ليلة أمس مرت بكل تأكيد صعبة وعصية على المرشحين الكبار فى السباق الرئاسى، وربما يكون النوم قد خاصم البعض منهم، من فرط التفكير والرهبة. ساعات معدودة يتحدد بعدها المصير، ويجنى أحد المرشحين ثمار حملته وجهده على مدى الشهور الماضية، وقد يفوز بالمقعد الرئاسى من الجولة الأولى أو أن يحقق نصف الهدف ويدخل سباق الإعادة وهى فرصة لا تقل عن الفوز. المرشحون قدموا خلال فترة الدعاية صورة حقيقية عن أجواء المنافسة وعاشت مصر أجواء الانتخابات التنافسية على المقعد الأثير للمرة الأولى فى تاريخها، وكما لو كانت تمتلك كل الخبرات والتجارب السابقة لمثل هذه الأحداث، وتلك هى عبقرية الشعب المصرى. اليوم مصر على موعد مع التاريخ، العالم بأسره يتابع بشديد الانبهار انتخابات الرئاسة التى تجرى فى مصر اليوم وغدا. معركة الرئيس هذه المرة هى صراع تنافسى بجد، يخوضه مرشحون بذلوا طوال الشهور الماضية كل جهد ووقت من أجل كسب صوت الناخب الاحترام واجب لجميع المرشحين، هم عنوان المشهد الذى نتفاخر به الآن، قوة المنافسة أضافت مذاقا خاصا للانتخابات، وتيقن المرشحون أن صوت المواطن - أى مواطن - سيكون حاسما فى نتيجة السباق. مع الاحترام الواجب لجميع استطلاعات الرأى التى واكبت المعركة إلا أن الفيصل سيكون هو صوت المواطن المصرى البسيط الذى لم يتحدث ولم يجاهر برأيه ويحتفظ بخصوصيته وهو يعرف أن واجبه أن يدلى بصوته بمعيار الحق والكفاءة والحرص على المستقبل. حيرة الناخب اليوم لا مجال لها، وحسم الأمر بات مفروغا منه، وقائمة المرشحين رحبة والخيارات متعددة، والمنافسة ستكون حامية، بين الخمسة الكبار، والصوت الواحد قد يكون فاصلا وحاسما، وفى هذه المعركة كل صوت له نفس الأهمية بصرف النظر عن حيثية الناخب ومكانته، ومن يدرى ربما يكون صوتك أنت هو الذى يأتى برئيس مصر الجديدة فلا تبخل به فمصر تحتاجه. المزيد من أعمدة ماهر مقلد