محافظة جنوبسيناء من أجمل المناطق السياحية فى مصر، وعلى الرغم من الكساد الذى أصاب السياحة فى الفترة الأخيرة، إلا أن فترة التوقف عن استقبال الزوار تعد فرصة طيبة لاستعادة المحميات بالمحافظة حيويتها ، ومعالجة نقص الخدمات التى تواجه الزائر، وهو ما اتضح لنا فى جولتنا بالمنطقة، لا سيما فى محميتى نبق و«أبو جالوم».. حيث «الجمال الفريد، والخدمات الغائبة»! تقع محمية «نبق» فى النصف الجنوبى لشبه جزيرة سيناء، وأُعلنت كمحمية طبيعية عام 1992، وتبلغ مساحتها 600 كيلو متر مربع، وتبعد عن القاهرة 500 كيلو. وتتميز - كما يقول الدكتور عصام سعدالله ، مدير المحميات فى سيناء - باحتوائها على الشعاب المرجانية والكائنات البحرية والبرية وغابات المانجروف الموجود بكثافة كبيرة، كما تضم حيوانات مثل الغزال والوعل والضبع والزواحف، وكثير من الطيور المهاجرة والمقيمة. وتحفل «نبق» بالأنظمة الإيكولوجية (البيئية)، والموائل المتنوعة، والكثبان الرملية، عند مدخل وادى كيت، وبها أكبر تجمع لنبات المانجروف على خليج العقبة، كما ينتشر بها شجر المانجروف، الذى ينمو على سواحل البحر، ويمثل بيئة جيدة للأسماك الصغيرة هربا من الأسماك الكبيرة. وتشتهر «نبق» أيضا بشجر الأراك الذى يستخدم لعلاج الأسنان، ويدخل فى تصنيع أدوية الأسنان، ويعرف باسم (السواك). كما تتميز بهدوء عميق وتضاريس خلابة تتنوع بين الجبلية والساحلية، ويتواجد فى البيئة البحرية بها نحو 332 من أنواع الشعب المرجانية الرائعة الجمال، سواء الصلبة أو الرخوة، وتشكل موطنا لأكثر من 400 نوع من الأسماك، والفقريات. «أبو جالوم» أما محمية «أبو جالوم» فتقع على خليج العقبة بين شرم الشيخ وطابا بمنطقة وادى الرساسة. وتتميز هذه المنطقة بنظام بيئى متكامل يجمع بين البيئة الصحراوية والجبلية والبحرية، وهى غنية بنوعيات رائعة من الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، كما توجد بالمحمية حياة برية تضم الغزلان والثعالب والوبر والقنفذ، وتعيش بها مجموعة من النسور والطيور المختلفة. ويقول أحمد صادق - مسئول البيئة بمحمية أبو جالوم - إنها أُعلنت كمحمية بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1511 لسنة 1992، وتتميز بطبوغرافية خاصة تقترب فيها الجبال من الشواطئ، كما تشتهر بوجود كهف تحت الماء يمتد لأعماق تصل لأكثر من 100 متر، وبعمق 3 إلى 5 كم من خط الشعاب المرجانية، كما تبلغ مساحة المحمية نحو 400 كم مربع، مما يجعلها منطقة جذب سياحى لهواة الغوص ورحلات السفارى ومراقبة الطيور والحيوانات، وبها أيضا منطقة مسموح فيها بالاستثمار السياحى وفق شروط بيئية محددة. وفى جولة بالمنطقة - نظمتها وزارة البيئة ، وجمعية كتاب البيئة والتنمية - لاحظنا للأسف عدم الاهتمام بهذه المنطقة من حيث عدم وجود خدمات أساسية للسياحة سواء من أماكن انتظار أو دورات مياه أو علامات إرشادية تشرح بيانات المنطقة بما تحويه من جمال الطبيعة سواء من جبال أو وديان وكثبان رملية؛ لكى يستمتع السائح بها، لا سيما أنه إذا أُحسن الاهتمام بها، فسوف تكون الهدف الأول للسائح، وستعود بالخير على مصر.