس عملا سلبيا، بل يتطلب جهدا للوصول لأسس مشتركة للتفاهم المتبادل. وأشاد بتوحد الأزهر والكنيسة الأرثوذكسية القبطية، للتأكيد على القيم السلمية والإنسانية المتأصلة فى فكرهما الدينى، ومواجهة المفاهيم الثقافية الخاطئة حول العنف ضد الأطفال، الذى يتخذ أشكالا متعددة تحدث فى كل مكان ومصر ليس استثناء فى هذا. المحبة والسلام والتسامح وحملت المبادرة عنوان «المحبة، السلام، التسامح.. رسائل أساسية من الإسلام والمسيحية لحماية الأطفال من العنف والممارسات الضارة». ويقدم الإصدار الأول من نوعه، نصائح وإرشادات للآباء ومقدمى الرعاية والمعلمين والقادة الدينيين، لتجنب ومنع العنف. ويعالج الدليل 11 نوعا من العنف والممارسات الضارة التى تواجه الأطفال فى دول المنطقة والعالم، هى زواج الأطفال والزواج القسرى وختان الإناث والتمييز وعمالة الأطفال والإساءة الجنسية وغياب المظلة الأسرية وأطفال الشوارع والعنف الأسرى والعنف فى المؤسسات التعليمية والتربوية، إضافة إلى استغلال الأطفال فى النزاعات المسلحة والاتجار بهم، والعنف ضدهم من خلال التليفزيون والإنترنت. وأشرف المركز الدولى الإسلامى للدراسات والبحوث السكانية فى جامعة الأزهر على إعداد المنظور الإسلامى للمبادرة، فى حين أعدت أسقفية الخدمات العامة والاجتماعات بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية المنظور المسيحى للدليل. وستطلق المبادرة حملة توعية عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، لرفع الوعى ومناهضة العنف ضد الأطفال. وسيدرب القائمون على المبادرة أيضا 850 من الأئمة والكهنة فى مصر مع نهاية العام على تطوير طريقة تناولهم لقضايا العنف ضد الأطفال.