غير نمط حياتك المعتمد على استهلاك الدهون والأملاح والوجبات الجاهزة والتدخين قبل أن تقع فريسة لأمراض القلب وأزماته. هكذا حذر المؤتمر السنوي العاشر لمواجهة الأزمات القلبية وقصور الشريان التاجي وحالات القلب الحادة، برئاسة كل من الدكتور أحمد مجدي والدكتور سامح شاهين. وبمشاركة العديد من أساتذة القلب والقسطرة القلبية والرعاية المركزة من الجامعات ومعهد القلب ومراكز القلب المصرية مع نخبة من الخبراء العالميين في مجال علاج الأزمات القلبية والقسطرة القلبية. وأكد الدكتور أحمد مجدي الأستاذ بمعهد القلب ومنسق هيئة حالات القلب الحادة لجمعية القلب الأوروبية، علي أهمية وعي الشخص السليم بمخاطر الشريان التاجي والنوبات القلبية خاصة مع زيادة عوامل الخطورة بين المصريين ومنها نمط الحياة غير الصحي باستهلاك الاطعمة ذات المحتوي العالي من الدهون واللحوم المصنعة والوجبات الجاهزة، إضافة إلي ارتفاع نسب الإصابة بأمراض ضغط الدم والكوليسترول والبول السكري وزيادة الوزن وانتشار التدخين بنسب كبيرة بين الجنسين. كل هذه العوامل بحسب الدكتور مجدي إضافة إلي الإجهاد النفسي والضغوط الحياتية أدت إلي انخفاض سن الإصابة بأمراض الشرايين التاجية وبشكل أكثر حدة بين شباب في أعمار تبدأ من الأربعين عاما وربما أقل. مشيرا إلي أن المؤتمر ركز علي مجابهة مشاكل أمراض الشرايين التاجية. حيث تعتبر أمراض القلب المسبب الأول للوفاة في العالم، ويصاب في مصر سنويا نحو ربع مليون مريض بالأزمات القلبية نتيجة أمراض قصور الشرايين التاجية وحالات القلب الحادة. وتعتبر هذه الأمراض هي الأخطر نتيجة حدوث تدهور مفاجئ لحالة القلب أثناء الأزمات القلبية مؤديا للوفاة أو تلف دائم لعضلة القلب. وتناول الدكتور سامح شاهين الأستاذ بجامعة عين شمس ورئيس جمعية القلب المصرية، استخدام أدوية منع تخثر الدم الحديثة في علاج حالات قصور الشريان لمنع الجلطات والسكتة الدماغية. مستعرضا الأجيال الجديدة من هذه الأدوية والتي ينصح بها مرضي الذبذبة الأذينية نظرا لكونها أكثر فائدة علاجية وأقل تسببا في المضاعفات الجانبية، وذلك مقارنة بالعلاج التقليدي وهو الوارفارين والذي يتطلب متابعة بالتحليل شهريا لضبط الجرعة وهو ما يجد صعوبة في بعض المرضي لإجرائه بشكل منتظم. وتحدث الدكتور حسام الجندي استشاري القلب بلندن، عن ألم الصدر وهي من أكثر الشكاوي التي يهمل المريض التعامل معها وطلب المشورة الطبية حول أسبابها. مشيرا إلي التقنيات الحديثة فى تشخيص أمراض القلب والشرايين بالموجات فوق صوتية والتصوير بالأشعة المقطعية للشرايين كونها أكثر دقة في النتائج في الكشف عن وجود غصابة مقارنة برسم القلب بالمجهود والذي يظهر عدم دقة في بعض الحالات. ومن الخبراء الأجانب تحدث الدكتور بيتر كالا, رئيس مشروع دعامة الحياة في أوروبا عن الجديد في استراتيجيات علاج حالات جلطة القلب في أوروبا. والتي تتمثل في نشر التوعية في المجتمع بأمراض القلب وأعراضها الحادة، متابعة المريض وبدء علاجه اثناء نقله بالأسعاف إلي الطواريء بالمستشفي، إعطاء العلاج الدوائي لإذابة جلطة الشريان التاجي أو القسطرة القلبية لفتح الشريان وإعادة تروية عضلة القلب. موضحا ان نجاح انقاذ المريض يعتمد علي تلقيه العلاج في وقت قياسي وبتعاون أطباء القلب والقسطرة القلبية وطاقم الرعاية المركزة والممرضين والعاملين بالأسعاف الطبي. فيما أشار الدكتور لايف تويسين, الاستاذ بجامعة هالبورج بالدانمرك إلي استراتيجيات علاج حالات جلطة القلب في العالم وعلاج الشرايين المتفرعة بالقسطرة التداخلية. وأقيم خلال المؤتمر عدد من ورش العمل المفصلة لتدريب شباب الأطباء للتعامل مع مختلف الحالات البسيطة والمعقدة في مجالات استخدام القسطرة القلبية وتخطيط القلب وكهربية القلب وتصوير القلب والشرايين بالطرق الحديثة من خلال الموجات فوق الصوتية والاشعة المقطعية والرنين المغناطسي والمسح الذري للقلب. وكيفية إنعاش القلب والحفاظ علي عضلة القلب والدورة الدموية والتنفس الصناعي. بالإضافة إلي ورش عمل مخصصة للتمريض والفنيين بالقسطرة القلبية والرعاية المركزة.