في طريقي غدا إلي لجنة مدرسة الشهيدة شيماء للإدلاء بصوتي سأختار رئيسا لجمهورية مصر العربية, من بين13 اسما مترشحا لهذه المسئولية المهيبة, التي نتحملها فرحة هلت ونحن حزاني أو كما قال الشاعر. 13 اسما مطروحا للاختيار يجيب علي تساؤل غبي طالما ألقوه بوجوهنا بنبرة التيئيس: ماهو البديل؟ ليتوجب الرد ب لا أحد سوي حضرة الكابس فوق أنفاسنا لا يتزحزح إلا بالموت. أطرد عن دماغي كل اللغط الذي صاحب ويصاحب هذه النغمة التي تبدو كمعجزة: انتخابات حرة رئاسية, ليست استفتاء بنعم أو لا حول شخص واحد يقبض بالفعل علي سلطة الحكم, لا وليست موافقة لتصعيد نائب فاقد القيمة يحل مكان سابق وافته المنية ويطمع في ملك عضوض يورثه لمنعدم الأهلية. ليس معي, يصاحبونني في طريقي, سوي وجوه الشهداء وجراح الذين خرجوا بالجسارة الوطنية يفتدون الوطن, أدندن وهم بعيني وعقلي وفؤادي: آه لو قلبك يدري, آه لو تعرف مابي, إنها فرحة عمري, إنه عيد شبابي! نعم شبابي قلتها بلا تردد وأنا أدنو نحو الخامسة والسبعين, استعادة لشمس البشاير من6 أكتوبر.1973 يا من تصاحبونني, بفضل الذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون, غدا يأتينا عبور مماثل, هو حقنا الأصيل في ترسيخ معني النظام الجمهوري, هذا الذي ظل حبيسا,57 سنة, حبرا علي الورق منذ إعلانه في18 يونيو1953, يقسمون له قسم الحفاظ عليه وكلهم الحنث بالقسم ديدنهم, لايتحرجون ولا يتأثمون من خيانة الأمانة وعدم الوفاء بالعهد. مشوار طويل عبرناه بالصبر207 سنوات مريرة, منذ أوقعتنا سلامة نية شيخنا السيد عمر مكرم في قبضة محمد علي مؤسسا دولة استبداد تملكت البلاد والعباد وأشاعت وباء الخنوع لقوة الطغاة, تنهش أكباد المقاومين علي مدار مايقرب من قرن ونصف القرن, حتي أذن الله بزوالها في23 يوليو1952, الي أن أخذتنا يد المطامع من جديد لمنهاج استبدادي غاشم لم يختلف, بتنكره لحقوق الشعب في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية, عن عهود الاستبداد الملكي. غدا نحن الشعب المصري نملك زمام أمرنا بأصواتنا, نفي بقسم الولاء للنظام الجمهوري, نختار منا رئيسنا, ساهرا خائفا وجلا من ثقل الأمانة, لا يؤنسه إلا الحق ولا يوحشنه إلا الباطل, رب يسر ولاتعسر رب تمم بالخير.