انسحب المئات من أتباع رجل الدين الشيعى مقتدى الصدر من وسط المنطقة الخضراء فى قلب العاصمة العراقيةبغداد بعد 24 ساعة من عبور أسوار المنطقة المحصنة شديدة التحصين واقتحام مقر البرلمان،لكنهم تعهدوا بالعودة بحلول نهاية الأسبوع لمواصلة الضغط. وأعلن المحتجون فى المنطقة الخضراء مجموعة من المطالب منها تصويت برلمانى على حكومة تكنوقراط واستقالة الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وإجراء انتخابات جديدة. وقالت متحدثة باسم المحتجين فى كلمة بثها التلفزيون إنه إذا لم يتحقق أى من المطالب فإنهم سيلجأون إلى «كل الوسائل المشروعة» ومنها العصيان المدني.وخرج مئات المحتجين بسلام من المنطقة الخضراء بعد ذلك بدقائق. وكان قد تجمع المئات من اتباع رجل الدين الشيعى مقتدى الصدر فى ساحة الاحتفالات الكبرى وسط المنطقة الخضراء بعد أن أخلى المتظاهرون الليلة قبل الماضية مبنى البرلمان العراقى اثر اقتحامه لساعات على خلفية اخفاق البرلمان فى عقد جلسة لاستكمال المصادقة على التشكيلة الوزارية التى اقترحها رئيس الحكومة حيدر العبادي، فى ظل اجراءات أمنية مشددة وانتشار واسع للقوات العراقية فى شوارع المنطقة والابنية الحكومية. وأشارت مصادر عراقية متطابقة إلى أنه تم تشكيل فرق مشتركة للتنسيق ما بين القوات الأمنية المسئولة عن أمن المنطقة الخضراء وكوادر بسرايا السلام التابعة للتيار الصدرى ساهمت فى اخراج المتظاهرين من داخل مقر البرلمان والأمانة العامة لمجلس الوزراء والتظاهر أمامها وليس بداخلهما. وتفقد رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادى الليلة قبل الماضية مبنى البرلمان بعد خروج المتظاهرين منه واطلع على حجم الاضرار التى لحقت ببعض المكاتب ووجه وزارة الداخلية بملاحقة المتظاهرين الذين تسببوا بهذه الاعمال والذين اساءوا الى بعض النواب. ووسط هذه التطورات، دعا الرئيس العراقى فؤاد معصوم الرئاسات الثلاث الى عقد اجتماع لتدارس تداعيات الاحداث وواقع الحالة السياسية فى البلاد. وفى الوقت نفسه، قال أسامة النجيفى زعيم ائتلاف متحدون للإصلاح ان ما حدث من عملية اقتحام لمبنى البرلمان العراقى وما رافقه من احداث وتصرفات يعكس الاخفاق الحكومى والفشل فى تحقيق انجاز حقيقى للشعب. وقد انتشرت قوات كبيرة من "الحشد الشعبي" فى مناطق حزام بغداد لمنع استغلال تنظيم (داعش) الإرهابى للأحداث فى بغداد والتسلل الى العاصمة،على ضوء انشغال القوات الامنية بتأمين المنطقة الخضراء والمتظاهرين، بالتزامن مع زيارة عشرات الآلاف الشيعة لمرقد الامام موسى بن جعفر الكاظم شمالى بغداد. وكلف الأمين العام لمنظمة "بدر" القيادى البارز بالحشد الشعبى هادى العامري، ألوية "بدر"بالالتحاق بقواطع عمليات حزام بغداد لمنع وقوع أى اعتداءات ارهابية من داعش على العاصمة، فى محاولة لاستغلال أزمة العملية السياسية الراهنة فى بغداد. وكانت سيارة مفخخة انفجرت أمس فى سوق "الجوبة" للماشية بمنطقة النهروان جنوب شرقى العاصمة العراقيةبغداد، أسفرت عن مقتل 23 عراقيا وإصابة 39 آخرين بجروح.
بعض من انصار مقتدى الصدر يسبحون نافورة باحد الميادين ببغداد
ودعا إياد علاوى زعيم القائمة الوطنية فى البرلمان العراقى إلى تشكيل حكومة انقاذ وطنى لمدة عام. وقال علاوى فى تصريح صحفي: "اصبح من الواضح أن العملية السياسية وصلت طريقا مسدودا بعد أن عجزت الحكومة عن إجراء الإصلاحات المطلوبة وفقدت رئاسة مجلس النواب شرعيتها المرة تلو الأخرى وبالرغم من كل هذا الانهيار والفشل ما زال التمسك بالكراسى هو ديدن القابضين على السلطة حتى بعد ان انتهكت الحرمات وسادت الفوضى". من ناحية أخرى أعلن مصدر فى الشرطة ان سيارتين ملغومتين انفجرتا فى وسط مدينة السماوة بجنوبالعراق أمس مما أسفر عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل وإصابة نحو 16 آخرين. وفى الوقت نفسه، استعادت القوات العراقية بمساندة قوات التحالف الدولى السيطرة على بلدة بشير ذات الغالبية التركمانية، من تنظيم الدولة الاسلامية الذى شن منها فى مارس هجوما كيميائيا ضد بلدة تازة المجاورة، حسبما افادت مصادر رسمية.